طلّ بهيئتك القشيبة، بهامتك الرفيعة الممشوقة المهيبة، "الياسين" التي امتشقتها بين ساعديك جعلت "ميركافهم" يباباً إن لم تكن حقاً مقبرة!
رعاديد هم بهندام نخبة ضباط وجنود، خرّت أقدامهم من "طلّتك الفلسطينية"، وبعزة غزة الأبية!
بـرجل غزة "Gaza Man" شبّهك إعلامهم! تيمّناً بـ"سوبر مان" و "سبايدر مان"،ـ لكنّك أعظم بجبروت واقعك، يكفيك فخراً أنك لست من صناعة "هوليوودية" خيالية.
أنت واقع يؤرق الأعداء، رفيق قتالك صاحب كلمة "ولعت" يحيّك وهو في عالمٍ أفضل حتماً، فأنتم رموزٌ وقامات، لا بل مددٌ و جذوة هامات شامخات..
فقد أثار ظهور أحد مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسّام، مرتدياً معطفاً أسود طويلاً، وحذاء أبيض، وهو يطلق قذيفة مضادة للدروع ويدمر إحدى دبابات "جيش" الاحتلال المتوغلة في مناطق غرب خان يونس، تفاعلاً شعبيـاً واسعاً.
وخطف المقاوم الأنظار بأناقته القشيبة اللافتة، ونجاحه في استهداف دبابة للعدو بعزيمة وثبات، عقب التفافه خلفها، غير آبهٍ للمخاطر المحدقة به من كل جانب.
وبثّت كتائب القسام لقطات لمقاتلين خلال التصدي لتوغل الاحتلال غرب خان يونس، فيما ظهر أحد المقاتلين، وهو يهاجم إحدى الدبابات وهو يرتدي معطفاً، ويحمل بيده قاذفاً مضاداً للدروع.
واعتبر محللون أن دلالة المشهد تعني أن المقاومين في غزة لا يرهبون العدو، ويذهبون لقتال قوات الاحتلال جاهزين للقاء الله، في أجمل صورة، فيما وصف صحافيون المقاتل بالأكثر أناقة في تاريخ حركات التحرر الوطني.
يقول الصحافي يوسف الدموكي معلقاً على هذا المشهد الأسطوري: "ملتحفاً بمعطفه الأنيق، خارجاً من نفق تحت الأرض أو مكمن فوق الأرض، لا بد وأنه يغبّر أي قطعة ملابس بذلك اللون، ورغم ذلك كان مهتماً بما يكفي لِأنْ يعدّ رداءه كأنه في يوم عيد، مكمّلاً طقمه بحذائه الرياضي، وبنطاله المهندم. وطلعتُه توحي بأن دوره جاء بعد طول انتظار، معاهداً الله بينه وبين نفسه: "والله ليعجبن الله مني ما أصنع".
بالتوازي، أفادت صحيفة "التلغراف" البريطانية بأنّ عدد القتلى والجرحى في صفوف "الجيش" الإسرائيلي "أكبر مما وقع في العقود الأربعة الماضية".
وقال نائب الجراح العام في السلك الطبي، العقيد آفي بانوف، إنّ "الجنود في الجيش الإسرائيلي يفقدون أطرافهم ويُصابون بجروح في العين والوجه، الأمر الذي يؤثّر في حياتهم ويغيّرها، نتيجة للمتفجرات التي تستخدمها حماس في ساحة المعركة".