أتى ذلك بعدما طالبت محكمة العدل الدولية، أمس، "إسرائيل" باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، في قرار وصفه الرئيس التركي بأنّه بمثابة صدى لشعار "العالم أكبر من خمسة"، في إشارةٍ إلى تولي خمس دول فقط إدارة العالم (أعضاء مجلس الأمن الدائمون)، بحيث إنّها هي من تتخذ بشكل فردي القرارات التي من شأنها التأثير على مصير العالم بأسره.
وبعد قرار محكمة العدل الدولية، أعلنت رئاسة مجلس الأمن الدولي، أنّ المجلس سيعقد اجتماعاً طارئاً، يوم الأربعاء المقبل، بطلب من الجزائر، "بغية إعطاء قوة إلزامية لحكم المحكمة في ما يخص الإجراءات الموقتة المفروضة على إسرائيل"، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الجزائرية.
ووجّه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، تعليمات إلى البعثة الدائمة لبلاده لدى الأمم المتحدة، تقضي بطلب عقد اجتماعٍ لمجلس الأمن الدولي في أقرب وقتٍ ممكن، من أجل تفعيل قرار محكمة العدل الدولية.
ورأت الجزائر أنّ قرار المحكمة بشأن القضية، التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، "يعلن بداية نهاية حقبة الإفلات من العقاب، والتي استفاد منها الاحتلال الإسرائيلي طويلاً، ليطلق العنان لقمعه الشعب الفلسطيني وكل حقوقه المشروعة".
بدوره، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أنّ صدور قرار موقت من جانب محكمة العدل الدولية والرد الإسرائيلي العدائي عليه، يعكس حقيقة أنّ"أساس هذا الكيان مبني على العنف والتمييز".
وأضاف، اليوم السبت، في منشور له في منصة "إكس"، أنّ القرار يعكس أيضاً استغلال الولايات المتحدة الآليات القضائية الدولية.
وعلّقت فصائل فلسطينية على قرار المحكمة الدولية الصادر أمس؛ وأكدت حماس، أنّه ثبّت اتهام كيان الاحتلال الإسرائيلي بالإبادة الجماعية في غزة، مشيرةً إلى أنها تتطلّع إلى القرارات النهائية للمحكمة بإدانة كيان الاحتلال بارتكاب هذه الجرائم.
بدورها، رأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّ القرار لم يرقَ إلى مستوى طلب وقف القتل والعدوان حمايةً للشعب الفلسطيني من الإبادة المستمرة، مُشيرةً إلى أنّ هذا الأمر "قد يستغله العدو ليتصرف كما يشاء".
من جهتها، أوضحت حركة المجاهدين أنّ "عدم صدور قرارات دولية تُلزم العدو الصهيوني بوقف العدوان جاء نتيجة عجز المنظومة الدولية ومؤسساتها عن حماية حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في الحرية، بسبب الهيمنة الأمريكية- الصهيونية على تلك المنظومة".
واختتمت جلسة محكمة العدل الدولية للبتّ في إجراءات مؤقتة بشأن دعوى دولة جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" بتهمة ارتكابها الإبادة الجماعية في غزة، بمطالبة كيان الاحتلال اتخاذ إجراءات لمنع هذه الممارسات واستمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين.
كما منحت "إسرائيل" مدّة شهر من تاريخ الجلسة، لتقديم تقرير إلى المحكمة بشأن استجابتها لهذه التدابير، واتخاذ كلّ التدابير الفورية لحماية المجموعة الفلسطينية في غزة.