وشدد السيد إبراهيم رئيسي، مساء الأربعاء، في الاجتماع الثامن للمجلس الأعلى للتعاون الاقتصادي بين البلدين، على ضرورة بذل سلطات البلدين الجهود لتسريع التنفيذ الكامل للاتفاقيات الثنائية واعتبرا تشكيل وعقد 8 اجتماعات للمجلس الأعلى للتعاون الاقتصادي في البلدين رمزا لإرادة قادة إيران وتركيا لتوسيع وتحسين مستوى العلاقات بين البلدين، واعرب عن امله أن تظهر آثارها على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن.
وقال الرئيس الايراني بأننا نتوقع من نتائج هذا الاجتماع أن تحدث نقلة نوعية في تطوير العلاقات بين البلدين، وأضاف: بالنظر إلى الطاقات المتاحة لدى البلدين، فإننا نعتبر تحقيق هدف رفع حجم التبادل بين البلدين الى 30 مليار دولار امرا ممكنا تماماً.
ووصف رئيسي العلاقات الإيرانية التركية بأنها تقوم على أساس المعتقدات المشتركة وقال: إن تعزيز وتعميق التعاون والعلاقات بين إيران وتركيا يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الفوائد والازدهار والرفاهية للبلدين والشعبين الصديقتين والجارين إيران وتركيا.
وأكد رئيس الجمهورية على مراجعة وثيقة التعاون التجاري بين البلدين من أجل إزالة العوائق أمام تطوير التبادلات التجارية، وأشار إلى استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتطوير التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وقال ان المشاكل الفنية السابقة في مجال تبادل الطاقة بين البلدين يمكن حلها من خلال التخطيط الدقيق .
وفي إشارة إلى التعاون الثقافي بين البلدين، قال رئيسي: من المهم والضروري للغاية توسيع وتعميق التعاون الثقافي الثنائي للتصدي للمؤامرات المناهضة للإسلام.
واكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر أمن تركيا مهماً ولا يجوز المساس به، وأشار إلى أن الرؤية المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والأسلحة ومواجهة الجماعات الإرهابية قد جمعت إيران وإيران وتركيا معًا، وخلقت أساسًا مناسبًا لتعزيز التعاون بين البلدين ليس فقط على الصعيد الثنائي، ولكن أيضًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي وفي إطار المنظمات الدولية.
واذ اشار رئيسي إلى الإعلان العلني عن تشكيل تنظيم داعش الإرهابي من قبل الأمريكيين وانتشار هذا التنظيم في المنطقة، اعرب عن ارتياحه للتعاون الحالي بين إيران وتركيا في مجال مكافحة الإرهاب، واعتبر تعزيز هذا التعاون في مكافحة الإرهاب بشكل فعال بانه مهم .
وفي إشارة إلى تاريخ التعاون بين إيران وتركيا فيما يتعلق بسوريا في شكل محادثات أستانا، ذكر رئيسي كذلك أنه كلما تم توسيع سيادة الحكومة الشرعية في سوريا وتعزيرها على كامل اراضي هذا البلد فانها ستقود بنفس النسبة الى تعزيز الامن والحد من نشاط وتواجد الجماعات الارهابية ، كما أن تعزيز السيادة الوطنية للحكومة السورية على كامل الاراضي السورية سيؤدي إلى انسحاب القوات الأجنبية، وخاصة الأمريكية منها.
واكد الرئيس الايراني أن وجود الأميركيين والغربيين في أي مكان في العالم، بما في ذلك في سوريا ومنطقة القوقاز، لم ولن يخلق الأمن وقال ان ايران تدعم الاتفاق بين اذربيجان وأرمينيا وتؤمن بان التعاون الامني بين ايران وتركيا واذربيجان وارمينيا يخدم الأمن في هذه المنطقة.
كما أشار رئيسي إلى استمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة، مبينا أن فلسطين اليوم ليست الشغل الشاغل لإيران وتركيا والعالم الإسلامي فحسب، بل هي الشغل الشاغل للإنسانية جمعاء، واعتبر تقديم الدعم الشامل من قبل الأمريكيين لجرائم الكيان الصهيوني قد كشف عن الوجه الحقيقي لاميركا، وأثبت للجميع أن الأميركيين، على الرغم من ادعائهم الدفاع عن حقوق الإنسان، دعموا قتل النساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء والعزل على أيدي الصهاينة.
وذكر الرئيس الايراني أن المؤسف أكثر من جرائم الكيان الصهيوني هو دعم الولايات المتحدة والغرب لهذه الجرائم وصمت وتقاعس المنظمات الدولية، مضيفا: ان مواجهة جرائم الصهاينة تتطلب اليوم إجراءات رادعة ، ومن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذا الكيان هو أحد التدابير الرادعة الأكثر فعالية.
واعتبر رئيسي الوضع الحالي في فلسطين خير دليل على عدم عدالة النظام العالمي الحالي، وشدد على ضرورة تغيير البنية الحالية للنظام الدولي واستبدالها بنظام عادل، وأضاف: ان تعاون إيران وتركيا في هذا السياق سيكون فعالا ومثمرا.
وفي اشارة الى مسألة افغانستان، أكد رئيسي: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم حكومة في هذا البلد تمثل جميع المجموعات العرقية.
وتابع رئيسي قوله إن تطوير وتعزيز العلاقات مع الجيران هو جانب موجه لسياسة جمهورية إيران الإسلامية في مجال الدبلوماسية، وذكر أن إيران تتمتع بعلاقات جيدة وودية وبناءة مع جميع جيرانها، وهذه العلاقات ستستمر وتتوسع، لكن قضية مكافحة الإرهاب هي قضية منفصلة عن الجوار، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها إرادة ثابتة للتصدي لأي عامل يخل بأمنها.
*اردوغان: اتفقنا على استخدام كل جهودنا لزيادة حجم التبادلات بين البلدين الى 30 مليار دولار
كما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا اللقاء عن ارتياحه للاجتماعات المثمرة التي عقدها اليوم هو ومسؤولو حكومته مع رئيسي ومسؤولي الحكومة الإيرانية.
وأعرب الرئيس التركي عن تعازيه لحكومة وشعب إيران في ضحابا الحادث الإرهابي في كرمان، وأضاف: "أجرينا محادثات مفصلة لتطوير التبادلات التجارية واتفقنا على استخدام كل جهودنا لزيادة حجم التبادلات بين البلدين الى 30 مليار دولار."
وأشار أردوغان إلى الاتفاق بين البلدين على تعزيز التجارة في المناطق الحدودية وقال: أجرى البلدان أيضًا مناقشات جيدة حول تعزيز التعاون في مجال الممرات وطرق السكك الحديدية والطرق والتبادل المستقر للطاقة، خاصة الغاز.
واعتبر أن مكافحة الإرهاب والتهريب بشكل فعال تتطلب تعاونا جديا بين البلدين، وأشار إلى الاتفاقيات المبرمة لتعزيز التفاعل الثنائي في مجال التعاون الأكاديمي، وأكد على إعداد البنية التحتية اللازمة لتنفيذ هذه الاتفاقيات.
وأشار أردوغان كذلك إلى المحادثات بين مسؤولي البلدين حول الأحداث في غزة، وقال: إن الفظائع الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الفلسطينيين تظهر المعايير المزدوجة للمنظمات الدولية.
وذكر أن تركيا ترغب بالمزيد من التعاون بشأن القضية السورية في إطار محادثات أستانا، وأضاف: "في حالة العراق، تؤمن تركيا أيضًا بضرورة المواجهة الفعالة والجادة والحاسمة مع الإرهاب".
كما أكد الرئيس التركي على ضرورة التعاون بين دول المنطقة فيما يتعلق بالتطورات في أفغانستان وقال: نرحب بتحسين مستوى التعاون والعلاقات بين إيران وأذربيجان.