ولهذه الأيام مكانة خاصة، حيث يفضل فيها الصيام والقيام بأعمال محببة وعبادات مختلفة.

وتحمل هذه الأيام في شهر رجب تحديدًا فضلًا خاصًا، لأن شهر رجب من الأشهر الحرم المذكورة في القرآن، حيث قال الله تعالى:"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ" (التوبة: 36).

والأشهر الحرم هي: ذو القَعدة، ذو الحِجَّة، المُحَرَّم، ورَجَبُ، حسبما بينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي شهور يحبذ المسلمون فيها العبادة والتقرب إلى الله.

إعلم أنه يستحب أن يصلّى في كل ليلة من الليالي البيض من هذه الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان الليلة الثالثة عشرة منها ركعتين، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة يس وتبارك والملك والتوحيد، ويصلى مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرابعة عشرة، ويأتي ستّ ركعات مثلها يسلّم بين كل ركعتين منهما في الليلة الخامسة عشرة.

فعن الإمام الصادق عليه‌ السلام : أنّه من فعل ذلك حاز فضل هذه الأشهر الثلاثة وغفر له كل ذنب سوى الشرك.

*الأيام البيض

الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، مما يميزها بشكل خاص.

وتتوافق الأيام البيض لشهر رجب العام مع أيام الخميس والجمعة والسبت 25-27 يناير 2024.

وصيام الأيام البيض في شهر رجب يحمل فضلًا كبيرًا، حيث يستحب للمؤمنين الإكثار من الصيام وأداء الأعمال الصالحة خلالها.

وتعتبر الأيام البيض فرصة للمسلمين لتعزيز علاقتهم بالله، إذ يُشجع على الصيام وأعمال العبادة والدعاء والتوسل في هذه الفترة.

ومن الأدعية المستحبة في هذه الأيام: "اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نُفُوسًا مُطْمَئِنَّةً تُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ، وَتَقْنَعُ بِعَطَائِكَ، وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ".

وفي هذه الأيام يتحلى المسلمون بالإخلاص والتواضع، ويسعون لتحقيق السكينة والرضا بقضاء الله، والدعاء للله بالرحمة والمغفرة، والتضرع إليه بالحاجات والطلبات.

وإلى جانب صيام الأيام البيض، يستحب ذكر الله بتلاوة القرآن والتسابيح والتهليل والاستغفار.

ويعد صيام الأيام البيض في شهر رجب 2024 فرصة للمسلمين لتعزيز روحانيتهم والتقرب إلى الله من خلال أعمال العبادة والدعاء والتضرع.

اليوم الثالث عشر

هو أول الأيام البيض، وقد ورد للصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل ، ومن أراد أن يدعو بدعاء أم داود فليبدأ بصيام هذا اليوم.

وكان في هذا اليوم على المشهور ولادة أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ في الكعبة بعد ثلاثين سنة من عام الفيل 3.

وفي شهر رجب تقبل العبادات والتوبة وتغسل الذنوب من النفوس الرضية الطاهرة لما له من مكانة عند الله ورسوله وفي قلب كل مؤمن، فهو يعد من الأشهر العظيمة والمباركة.

ويجدر بالمسلمين استغلال هذه الفترة المباركة بالتفكير في تطوير حياتهم الروحية وتحسين علاقتهم مع الله، مستمدين القوة والهداية من عظمة الله ورحمته.