بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا (۱) وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا (۲) وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا (۳) يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا (٥) يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ (٦) فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ (۷) وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ (۸)
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بالزلزلة؛ على أول آية منها، وهي تتحدث عن زلزال الأرض وانهيار النظام الكوني في قيام الساعة. وآيات هذه سورة (8)، تتألف من (36) كلمة في (158) حرف.
ترتيب نزولها
اختلف المفسرون في أنّ سورة الزلزلة مكية أو مدنية، ومنهم من قال: الصحيح أنها مدنية، أما من حيث الترتيب فإنها نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (93)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (99) من سور القرآن.
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
(زُلزلت): الزلزلة: شدة الاضطراب، وزُلزلت ورُجفت ورُجّت فتأتي بمعنى واحد.
(تحدّث أخبارها): تحكي أحوالها وما جرى لها وعليها.
(أشتاتاً): متفرقين.
(ذرّة): أصغر النمل، وقيل: ما يُرى في شعاع الشمس من الهباء.
محتواها
تتكلم السورة عن شرائط الساعة وكل ما يحدث للأرض يوم القيامة، وإشارة إلى صدور الناس للجزاء، كما تحكي عن دهشة البشر في ذلك اليوم، وعن رؤيتهم لأفعالهم أو صحيفة أعمالهم وما سُجّل فيها من حسنات أو سيئات، أو المشاهدة الباطنية، بمعنى: المعرفة بكيفية الأعمال، أو أنها تعني رؤية الأعمال نفسها.
أشهر آياتها
قوله تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾. وردت في هذه الآيتين تفسيراتٍ مختلفة لرؤية الأعمال، هل هي رؤية جزاء الأعمال أم صحيفة الأعمال أم العمل نفسه؟ فقيل: إنّ ظاهر الآيتين يدّل على مسألة تجسم الأعمال ومشاهدة العمل نفسه صالحاً كان أم سيئاً في يوم القيامة حتى إذا عمِل ما وزنه ذرّة من الذرات فسوف يراه مُجسماً يوم القيامة.
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأها فكأنما قرأ البقرة وأُعطيَ من الأجر كمن قرأ ربع القرآن».
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من قرأها في نافلةٍ لم يصبه الله بزلزلةٍ أبداً، ولم يمُت بها، ولا بصاعقة، ولا بآفةٍ من آفات الدنيا، فإذا مات أُمر به إلى الجنة»
وعنه عليه السلام أنه قال: «من كتبها وعلّقها عليه أو قرأها وهو داخلٌ على سلطان يخاف منه، نجى مما يخاف منه ويحذر».
ومن خواص كثيرة، منها:
أنها تُقرأ في الركعة الأولى من صلاة جعفر الطيار.