بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ (۱) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ (۲) ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ (۳) إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ (٤) فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ (٦) يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآئِبِ (۷) إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ (۸) يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ (۹) فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ (۱۰) وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ (۱۱) وَٱلۡأَرۡضِ ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ (۱۲) إِنَّهُۥ لَقَوۡلٞ فَصۡلٞ (۱۳) وَمَا هُوَ بِٱلۡهَزۡلِ (۱٤) إِنَّهُمۡ يَكِيدُونَ كَيۡدٗا (۱٥) وَأَكِيدُ كَيۡدٗا (۱٦) فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا (۱۷)
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بالطارق؛ على أول آية منها، وفيها يقسمُ الله تعالى بالسماء والطارق، ومعنى الطارق هو الذي يجيئ ليلاً، وقد فسّره الله تعالى وبينه في الآية الثالثة من السورة بأنه: ﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ والنجم هو الكوكب. وآياتها (17)، تتألف من (61) كلمة في (254) حرف.
ترتيب نزولها
سورة الطارق من السور المكية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (36)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (86) من سور القرآن.
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
(الطَّارِقِ): مأخوذ من الطرق وهو الضرب بشدّة، ومنه سُميَّ كل ما جاء بالليل؛ لأنه يجد الأبواب مُقفلة فيطرقها. أما المراد هنا فهو النجم.
(النَّجْمُ الثَّاقِبُ): النجم: هو الكوكب، والثاقب: من ثقب الشيء، والمراد بالنجم الثاقب هو الكوكب المنير الذي يثقب الظلام بنوره.
(مَّاء دَافِقٍ): الماء: يقصد منه هنا ماء الرجل، والدافق: هو المصبوب بشدّة وقوّة.
(الصُّلْبِ): عظام الظهر.
(التَّرَائِبِ): جمع تريبة، مثل: فصائل: وهي عظام الصدر.
(تُبْلَى السَّرَائِرُ): تبلى يقصد منها تُختبر وتُمتحن، والسرائر: ما يخفيه الإنسان في القلوب من النيّات والأعمال.
(الرَّجْعِ): هو المطر لردّ الهواء ما تناوله من الماء.
(الصَّدْعِ): الشقّ في الأجسام الصلبة.
(رُوَيْدًا): قليلاً.
محتواها
تُبيّن السورة الإنذار بالمعاد، وفيها إشارة إلى حقيقة يوم القيامة، وتختتم بوعيد الكفّار، فتدور مواضيع السورة حول محورين: الأول: محور المعاد والقيامة. والثاني: محور القرآن الكريم وأهميته القيّمة.
آياتها المشهورة
قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾. تصف هذه الآية ذلك اليوم الذي سيرجع فيه الإنسان إلى سرائره، و (يوم تبلى فيه السرائر) بمعنى الظهور والبروز لِما يُكشف عن حقيقة الأشياء. فأسرار الإنسان الدفينة ستظهر في ذلك اليوم وهي: (الإيمان، الكفر، النفاق، نية الخير، نية الشر، الإخلاص، الرياء)، وسيكون ذلك الظهور مدعاة فخر ومزيد نعمة للمؤمنين، ومدعاة ذلة ومهانة وحسرة للمجرمين. وجاء في بعض التفاسير: إنّ السرائر هي الأعمال من صلاة وصيام وزكاة ووضوء وغُسل من الجنابة وكل مفروضٍ؛ لأنّ الأعمال كلها سرائر خفية.
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأ سورة الطارق أعطاه الله بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات».
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من كانت قراءته في الفريضة بـ (السماء والطارق) كان له يوم القيامة عند الله جاه ومنزلة، وكان من رُفقاء النبيين وأصحابهم»
ووردت خواص كثيرة، منها:
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من غَسَل بمائها الجراح سكنت ولم تقِح، ومن قرأها على شيءٍ يُشرب دواءً يكون فيه الشفاء».