وجاء في قرار المحكمة أن هناك رابطا بين نشر الفيديو والأراضي الفرنسية، بعد أن كان دفاع اللاعب قد أشار إلى أن نشر الفيديو كان انطلاقا من الأراضي الجزائرية ما يعني حسبهم عدم اختصاص القضاء الفرنسي في محاكمة اللاعب.
وجاء الحكم بالإدانة على لاعب المنتخب الجزائري بالسجن غير النافذ لمدة 8 أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 45 ألف يورو، مع نشر الإدانة في صحيفتي “نيس ماتان” و”لوموند” على نفقة المحكوم عليه. ولدى يوسف عطال 10 أيام لاستئناف الحكم من أجل إعادة المحاكمة في قضاء الدرجة الثانية.
وكان الادعاء العام خلال المحاكمة التي جرت في 18 كانون الأول/ديسمبر الماضي، قد التمس عقوبة 10 أشهر سجنا مع وقف التنفيذ ضد اللاعب وغرامة قدرها 45000 يورو مع نشر قرار المحكمة على صفحة انستغرام الخاصة باللاعب لمدة شهر كامل.
وفي مرافعتها، ذكرت المدعية أن الفيديو الذي نشره عطال كان عنيفًا للغاية، وكان من الواضح أنه يروج للعنف ضد الإسرائيليين، على حد قولها. وأوضحت أن “للكلمات وزن ونشر هذا النوع من الرسائل يؤدي إلى أعمال عنف حقيقية تسببت بالفعل في حزن فرنسا ودول أخرى بأكملها”. وأضافت تقول عن الداعية حسنات “هذا ليس إمامًا معتدلًا. على عكس ما سمعته مرارًا وتكرارًا، لم يتم ذكر السلام في هذه الفيديو في أي وقت”.
وأبرزت ممثلة النيابة أن اللاعب نشر الفيديو مع رسالة “فلسطين حرة” ووشاح باللون الفلسطيني، لذلك نحن حسبها في سياق يعرفه عطال جيدا. وتابعت تقول: “في البداية، كانت رد فعله انتهازية من خلال إزالة الفيديو بعد تبادل مع صاحب عمله (فريق نيس)”. وأردفت “نحن نتعامل بوضوح مع شخص يرتكب أفعالًا ولا يتحملها اليوم، ولا يدرك مدى خطورة الأفعال. لا ينبغي التقليل من شأنها”.
وخلال المحاكمة، دافع عطال الذي ارتدى سترة سوداء وبدا مركزا بشدة مع القاضي، عن براءته بقوة، مشيرا إلى أنه كان يجهل مضمون الفيديو ويعتقد أنه رسالة سلام لأناس يعانون خلال الحرب”. وأبرز الظهير الأيسر للمنتخب الجزائري: “أنا لست ضد أي شخص، أنا مجرد لاعب كرة قدم، أنا ضد الكراهية، أنا مجرد لاعب كرة قدم، لا أحاول الدخول في السياسة”.
وأكد اللاعب أنه لا يتقن جيدا اللغة العربية الفصحي، مشيرا إلى أنه قام بحذف الفيديو بعد أن اتصل به المدير الرياضي للنادي، ونشر رسالة اعتذار.
أما محامي اللاعب أونتوان فاي، فركز على فكرة أن نشر الفيديو كان انطلاقا من الأراضي الجزائرية بمناسبة حضور اللاعب مع المنتخب الجزائري، وبالتالي لا ينطبق عليه في هذه الحالة القانون الفرنسي. وأبرز أن “الفيديو الذي نشره عطال باللغة العربية وبدون تعليق و موجه لمتابعيه العرب وليس له علاقة مع الشعب الفرنسي”.
ومنذ بدء العدوان على غزة، واجه عطال حملة سياسية وإعلامية كبيرة في فرنسا، بسبب مشاركته على إنستغرام مقطع فيديو للداعية الفلسطيني الشهير محمود الحسنات، خلال دعائه على إسرائيل.
واضطر عطال عقب ذلك لنشر توضيح يؤكد فيه أنه “يرفض استعمال كل أشكال العنف”. وذكر اللاعب أنه “واع أن منشوره قد صدم الكثير من الأشخاص وهو ما لم يكن قصدي وأعتذر عن ذلك”، وفق ما قال.
وأبرز في البيان الذي نشره أنه “يريد أن يوضح موقفه دون أي لبس”، مشيرا إلى أنه “يدين بشدة كل أشكال العنف، أينما كانت في العالم ويدعم كل الضحايا”. وأكد أنه لن يساند أبدا أي رسالة كراهية، مبرزا أن السلم قيمة عليا يؤمن بها بقوة.
ووصلت الضغوط على اللاعب إلى حد نشر عمدة مدينة نيس كريستيان استروزي وهو شخصية سياسية نافذة ووزير الصناعة سابقا، تغريدة تهدد عطال بطرده نادي نيس. كما شنت صحف رياضية كبيرة في فرنسا منها “ليكيب” حملة على اللاعب وطالبت بمعاقبته.
ويوجد عطال حاليا في معسكر المنتخب الجزائري بالطوغو تحسبا لخوض غمار منافسات كأس أفريقيا للأمم، في وقت يرجح العديد من المتابعين عدم بقائه في نادي نيس بعد هذه الحادثة خاصة أنه سيصبح حرا للتعاقد مع ناد آخر هذا الموسم.