وقالت الصحيفة إن السلطان قابوس وضع رسالة داخل خزانة ، بقصره الملون الذي يشبه معبدا يابانيا، تحتوي على إسم خليفته؛ ولا أحد غيره يعرف من سيكون سعيد الحظ الذي تم اختياره ليكون حاكم البلاد القادم.
ولتعقيد معادلة الخلافة على رأس هذه الدولة الاستثنائية في جنوب شبه الجزيرة العربية؛ أكدت “لوفيغارو” أنّ السلطان قابوس وضع رسالة ثانية في خزانة أخرى بقصره بصلالة في منطقة ظفار، مسقط رأس والدته. ويرجح الدبلوماسيون الغربيون في مسقط، احتواء الرسالتين على نفس الاسم الذي اختاره السلطان قابوس لخلافته.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المليوني ونصف عُماني يتجنبون تماماً الخوض في هذه القضية الحساسة – ناهيك عن المليوني عامل أجنبي المقيمين في البلاد – خاصة وأن وضع السلطان الصحي يبدو أفضل منذ عودته قبل نحو عامين من رحلة علاج طويلة في ألمانيا من مرض سرطان القولون. وقد استقبل قبل أسبوعين في قصرة “بيت البركة” في السيب؛ جيريمي هانت ، وزير خارجية بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة التي تحتفظ بنفوذ كبير مع السلطان الذي تم تدريبه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية.
لوفيغارو؛ أشارت إلى أن السلطان قابوس، ورغم أنه يتميز بكونه صديق للجميع وحتى الاسرائيليين؛ لكنه يبدو حذراً جداً من جيرانه السعوديين والإماراتيين، الذين لديهم أطماع في إيجاد موطئ قدم لهم في السلطنة، ما بعد رحيله.
ويفسر أحد الباحثين، استقبال السلطان قابوس لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم الموساد، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على أنه ربما يكون بهدف الحصول على حماية اسرائيلية في حال أرادت السعودية والإمارات مهاجمة السلطنة بعد وفاة قابوس الذي ظل ضامناً لاستقرارها لـ49 عاماً.
وتابعت الصحيفة الفرنسية التوضيح أن القرارات المصيرية في سلطنة عمان، يتم اتخاذها حالياً في “مكتب السلطان” الذي يترأسه اللواء سلطان النعماني، الرجل الثاني الحقيقي في النظام، والذي سيتولى المهمة الثقيلة لفتح الرسالتين السريتين في حال لم تتفق العائلة الحاكمة على تسمية خليفة للسلطان. حيث سيكون أمام 40 من الأمراء ثلاثة أيام بعد وفاة السلطان قابوس، لاختيار خليفة له بالتوافق.
وأكدت لوفيغارو أنه يتم حالياً تداول ثلاثة أو أربعة أسماء: ابن عم السلطان قابوس، أسعد بن طارق ، الذي تمت ترقيته لمنصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الدولية. ثم اخوة الرئيس غير الشقيقين هيثم وشهاب. وأيضا الشاب تيمور نجل أسعد بن طارق؛ الذي قد يكون “ الشباب” على غرار ما تم في قطر والسعودية، والذي من شأنه أن يضمن استمرارية في السلطة على المدى الطويل.
وخلصت “لوفيغارو“ إلى القول إن الُعمانيين وإن كانوا واثقين من أن العائلة الحاكمة في بلادهم ليست غبية لتمزيق نفسها بعد رحيل السلطان قابوس الذي يحكم البلاد منذ 49 عاماً؛ إلاّ أنّ العديد منهم يفضّل أن يتنازل قابوس عن العرش ويعين خليفة له قبل وفاته؛ وذلك تجنباً لأي شكوك.
المصدر / العالم