وخلال اجتماع صريح وودي مع أكثر من 50 من قادة الأحزاب والناشطين السياسيين في البلاد مساء الإثنين، بيّن رئيسي أن هذا الإجتماع جاء استجابة لأمر قائد الثورة الإسلامية في سياق بذل الجهود لخلق الملحمة وزيادة المشاركة في الإنتخابات المقبلة، معتبراً مثل هذه اللقاءات بأنها مؤثرة في تقريب وجهات النظر وتضافر جهود الأطراف والشخصيات السياسية والإجتماعية والمؤثرة في تعزيز الأجواء الانتخابية في المجتمع.
وفي هذا اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات وتم خلاله طرح مختلف وجهات النظر والآراء والانتقادات، هنأ رئيس الجمهورية بقدوم الذكرى المباركة لمولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (س) وذكرى ولادة الامام الخميني (رض)، واعتبر اللقاء مع جمع من النشطاء السياسيين وقادة الأحزاب فرصة ثمينة وقال: استنباطا من التصريحات الأخيرة لقائد الثورة الإسلامية فإن القضية الأكثر أهمية في الوقت الحاضر لجميع الناشطين السياسيين في البلاد بما في ذلك الحكومة والسلطات الثلاث والأحزاب والشخصيات السياسية، هي العمل على خلق وتعزيز الأمل والحيوية في المجتمع.
واعتبر رئيسي ، حب الثورة الإسلامية بقيادة إمام داع للتحول والتطور والدماء الزكية المراقة من أجل الثورة، هي النقطة المشتركة بين جميع الناشطين السياسيين والاجتماعيين في الجمهورية الاسلامية وأشار الى الاجراءات الكبرى المنجزة في مختلف القطاعات على مدى الاعوام الـ 44 الماضية واكد على النظرة الواقعية والمنصفة للإنجازات ولأوجه القصور في الفترات الماضية، وأضاف: علينا جميعا أن نعلم أننا إذا حاولنا تشويه صورة الآخرين، فلن تتحسن صورتنا وسمعتنا. إن العدو يسعى إلى إبطال إنجازات البلاد ووقف تقدمها ، لذا من واجبنا جميعاً أن نفتخر بإنجازات الـ 44 عاماً الماضية، والعمل على إزالة النواقص وتحقيق المزيد من التقدم.
ونظراً لأهمية دور الأحزاب في إصلاح شؤون البلاد، اعتبر رئيس الجمهورية أن جهود الإصلاح وحل العقد من المهام الأساسية للأحزاب والجماعات السياسية والاجتماعية وقال: اليوم من واجبنا جميعاً العمل على حل العقد، بغض النظر عمن أوجدها.
وأشار رئيسي إلى خطة الحكومة لاستكمال المشاريع نصف المكتملة وقال: ليس مهما بالنسبة للحكومة أن هذه المشاريع بدأت في عهد أي حكومة وتحت أي حكومة يكتب إنجازها، المهم هو الانتهاء من هذه المشاريع وتدشينها الامر الذي سيكسب رضا المواطنين ويعزز الأمل ويزيد الرصيد الاجتماعي للدولة.
كما اعتبر رئيس الجمهورية النقد في المجتمع سببا للنمو والكمال، وبيّن أن هذه الحكومة، على عكس البعض الآخر الذي ادعى التسامح، هي على درجة عالية من تقبل الانتقادات، واضاف: نحن نرحب بالإنتقادات والآراء ووجهات النظر المختلفة والمتنوعة، ولكن طرح الانتقادات يجب أن تكون له نتائج موضوعية للمواطنين والمجتمع.
وحول موضوع ملفات الفساد الاقتصادي، اعتبر رئيسي الاكتفاء بتكرار أخبار الفساد سببا للإحباط وخيبة الأمل لدى الناس والرأي العام، وأضاف: إن ما يمكنه أن يكون مؤثرا في هذا المجال وفي تحسين الأمور، أمران هما المتابعة المستمرة لإنهاء الملفات والتصدي للفاسدين وإزالة أسس الفساد لمنع تكراره.
واعتبر رئيس الجمهورية وجود الأذواق المختلفة بمثابة التآزر في تقدم البلاد، وأضاف: الحكومة ليست فقط غير قلقة من وجود الأذواق المختلفة في البرلمان، ولكنها تعتبره أيضًا منصة لتشكيل برلمان قوي ويمكن أن تعزز الحكومة، ونتيجة لذلك، تزيد من قوتها، وبالتالي تعزيز اقتدار البلاد.
وشدد رئيسي على تجنب التوجهات القبلية في أنشطة الأحزاب والجماعات السياسية، وقال بشان تحقق الاهلية لخوض الانتخابات: وفقًا للحكومة، فان جميع الأشخاص يحظون بالاهلية، ما لم يكن هناك سبب وجيه لعدم اهليتهم، ومن المهم زيادة المشاركة التي يجب على الجميع تجربتها في هذا الإتجاه.
وفي إشارة إلى بعض النقاط التي أثيرت في هذا اللقاء حول تأثير المشاكل الاقتصادية على المشاركة في الانتخابات، قال: في الأساس، إحدى مهام الثورة الإسلامية هي التخفيف من حدة الفقر والتحسين المستمر لمعيشة مختلف شرائح المجتمع. في السنوات التي تلت الثورة، تم إنجاز الكثير من الاعمال الرائعة ، لكننا مازلنا بحاجة إلى مواصلة الجهود في هذا المجال.
وطلب رئيسي من جميع الأشخاص الذين لديهم الفرصة للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم أن يسعوا جاهدين من أجل تقدم ونمو الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال أقوالهم وقلمهم وأفعالهم.