وأوضحت الصحيفة أنّه تمّ تسجيل أكثر من 1.7 مليون نازح في الملاجئ في المناطق الجنوبية، بينهم بضع مئات الآلاف من الأشخاص الذين لا يمكن استيعابهم داخل أسوارها، وينامون على طول الطرق وفي الأماكن المفتوحة.
ووفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية، تم تحديد الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية الإسرائيلية في محيط كل ملجأ تقريباً في المناطق الجنوبية في غزة، وفي بعض الحالات تعرضت الملاجئ للقصف المباشر، ما أدى إلى مضاعفة معاناة النازحين.
وأكدت الصحيفة أنّ القصف الإسرائيلي، ولا سيما الذي "كان بلا هوادة خلال الأسابيع الـ 6 الأولى من الحرب"، طال أيضاً المناطق "التي طلب الاحتلال من سكان غزة الانتقال إليها".
وبيّنت أن رفح هي المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالنازحين في القطاع، إذ تشير البيانات إلى أنّ ملاجئ الأمم المتحدة في رفح تستضيف في المتوسط أكثر من 15000 شخص مسجل لكل منها، على الرغم من أن معظم الملاجئ مصممة لاستيعاب 2000 شخص فقط.
في المقابل، قال مسؤولو منظمات الإغاثة إن المنطقة غير مجهزة لتقديم الخدمات الأساسية للنازحين، مشيرين إلى أن مستشفياتها الـ 3 تعمل جزئياً فقط، ويعيش الأشخاص في الملاجئ والمخيمات ظروفاً صعبة مع قليل من الطعام أو الماء، كما يتشارك ما يقرب 500 شخص تقريباً مرحاضاً واحداً.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني 93% من سكان غزة في الوقت الحالي "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وقد أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب بإيصال مساعدات إنسانية "واسعة النطاق" إلى قطاع غزة.
وتتوقع صحيفة "لو موند" الفرنسية، بدورها، أن يصبح نحو نصف سكان غزة في مرحلة "الخطر"، التي تشير إلى زيادة سوء التغذية الحاد وارتفاع معدل الوفيات بحلول 7 شباط/فبراير المقبل.
وأضافت أنّ "عائلة واحدة على الأقل من بين كل 4 عائلات"، أي ما يعادل أكثر من نصف مليون شخص، ستواجه "المرحلة 5" التي تعني ظروفاً كارثية تتمثل في"نقص حاد في الغذاء قد يؤدي إلى المجاعة".