باقري، أجرى مقابلة خاصة مع قناة NHK الإخبارية خلال زيارته لليابان، قال فيها: إن ما نشهده في غزة اليوم هو إبادة جماعية واسعة النطاق وجريمة واضحة ضد الإنسانية. لم تهاجم إسرائيل أي أهداف عسكرية في غزة، لأنه لا توجد أهداف عسكرية في غزة. أهداف الصهاينة في غزة هي إما بيوت الناس أو الأماكن التعليمية، أو دور عبادة الناس أو المستشفيات. ولهذا السبب فإن عدداً كبيراً من القتلى هم من النساء والأطفال. وهذا يدل على أن أهداف الصهاينة هي شعب غزة فقط.
وقال نائب وزير الخارجية: إن شعب غزة يسعى إلى حماية وجوده وكرامته وهويته. إن سكان غزة يريدون أن يكون لهم الحق في تقرير مصيرهم. هم يمكنهم الصمود في وجه الحصار. يمكنهم تحمل مقتل أطفالهم؛ يتحملون قتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم؛ لكنهم لن يقبلوا بهيمنة الاحتلال الصهيوني على غزة.
وقال علي باقري: لقد فشل الأميركيون وفشلوا خلال حرب غزة. لقد دعموا المجرمين والمعتدين. يشكل الدعم الأمريكي للصهاينة عاملاً مهماً في مواصلة وتصعيد الجريمة في غزة. لا شك أن الأميركيين هم الشركاء الرئيسيون للصهاينة في حرب غزة.
وأضاف: في الشهرين الأخيرين تشكل تضامن عالمي، فمن جهة كانت جميع دول العالم، ومن الجهة الأخرى أمريكا وإسرائيل. الأميركيون يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان، لكن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل إبادة للوجود الإنساني. ولذلك، لم يعد بإمكان الأميركيين الادعاء بدعم حقوق الإنسان في أي مكان في العالم.
وأضاف نائب وزير الخارجية: نعتقد أن تحرك الحكومات المختلفة بما فيها الحكومة اليابانية لدعم الشعب الفلسطيني ووقف الجريمة في غزة هو عمل صحيح ومنطقي لصالح السلم والأمن الدوليين.
وأضاف: نؤكد أن الحكومات المختلفة، بما فيها الحكومة اليابانية، يمكنها وقف استمرار الجريمة الصهيونية ضد أهل غزة من خلال الضغط على أمريكا وإسرائيل. ومن بين هذه الإجراءات يمكن إعادة النظر في العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الإسرائيلي. والنقطة الأخرى هي حشد القدرات الدولية لتقديم المساعدات السريعة لسكان غزة الذين يعيشون تحت الحصار الكامل منذ 16 عاماً.
وقال: عندما يحدث زلزال في دولة ما، ترسل جميع الدول المساعدات إلى الدولة المتضررة. يبنون مستشفيات مؤقتة وميدانية. لكن هذا ليس هو الحال في غزة. يسقط في هذه الأيام آلاف الجرحى والمصابين جراء القصف الهمجي للصهاينة ولا يملكون المكان المناسب والمعدات اللازمة للعلاج. لقد تم احتلال أو تدمير بعض المستشفيات القائمة من قبل الصهاينة.
وردا على سؤال الصحفي حول إمكانية تفاوض إيران مع إسرائيل لوقف الحرب، قال علي باقري: لا نعترف بإسرائيل ولا نعتبرها شرعية. ولكننا نتفاعل ونتواصل ونتشاور مع دول المنطقة والدول الإسلامية والدول المستقلة في العالم والمنظمات الدولية.
وأضاف: مبادرة اجتماع قادة الدول الإسلامية في الرياض ومبادرة قمة بريكس قدمها الرئيس الإيراني وتم انعقادهما. ويواصل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزير خارجيتها باستمرار التشاور مع نظرائهما في مختلف البلدان.
وفي جانب آخر من حديثه بشأن احتجاز أنصار الله للسفينة اليابانية، قال نائب وزير الخارجية: إن الحكومة اليمنية تتخذ قراراتها بناء على مصالحها وسياساتها. لكن منذ بداية هذه الحادثة استخدمت إيران قدراتها لحل هذه القضية. وسوف نواصل هذه الجهود. لكن ما أعلنته الحكومة اليمنية هو أن الحكومة اليمنية ستمنع حركة السفن إلى موانئ الكيان الصهيوني طالما استمرت الجريمة الصهيونية في غزة.
وأشار علي باقري في كلمته إلى أن أيا من الخطط المقدمة حتى الآن لحل القضية الفلسطينية لم تنجح، وقال: إن الحلقة المفقودة في هذا المسار هي عدم الاهتمام بالشعب الفلسطيني لتقرير مصيره. لماذا تكون الديمقراطية لشعوب إيران وأمريكا واليابان وليس لفلسطين؟! على العالم أن يستسلم مرة واحدة للشعب الفلسطيني ويسمح له اتخاذ قراراته بنفسه.
وقال في جانب من كلمته: نحن لم ننتهك خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن الحقيقة هي أن إيران لم تضع كل بيض تقدمها في سلة خطة العمل الشاملة المشتركة. اعتقد الأمريكيون أنهم سيجعلون شعبنا يركع من خلال الحصار. المهم أن الضغوط والعقوبات لم تمنعنا من المضي قدماً.