السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
مستمعينا الأفاضل.. الدعاء والشكوى الى الله القدير من مكائد النفس الأمارة بالسوء، هما من أقوى وسائل الإستعانة به جلت قدرته للتغلب عليها وتهذيبها بما يؤهلها لكي تصير نفساً مطمئنة بذكر الله وطاعته عزوجل.
هذه الحقيقة السلوكية المهمة تجليها مناجاة الشاكين من المناجات السجادية الخمس عشرة المشهورة، يقتبس مضامينها الأديب الولائي المبدع الأخ عبد القادر أبوالمكارم من حاضرة القطيف العريقة فيقول حفظه الله في قصيدة مناجاتية غراء:
يا إلهي عبدُكَ الجَاني أَتاكْ
عِندَ بَابِ العَفوِ مُحْتَاجَاً رِضَاكْ
هَا أَنا يا سَيدي بَينَ يَدَيك
وَاقفاً بِالذُّلِ اسْتَجْدي عَطَاك
أَنا مُحتَاجٌ فَقيرٌ بَائِسٌ
وَأَنَا الطَّامِعُ رَّبي بِغِنَاك
أَنا خَطَّاءٌ تَرَّجَاكَ بِأنْ
تَقبَلَ التَوبَةَ مِنهُ ودَعَاك
عَارفٌ أنَّكَ ربٌّ رَاحم
مَلِكٌ فَردٌ فَلا ثَانٍ مَعَاك
مَا يُضرُ العَفوُ في الحُكمِ ولَن
يَنقُصَ المُلكُ إذا فَاضَ نَداك
سَيدي إني أَنا العَبدُ الذي
سَمِعَ الدَّاعي فَمَا لَبَّى نِدَاك
أَنا مَنْ أدّبتَ لَكنْ نَفسُهُ
غَرّرتْهُ وغَوتْهُ فَعصَاك
أَنا مَنْ قَرّبتَهُ آويتَهُ
وتَحْبَبْتَ إليهِ فَقَلاك
أَنا مَنْ رَبيتَهُ غَذَيتَهُ
فَإذا مَا اشتدَّ يا رَبّي نَسَاك
أَنا مَنْ أَقرضْتَهُ لَكنَهُ
حِينَمَا اسْتَقرَضتَهُ أَعطى سِوَاك
أَنا مَنْ أَذنَبَ، مَنْ خَالَفَ، مَنْ
تَاهَ في الإثمِ فَمَا صَارَ يَرَاك
سيدي مَا كانَ ذا مِني لِكي
اتَحدَى مُستَخِفَاً بِقِوَاك
لا، ولَكنْ سَترُكَ المُرخَى و
حِلمُكَ غَرَاني فَمَا خِفْتُ أَذَاك
فَحَنَانيكَ بِمَنْ جَاء إلى
بَابِكَ العَالي مُلْحَاً في دُعَاك
سَائلاً غُفْرَانَ ذَنبٍ طَالبا
رَحمَةً مِنكَ فَهبْهُ مَا رَجَاك
قدْ أَمَرتَ النَّاسَ بِالحُسنىَ فَهلْ
خَائباً يَرجِعُ مُحتَاجٌ أَتَاك؟
لا، فَمَا البَابُ عَليها حَارسٌ
لَكَ ذا يُدني، ويُقصي عَنَك ذَاك
يا جَميلَ الصَفحِ والعَفوِ أَلا
جُدْ عَلى عَبدٍ أَتى يَرجو رِضَاك
بِكَ يَا اللهُ يَا رَبَّ الورَى
بِاسمِكَ الأعظَمِ رَبي وسَنَاك
بِرسولِ اللهِ مَنْ أَحبَبْتَهُ
أحمدِ المحمودِ طه مُصطَفَاك
وبِآلِ المصطفى مَنْ فيهمُ
رَحمةٌ مِنكَ وحُسنٌ مِنْ بَهَاك
صلَّ يَا رَبِّ عَليهمْ دَائماً
كُلَّمَا سبَّحَ في الأَعلى مَلاك
واختمِ اللَّهمَ عُمري بِالتُقى
لأجيءَ الحَشرَ مُشتَاقاً لِقَاك
يَا إلهي سَيدي مُنَّ على
مَن أَتى بَابَك يَسْتَجدي عَطَاك
مستمعينا الأكارم، والى لقاء آخر مع شعر الدعاء والصفاء في برنامج (أناجيك يا ربي) نستودعكم الله بكل خير ودمتم في أمان الله.