وأضاف عطوان في إشارة إلى استهداف الكيان الصهيوني للصحافيين والمصورين في غزة والضفة ولبنان، أنه يحرص الصحافيون والمصورون الذين يغطون الحروب والأحداث الخطيرة الأخرى، على ارتداء خوذ وملابس خاصة مضادة للرصاص، وتتصدر كلمة صحافة بأحرف كبيرة صدورهم وظهورهم سعيا للحماية، وتأكيدا على انتمائهم لهذه المهنة الشريفة، فالقاعدة المتبعة والمتفق عليها هو التعاطي بحيادية مع هؤلاء الذين يضحون بأرواحهم سعيا للوصول إلى الحقيقة، إلا في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث باتت كلمة صحافة تعني استِهداف صاحبها وقتله فوراً.
وتابع عطوان: إن قبل أسبوعين شيعنا الزميلين "فرح عمر"، والمصور "ربيع المعماري"، من أسرة قناة "الميادين" أثناء تغطيتهما للقصف الإسرائيلي للقرى اللبنانية في الجنوب، وبعد بضعة أيام من تشييع الزميل "عصام عبد الله"، مصور وكالة "رويترز" العالمية الذي قصفت سيارة كان يقلها مع عشرة من زملائه في جنوب لبنان أيضا، أصيب تسعة منهم بشظايا صواريخ مسيرات إسرائيلية كانت تترصدهم، وتتعمد قصفهم.
وأوضح أن "إسرائيل" التي ترتكب جيشها مجازر وحرب إبادة وتطهير عرقي في قطاع غزة منذ غزوها قبل 70 يوما تقريبا بلغ حصيلتها 20 ألف شهيد تقريباً وحوالي 55 ألف جريح، وتدمير نِصف منازل القطاع، تتربع بكل ثقة على المرتبة الأولى عالميا في اغتيال الصحافيين، وانتهاك حقوقهم، وملاحقتهم، بهدف كتم أصواتهم، وصور كاميراتهم، والتغطية على جرائمها المذكورة آنفا التي ترتكبها في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وصرح أن جيش الاحتلال اغتال حتى الآن 89 صحافياً منذ بدء الحرب في قطاع غزة، واعتقل ثمانية منهم، حسب توثيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ولا نعتقد أن الاغتِيالات ستتوقف عند هذا الرقم في ظل وجود خطة إسرائيلية لترهيب بنات وأبناء المهنة، وطمس الحقائق، وإخفاء المجازر وجثامين ضحاياها الممزقة.
وقال: إنه لم يحدث في تاريخ الحروب قصف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد، والقذف بالمرضى، والأطفال الخدج إلى الشارع، وقطع كل إمدادات الدواء والغذاء والماء والطاقة عن المدنيين العزل، ومنع إخراج الضحايا من تحت الأنقاض إلا في هذه الحرب الإسرائيلية المتأججة في قطاع غزة، وبدعم ومشاركة مباشرة من قبل أمريكا زعيمة العالم الحر، وحامية حقوق الإنسان في العالم.
وأضاف: إن رصاص الترهيب وشظايا الصواريخ الإسرائيلية لن تمنع الزملاء في غزة والضفة ولبنان من مواصلة مسيرتهم المقدسة في تمزيق الأقنعة، وإظهار وجوه الحقد والكراهية والتعطش لسفك دماء الأطفال والنساء والعجزة على حقيقتها، وإيصال الحقيقة بكل تفاصيلها البشعة إلى كل مكان في العالم.