وخلال خطبة الجمعة، والتي ألقاها في مقام السيدة خولة في مدينة بعلبك، تساءل الشيخ يزبك:" أمعقول ما يجري ونحن في القرن الواحد والعشرين يُطلق عنان الوحش من مروضيه ويُعطى كل إمكانات القتل والدمار؟!"، مشيرًا إلى أنَّ العدو صبَّ عشرات الأطنان من القنابل والصواريخ التي تجاوز حجمها ومفاعيلها أضعاف القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما، مضيفًا: "بلغت القنابل حتى اليوم تسعة وعشرين ألف طن".
وتابع: "المجازر بحق الشعب الفلسطيني المظلوم المسلوبة حقوقه تكشف زيف ما يدعى من ديموقراطية أمريكا والغرب، وقد عجزت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وشعوب العالم عن إيقاف الحرب بسبب الفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن؛ فهذه حرب أمريكية على المكشوف"، مشيرًا إلى أنَّه: "في غزة رغم المذابح اليومية وتدمير كل مرافق الحياة وفُقدان أبسط الحاجات الاستشفائية والغذائية وخيام تعصف بها الرياح وتغرقها الأمطار مع كل ذلك، فالشعب في غزة صامد وصابر متمسك بأرضه يملك إرادة الحياة ومقاومة مخططات الأعداء، والمتآمرين والمراهنين على التهجير واقتلاع القضية الفلسطينية".
وأردف: "لم يقتصر القتل والتدمير على غزة؛ بل للضفة نصيبها وخصوصًا في جنين، إلا أن حلم الغزاة لن يتحقق بالتوكل على الله تعالى وطلب المعونة منه وبتسديد ضربات المقاومين الأبطال الذين أقسموا أن يحوِّلوا غزة مقبرة للغزاة، وسينطلق المارد الإسلامي من قمقمه متخطيًا كل عقبات الذل والهوان يغسل ذل العار عن أمة أصيبت بالشلل وانخدعت وسكتت وخرست أمام ما يجري في غزة والضفة على الشعب الفلسطيني".
كما قال الشيخ يزبك: "فليعلم العدو الإسرائيلي ومن ورائه أن غزة لن تكون وحدها، وكل المقاومين الأبطال حاضرون في ساحة المواجهة من يمن الأبطال الشجعان إلى عراق الأوفياء إلى لبنان المقاومة الإسلامية التي تخوض حربها الموجعة للعدو الإسرائيلي دعمًا وإسنادًا للشعب الفلسطيني الشريف ومقاومته البطلة عشرات الشهداء على طريق القدس".
وشدَّد على أنَّه: "ليس بمقدور العدو الصهيوأمريكي قتل إرادة شعب آمن بربِّه وحقوقه، فلا بد أن تنتصر هذه الإرادة وينقلب السحر على الساحر، إنها أمتنا التي تحمل بالجهاد والتضحيات ولا بد أن يتحقق ما وعد به الله تعالى، حين قال تعالى: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق"، "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"".
في الشأن اللبناني، قال الشيخ يزبك: "نداؤنا للمسؤولين، ماذا تنتظرون؟ أما تدركون ما الذي يجري على الوطن من تعقيدات وتهديدات للمقومات وحياة المواطن؟ فعليكم أن تتحمّلوا المسؤولية والقيام بالعمل الجاد والابتعاد والإقلاع عن الاتهامات والتحرك بانفتاح الجميع والإيمان بأنه لا خلاص إلا بوحدة وطنية يتكامل بها الجميع متكاملين متضامنين مركزين على العيش الواحد، والعمل على الخروج من الفراغ الرئاسي بالتفاهم على شخصية تلبي تطلعات اللبنانيين جميعًا ولا يكون الخروج من الفراغ بالرهان على ما يقرره الخارج عن إرادة اللبنانيين؛ فإنه رهان لا يؤدي إلا إلى المزيد من الذل والهوان.. إن الأوطان تبنى بأيدي أبنائها ولا تحمى السيادة الوطنية إلا بسواعد أبناء الوطن وكل الضغوطات التي تمارس لا تزيدنا إلا قناعة بضرورة الثلاثية الذهبية شعب وجيش ومقاومة، ولن تتردد المقاومة بالدفاع والمساندة عهد قطعته المقاومة لمواطنيها والشعب المظلوم".
المصدر : العهد الاخباري