نشأة التطريز عند البلوش
فن التطريز في بلوشستان يعود لآلاف الأعوام الماضية دون معرفة زمن محدد له، لكنهم من أوائل الذين عملوا بهذا الفن، وذلك بعد دراسة النقوش الحجرية وكذلك الفخاريات المتبقية في مختلف المناطق في بلوشستان، مثل كلبوركان (قبل 7 آلاف سنة) والمدينة المحروقة (قبل 5 آلاف سنة)، بحسب المؤرخين.
ويقول الباحث في الثقافة البلوشية زاهد آرام "استوحى القدامى النقوش المطرزة على الملابس النسائية في بلوشستان من التاريخ القديم، واعتمدوا على نقش صور الطبيعة، مثل الجبال والأنهار والورود أو الأشكال الهندسية المختلفة، وكذلك أشكال الحيوانات مثل مخلب النمر وريش الطاووس والحمامة".
وأثرت الحداثة والأحداث التاريخية والسياسية ووسائل الإعلام الحديثة على هذا الفن، مما أدى لابتكار نقوش جديدة.
أهمية التطريز عند البلوش
ينتقل فن التطريز من جيل إلى جيل عبر التركيز على تعليم البنات البلوشيات منذ الصغر، حيث يتقن جميعهن فن التطريز بالإبرة، وذلك لسببين أساسيين، أولهما بسبب التزام البلوش بثقافتهم العريقة والحرص على إرتداء الملابس البلوشية فقط، ومن جهة أخرى فإن السعر المرتفع للملابس الجاهزة دفع البلوشيات لتعلم التطريز وتفصيل ملابسهن بأيديهن.
ويختلف أسلوب التطريز بين منطقة وأخرى في بلوشستان بالنسبة للملابس وسراويل النساء، حتى أنه يمكن للشخص تمييز الطائفة والمدينة التي تنتمي إليها الفتاة من خلال تطريز ملابسها والنقوش المستخدمة فيها.
يشير البلوش أن "لكل بلوشية بحدود 15 إلى 20 قطعة من الملابس، وتقوم كل منهن بخياطة لباس أو لباسين جديدين لنفسها في السنة (ملابس البيت واليومية والاحتفالات).
وتستوحي الملابس البلوشية تصاميمها من الخيال (أي من الخيال مباشرة على القماش)، ولكن حاليا صار الأمر أكثر سهولة عن طريق استخدام الأختام الخشبية لنقل النقوش على الأقمشة بواسطة الحبر، ثم تطريز تلك النقوش.
وهنالك إقبال كبير بين الجيل الجديد من البنات على تعلم فن التطريز بالإبرة لأنهن يقمن بخياطة ملابسهن بأيديهن، وهناك تنافس بين البنات على استخدام أحدث النقوش والألوان بأساليبهن الخاصة، كما يحملن أدوات التطريز معهن للعمل فيها في أي وقت ممكن حتى أثناء الزيارات.
وإضافة إلى استخدام فن التطريز بالإبرة في ملابس النساء، يستخدم هذا الفن أيضا في صناعة بعض الإكسسوارات، مثل: غطاء الوسادات والأسرة، حزام كاميرا، ربطة عنق، المحفظات والحقائب والمناديل وغيرها.
هذا وحاز فن التطريز البلوشي على شهادة الأصالة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وكذلك سجل ضمن قائمة التراث الوطني الإيراني.
ويأخذ السياح تحفا جميلة من الإكسسوارات المطرزة على الطريقة البلوشية للمعاني الجميلة التي تحملها في طياتها من تاريخ وثقافة وجمال الطبيعة.
ويجدر هذا الفن الجميل والطاقة الكامنة عند البلوشيات والتي تعتبر كثروة إنسانية وفنية، للاهتمام الخاص بالاستثمار والتسويق بعد أن طرقت الأزياء البلوشية الأبواب العالمية.
أنواع الأزياء التقليدية البلوشية
تبرز الأزياء دور الهوية والانتماء القومي، فنجد أن جل الشعوب تتخذ الأزياء مجالا خصبا لإبراز شخصيتها الثقافية والدينية والعرقية.
1- الزي البلوشي النسائي:
يتفرد الزي البلوشي النسائي بكثرة الزخارف وتنوع التطريز وبتفرده عن غيره فنجد مثلا (پشك) وهو اللحاف. (سَريڭَـ) وهو السروال (شلوار)، وكلها تتفرد بالزخرفة والزينة الخاصة.
يتميز الثوب البلوشي من حيث الحجم بضيقه قليلا في الوسط، واعتداله عند الصدر، ويتم عمل كسرات صغيرة الوسط بشكل متجاور، والثوب يصبح متسعا أكثر حتى يصل إلى نصف الساق.
ويتم طرز الصدر إلى الوسط بزخارف متنوعة نباتية، كما أن الجزء السفلي من الثوب يسمى (پندول) وهو عبارة عن جيب واسع لحفظ الأغراض أو المتعلقات، وهو أيضا تتم زخرفته بالطرز كما الكم.
إلى جانب ذلك تستعمل المرايا الصغيرة عن طريق تثبيتها بالطرز ويلبس السروال من نفس لون الثوب.
والأمر نفسه بالنسبة للحاف المسمى (سَريڭَـ)
أما السروال ويسمى (شروال) فهو طويل يصل إلى كاحل القدم، ويكون فضفاضا وواسعا.
2- الأحذية:
تستخدم نساء بلوشستان أنواعا مختلفة من الأحذية، فإضافة إلى الحذاء التقليدي المصنوع من ألياف الأشجارالذي يسمى "سواس" ، تنتعل النساء نوعين آخرين من الحذاء وهما: "الصندل" ونوع آخر ذو كعب جلدي وحياكة مطرزة يسمى: "الكوش".
3- لباس الأطفال:
يشبه لباس الأطفال البلوشيين، لباس الكبار، رجالا ونساء وتوجد أدوات مشتركة بين الأطفال والنساء، وتسمى: كري، لانتي، تلمل، وجوك.
4- لباس الرجال:
يتألف ثوب الرجال البلوشي من قميص قطن أبيض طويل وسروال واسع وسترة تتقاطع من الأمام فوق البطن ومطوية في السروال. ويلبس الرجال أيضا قطعة طويلة من القماش يلفونها حول الخصر، يبلغ طولها بين 4 و 5 أمتار، وذلك لحفظ الأسلحة التقليدية.
كما يلبس الرجال معطفا فوق السترة يكون عادة من اللباد الخشن للوقاية من الطقس البارد، ويكون واسعا ومزركشا.