السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأفاضل، التوسل الى الله عزوجل بمحمد وآله الطاهرين صلى الله عليه وآله أجمعين لإستجابة الدعوات وإستجلاب الرحمات الإلهية، من أقوى الوسائل الشرعية التي أمرنا الله بابتغائها إليه تبارك وتعالى كما نصت على ذلك كثير من النصوص الشريفة.
وهذا في القصيدة التي إخترناها لهذا اللقاء من ديوان شعر مناجاة أكرم الأكرمين تبارك وتعالى.
كما أن حسن الظن بالله وعفوه عزوجل من تلك الوسائل الشرعية التي تضمن إستجابة الدعاء والفوز بالغفران الرباني وهذا ما تنعشه في القلوب الأبيات الثلاثة التي نختم بها اللقاء وهي منسوبة الى إمام المذهب الشافعي محمد بن إدريس كما تنسب إليه القصيدة الأولى في حين نسبها آخرون الى الشيخ أبو القاسم السهيلي؛ ونقرأ في هذه القصيدة قول صاحبها:
يا من يرى ما في الضمير و يسمع
أنت المعدّ لكل ما يتوقع
يا من يرجّى للشدائد كلها
يا من اليه المشتكى و المفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن
امنن فان الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقري اليك وسيلة
بالافتقار اليك فقري أدفع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن طردت فأي باب أقرع
و من الذي أدعو و أهتف باسمه
ان كان فضلك عن فقير يمنع
حاشا لمجدك أن تقنِّط عاصيا
الفضل أجزل و المواهب أوسع
بالذل قد وافيت بابك عالما
ان التذلل عند بابك ينفع
وجعلت معتمدي عليك توكلا
و بسطت كفي سائلا أتضرّع
و بحق من أحببته و بعثته
و أجبت دعوة من به يتشفع
اجعل لنا من كل ضيق مخرجا
و الطف بنا يا من اليه المرجع
ثم الصلاة على النبي و آله
خير الخلائق شافع و مشفّع
ونختم هذا اللقاء مستمعينا الأطائب بأبيات ترسخ في القلوب الرجاء الصادق بعفو الله الأعظم من كل ذنب؛ وهي مقتبسة من أدعية أهل بيت النبوة – عليهم السلام – وتنسب أيضاً إلى محمد بن إدريس إمام المذهب الشافعي، وفيها يقول:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منة وتكرما
نشكركم مستمعينا الأكارم على كرم الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (أناجيك يا ربي) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعايته سالمين والحمد لله رب العالمين.