السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير وبركة ورحمة من الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
معكم أيها الأفاضل في لقاء اليوم من هذا البرنامج، لنا فيه وقفة قصيرة أخرى عند شعر المناجاة المروي عن مولى الموحدين الإمام علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه.
وقد اخترنا لكم من بيدره المعطاء مقطوعتين، في الأولى يعلمنا مولانا الوصي المرتضى حقيقة التكبير الذي هو شعار الإسلام الدين الحق.. فيصور معنى "الله أكبر" بأبلغ تصوير وهو ينعش قلب المؤمن بأن قلبه قد وسع ربه الأعلى الذي لم تسعه أرضه ولا سماؤه كما ورد في الحديث القدسي الشهير عن رب العزة أنه قال:
"لا تسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن.
قال مولى الموحدين عبدالله علي المرتضى عليه السلام:
قد كنت يا سيدي بالقلب معروفا
ولم تزل سيدي بالحق موصوفا
وكنت إذ ليس نور يستضاء به
ولا ظلام على الآفاق معكوفا
فربنا بخلاف الخلق كلهم
وكل ما كان في الأوهام معروفا
ومن يُرده على التشبيه مُمتثلاً
يرجع أخا حصر بالعجز مكنوفا
وفي المعارج تلقى موج قدرته
موجاً يعارض صرف الريح مكفوفا
فاترك أخا جدل بالدين مُشتبهاً
قد باشر الشك منه الرأي مؤنوفا
واصحب أخا مِقة حباً لسيده
وبالكرامات من مولاه محفوفا
أمسى دليل الهدى في الأرض منتشراً
وفي السماء جميل الحال معروفا
مستمعينا الأكارم‘ وفي المقطوعة الثانية يعلمنا مولى الموحدين الإمام علي عليه السلام أدب طلب الرحمة من الله تبارك وتعالى، وهو القائم على إجتناب الإغترار بصالح الأعمال والتسليم لأمر الله مع رجاء غفرانه وسعة رحمته، قال ولي الله المرتضى – عليه السلام -:
ذنوبي إن فكرت فيها كثيرة
ورحمة ربي من ذنوبي أوسعُ
فما طمعي في صالح قد عملته
ولكنني في رحمة الله أطمعُ
فإن يك غفران فذاك برحمة
وإن لم يكن أُجزى بما كنت أصنعُ
مليكي ومولائي وربي وحافظي
وإني له عبد أُقرّ وأخضعُ
نشكركم مستمعينا الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (أناجيك يا رب) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله سالمين وباستجابة دعواتكم محبورين والحمد لله رب العالمين.