وأشار الموقع -في تقرير ليوهان فلوري- إلى أن "العديد من اليابانيين يرون في قصف قطاع غزة تاريخا يعيد نفسه، كتاريخ هيروشيما وناغازاكي الذي عايشناه في أجسادنا، أريد أن أحلم بعالم لم تعد فيه الحرب موجودة"، حسب شيندو.
وقال الموقع إن التزام شيندو (27 عاما) بمناهضة الاستعمار يعود إلى تاريخ عائلي من التمييز، لأنه ولد في مجتمع بوراكومين الذي كان يمثل "المنبوذين" في اليابان، ممن يعملون في تجارة الجلود والمجازر وإدارة الجنائز، وهم بلا أرض.
وحتى اليوم، ورغم إلغاء هذا النظام منذ فترة طويلة -كما يقول الكاتب- فإن ورثة هذه المجتمعات ما زالوا يعانون من التمييز المرتبط بالعمل والزواج بسبب جذورهم، يقول شيندو "أعتقد أنه منذ طفولتي، كنت أفكر في هذه الأسئلة المتعلقة بالانتماء إلى مجتمع لا يملك أرضا".
شيندو قاده ذوقه في الفنون والآداب إلى الثقافة الفلسطينية، واستهوته قصص الحياة في زمن الحرب وكذلك قصص النكبة، التي تحكي قصة الشعوب التي تعرضت للتمييز، والتي طردت من أراضيها.
كما قاده فضوله إلى أوشفيتز ثم إلى الخليل في الضفة الغربية المحتلة، مما شكل علامة فارقة في حياته، حيث اكتشف "نقاط التفتيش" ولكن أيضا "الضيافة الدافئة"، والتقى بأشخاص دفعوه للعودة إلى الخليل وجنين خلال الصيف الماضي.
وعندما بدأ القصف الإسرائيلي الأول على غزة، سيطر على شيندو اليأس، إذ يقول "لم يعد بإمكاني العيش وهذا الجزء العزيز عليّ من العالم يعاني كثيرا"، فبدأ إضرابه الأول عن الطعام، وأنهاه لما سقط بالقرب من السفارة الإسرائيلية في طوكيو، قبل أن يقرر الشروع في إضراب ثان منذ ما يزيد قليلا على أسبوعين.
ويضيف بلوعة "جسدي يضعف ولكني أريد الاستمرار، أريد أن تتوقف هذه الإبادة الجماعية"، مشيرا إلى أنه "يخجل من حكومته، "هناك أوجه تشابه بين إسرائيل واليابان، في مواقفهما الاستبدادية بحيث لا يهم الرأي العام ومشاعر الناس".
وشيئا فشيئا -كما يقول الموقع- بدأ المواطنون ينضمون إلى صفوف المظاهرات، واتخذوا أماكنهم إلى جانب الناشطين مثل شيندو وأصدقائه، وبعضهم فلسطينيون أصلهم من غزة ويقيمون في اليابان منذ عدة سنوات.
وختم الكاتب بحديث أوكي كانو، مغني فرقة أوكي دوب أينو، عن غزة، عندما قال "لا يسعنا إلا أن نتعاطف مع الفلسطينيين"، وأضاف "كما طردوا من أراضيهم وتعرضوا للتمييز وتحولوا إلى الفقر والعنف، عاش شعب الآينو القصة نفسها".