السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته..
طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج..
أعظم الشعر بركة هو الذي يجمع بين المدح والثناء لرب العالمين، وبين مناجاته ودعائه وهو مخ العبادة ومظهر الإفتقار لله الغني تبارك وتعالى.
وإضافة الى أدعيتهم الغراء أورثنا أئمة العترة المحمدية الطاهرة نماذج راقية من هذا النمط من الشعر نعطر أرواحنا في هذا اللقاء بأبيات غراء منها نقتبسها مما روته المصادر التأريخية من شعر مولى الموحدين وأميرالمؤمنين علي المرتضى، ونبدأ بقوله صلوات الله عليه مناجياً رب العزة الغفور الرحيم:
إليك ربي لا إلى سواكا
أقبلت عبداً أبتغي رضاكا
أسألك اليوم بما دعاكا
أيوب إذ حل به بلاكا
إن يك مني قد دنا قضاكا
رب فبارك لي في لقاكا
ومن شعر الإمام علي – عليه السلام – في مناجاة أكرم الأكرمين، البيتان المشهوران اللذان كتبها بخطه الشريف على كفن الصحابي الجليل سلمان المحمدي عندما واراه الثرى رضوان الله عليه وهما:
وفدت على الكريم بغير زاد
من الحسنات والقلب السليم
وحمل الزاد أقبح كل شيء
إذا كان الوفود على الكريم
أيها الإخوة والأخوات، ونلمح صفو التسليم لإرادة الرب الغفور الذي يصمد إليه الخلائق في حاجاتهم مقروناً بجميل التضرع والإستجارة به في الأبيات الثلاثة التالية التي يناجي بها ربه الكريم عبدالله وأخو رسوله – صلى الله عليه وآله – مولانا علي أميرالمؤمنين حيث يقول – صلوات الله عليه -:
أيا من ليس لي منه مجير
بعفوك من عقابك أستجير
أنا العبد المقر بكل ذنب
وأنت السيد الصمد الغفور
فإن عذبتني فالذنب ذنبي
وإن تغفر فأنت به جدير
أيها الإخوة والأخوات، وفي بيتين بليغين يعلمنا مولانا أميرالمؤمنين – عليه السلام – أن ننعش في قلوبنا جميل حسن الظن بالله تبارك وتعالى، وحسن الظن بالله أحب ما عبد به إليه عزوجل، قال صلوات الله عليه وآله:
إلهي أنت ذو فضل ومن
وإني ذو خطايا فاعف عني
وظني فيك يا ربي جميل
فحقق يا إلهي حسن ظني
تقبل الله منكم أيها الأكارم جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج (أناجيك يا ربي) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، لنا وقفة أخرى عند شعر المناجاة المروي عن مولى الموحدين الإمام علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه تأتيكم في حلقة آتية بإذن الله دمتم في رعاية سالمين والحمد لله رب العالمين.