وكانت لافتةً مشاركة الجمهورية الإسلامية في ايران في الدورة الحالية بعرضيْن، الأول هو عرض “الحصان القاتل” الحاصل على الجائزة الأولى في مهرجان الفجر المسرحي في إيران لهذا العام، إضافة إلى عرض بهلواني رياضي هو الأوّل من نوعه في تونس بعنوان “الرياضة والفتوّة والمقاومة تضامنًا مع فلسطين”.
وقدّم العرض أطفال من أعمار مُختلفة تضامنوا من خلال حركاتهم مع أطفال فلسطين، وهو مُستوحى من رياضة إيرانية قديمة عمرها قرابة 900 سنة.
وتقول الناقدة والإعلامية التونسية ليلى بورقعة: إن “عرض الرياضة والفتوة والمقاومة يأتي في سياق تحية تضامن ومساندة للنضال الشعبي الفلسطيني”.
وتضيف: ” من إيران صافح عرض الرياضة والمقاومة والفتوة الدورة الحالية لأيام قرطاج المسرحية، وهو من إنتاج فرقة المسرح البهلواني الإيراني وإخراج علي جاليجو، وهو يعبّر عن التقدير والإعجاب بالنضال الشعبي الفلسطيني واستماتة غزة في دفاعها عن حقها المشروع في أرضها”.
وتتابع: “ينطلق العرض بقراءة لمقتطفات من قصيدة إرادة الحياة للشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي، وذلك دلالة على عمق الروابط الثقافية بين البلدين.
ثم يقترح فرجة طريفة تعتمد على خفة الرياضة ورشاقة الحركة المتناغمة على إيقاع آلات موسيقية إيرانية وأدوات حربية قديمة، مثل الأجراس والعصي والأقواس”.
وترى بورقعة أن: “اللاعبين والمشاركين الإيرانيين نجحوا في شدّ انتباه الجمهور، من خلال تقديم لوحات من رياضة “زرخانة أي”، أو ما يسمى بالرياضة الزرخانية، وهي رياضة بدنية وروحانية اشتهرت في تاريخ الفرس من قديم الزمان، وقد سُجّلت هذه الرياضة الإيرانية في قائمة اليونسكو للتُراث العالمي كونها تاريخًا عريقًا ومُتفردًا من نوعه”.
وتُشير الى أن: “تقديم هذا العمل، للمرة الأولى في شمال إفريقيا وبصفة حصرية في أيام قرطاج المسرحية، يُعبّر عن قوة الترابط بين الضفتين والبلدين”.
ومن جهتها، تقول الصحفية والباحثة في الشأن الثقافي منى بن غمرة إن مشاركة إيران لها دورٌ مهمّ، في إطار توطيد العلاقات الثقافية بين تونس وطهران.
وتلفت الى أن: “إفتتاح الدورة 24 من أيام قرطاج المسرحية شهد تكريم الممثل أمين زندكاني والممثلة إلهام حميدي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب عدد من الممثلين من بلدان مختلفة، ما يعكس أهمية الانفتاح على رؤى مسرحية جديدة من بينها المسرح الإيراني”.
وتخلص الباحثة التونسية الى أن: “المسرح الإيراني أبهر الجمهور التونسي بعروض مسرحية وندوات فكرية قدمت صوراً جديدة عن الواقع بلمسة إبداع إيرانية.