وجاء ذلك خلال لقاء الباحث الايراني في العلوم القرآنية مرتضى كريمي نيا بسماحة السيد السيستاني (دام ظله) في النجف اﻷشرف.
وخلال اللقاء، قدم كريمي نيا الذي تولى مسؤولية تحقيق مخطوطة مصحف مشهد الرضوي وطباعتها، بعض التفاصيل الموجزة حول أهمية هذه المخطوطة القرآنية وتاريخها الذي يعود إلى القرن الهجري اﻷول.
من جانبه قال سماحة السيد السيستاني إنه كان على اطلاع بهذا العمل الهادف للتعريف بأقدم مخطوطات المصحف الشريف، فيما وصفه بالعمل المهم، مؤكداً إن محققي الحوزة العلمية بحاجة إليه.
وتابع سماحة السيد السيستاني بالقول: "قبل سبعين سنة حين لم تكن تتوفر اﻷدوات الحديثة، اطلعت على بعض المخطوطات القرآنية المنسوبة إلى أهل البيت(عليهم السلام) في مكتبة العتبة الرضوية".
ثم أضاف سماحته: "تغمرني السعادة حالياً أن أشاهد طباعة مثل هذه الوثائق واﻷسناد التاريخية التي ستكون عوناً لدراسات علماء اﻹسلام، وذلك بفضل جهودكم ودعم مؤسسة آل البيت عليهم السلام".
كذلك عبر السيد السيستاني عن أمله في استمرار إحياء الكتب والمخطوطات التاريخية مثل تفسير الوزير المغربي.
ثم قال سماحته: أبلغوا السادة تحياتي وسعادتي لما قدموه من دعم لطباعة مصحف مشهد الرضوي القيم.
هذا ويذكر أنه أزاحت العتبة الرضوية الشريفة الستار عن أقدم مصحف مكتوب بالخط الحجازي يعود تاريخه إلى النصف الأخير من القرن الهجري الأول تحت عنوان "مصحف مشهد الرضوي"، وذلك خلال الحفل الذي أقيم في الحرم الرضوي الشريف بمدينة "مشهد المقدسة"(شمال شرق ايران).
ويتكون هذا المصحف من 252 ورقة وهو المجموعة الأكمل لنسخة قرآنية بالخطّ الحجازي على مستوى العالم وتحمل في طياتها 95 بالمائة من كل آيات المصحف الشريف.
ومصحف مشهد الرضوي مخطوط على قطع جلدية أبعادها 50 * 35 سنتي متر وتم خطّه في المدينة المنورة أو الكوفة، نُقل هذا المصحف إلى خراسان في القرون التالية وقد كان في أيدي علماء مدينة "نيسابور" في إيران.
وهذا المصحف قد تمت طباعته بطريقة "فاكسيميلة"(مطابقة للأصل) وذلك بالتعاون بين مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث والعتبة الرضوية المقدسة.