موضوع البرنامج:
المهدي ويوم الوقت المعلوم
المهدي وتنقية السنة النبوية
إلتجأ إلينا
صفوة الخلق معدن المكرمات
سابق السابقين بالخيرات
لك ذاتٌ قدسيةٌ وصفاتٌ
قد تعالت على جميع الصفات
لك مجدٌ أدنى الذرى منه أوفت
في علاها على ذرى النيّرات
كل ما في الوجود ما زال يتلو
بعض آيات فضلك البينات
هي وحي القرآن وهي نثارٌ
من معاني الأنجيل والتوراة
سيدي أنت رحمةٌ للبرايا
أنت رمزالبقاء للكائنات
أنت للمؤمنين واحة أمن
أنت سيف على رقاب الطغاة
أنت في ظلمة الجهالات نورٌ
بل منارالهدى لكل الهداة
بسم الله وله الحمد والمجد غياث المستغيثين وملجأ المضطرين والصلاة والسلام على سفن نجاته ورحمته الكبرى للعالمين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم أعزاءنا... الأبيات التي إستمعتم لها آنفاً هي جزء من قصيدة الإنتظار لسماحة السيد جعفرمرتضى العاملي.
أما الفقرات الأخرى في هذا اللقاء فأولها العقائدية وعنوانها هو: المهدي ويوم الوقت المعلوم
ثم يجيب خبيرالبرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: المهدي وتنقية السنة النبوية
ونختم البرنامج بحكاية مؤثرة عنوانها إلتجأ إلينا
أطيب الأوقات نتمناها لكم أيها الأخوة والأخوات مع فقرات برنامجكم شمس خلف السحاب، تابعونا على البركة
أولاً : مع الفقرة العقائدية التي إخترنا لها العنوان التالي : المهدي ويوم الوقت المعلوم
قال مولانا الامام ابوالحسن الرضا- عليه السلام-:
" يوم الوقت المعلوم هو يوم خروج قائمنا أهل البيت... الرابع من ولدي، ابن سيدة الاماء، يطهرالله به الأرض من كل جور و يقدسها من كل ظلم، وهوالذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فاذا خرج أشرقت الارض بنوره و وضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحدٌ أحدا، وهو الذي تطوى له الارض ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الارض بالدعاء إليه يقول: ألا أنّ حجة الله قد ظهرعند بيت الله فأتبعوه فإنّ الحق معه وفيه وهو قول الله عزوجل:
"إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ""(سورة الشعراء٤)"
في الحديث الرضوي المتقدم نلتقي- مستمعينا الأفاضل- بأشارة تفسيرية
مهمة يبين بها الإمام الرضا _عليه السلام_ مصداق (يوم الوقت المعلوم) الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.
هذا اليوم ورد ذكره في القرآن الكريم في سياق نقله لقصة غضب الله عزوجل على إبليس اللعين عندما تمرد على أمرربه الجليل- تبارك وتعالى- وأبى التعبد لله بالسجود لآدم _عليه السلام_.
إثرهذا الغضب طلب إبليس من الله جل جلاله أن يمهله الى يوم يبعثون أي الى يوم القيامة والحشرالأكبر و لكن الله عزوجل لم يستجب لهذا الطلب وأنظر إبليس ليس الى يوم يبعثون بل الى يوم الوقت المعلوم كما ورد في سورة الحجر "قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ"(سورة الحجر۳٦-۳۸)
فالنص القرآني مستمعينا الإفاضل واضحٌ في أن يوم الوقت المعلوم هو غيريوم البعث وإلا فما كان ثمة حاجة لتكراره ولكان كافياً أن يقول عزّمن قائل "فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ"
الإمام الرضا- سلام الله عليه- يصرح هنا بأن يوم الوقت المعلوم هويوم ظهورالإمام المهدي- عجل الله فرجه.
وهذا المعنى تصرح به عدة من الأحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين والتي تخبرنا أن الشيطان يقتل بعد ظهورالمهدي الموعود _عجل الله فرجه_.
ومن المعلوم أيها الأخوة والأخوات أن الشيطان الرجيم إنما طلب إمهاله لكي يغوي ويوسوس لبني آدم ويصدهم عن سبيل الله جل جلاله كما تصرح الآيات الكريمة
وعندما نستذكرهذه الحقيقة القرآنية ندرك أن إمهال إبليس الى يوم ظهورالمهدي يشتمل على إنهاء أحد مصادرالفتنة والغواية في المجتمع الإنساني وذلك بقتل الشيطان وإنقاذ العباد من وساوسه. وهذه- مستمعينا الأفاضل- من خصوصيات دولة المهدي الموعود _عجل الله فرجه_ ففيها يوفرالله عزوجل كل الأوضاع والعوامل المعينة للمجتمع البشري لبلوغ
مراتب الرقي والكمال ويزيل جميع العوامل الصادة عنها.
وثمة نقطة ثانية نستفيدها من كون ظهورالمهدي _عجل الله فرجه_ هو يوم الوقت المعلوم، وهي أن ظهورالمهدي ودولته العالمية العادلة جزءٌ أساس من تدبيرالله عزوجل لشؤون خلقه وإيصالهم الى الكمال أعد له منذ بدء الخليفة.
أما الآن أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران فندعوكم للإستماع للإتصال الهاتفي التالي والإجابة عند اسئلتكم الكريمة.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا معكم في هذه الفقرة من برنامج شمس خلف السحاب ومعنا على خط الهاتف مشكوراً خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي للاجابة عن اسئلتكم، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد رسالة وصلت الى البرنامج من الاخ الدكتور خضر محمد اشتملت على سؤالين، السؤال الاول عرضناه على حضرتكم في حلقة سابقة عن الحاجة للاجتهاد وكفرع لهذا السؤال او هناك سؤال اخر لهذا الاخ عن قضية تنقية السنة النبوية عن الاحاديث الموضوعة يقول هذا الاخ هل سيقوم الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف بتنقية السنة النبوية من الاحاديث الموضوعة بعد ظهوره؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة علينا ان نعرف ان الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف انما يعمل بسنة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فمنهجه هو منهج جده وسنته هي سنة جده صلى الله عليه واله وسلم هذه قضية لابد ان نعرفها والروايات تحدثت عن ذلك كثيراً.
بالنسبة الى السنة النبوية التي تمثل المصدر السامي للتشريع لأننا نعتقد ان مصادر التشريع، اهم مصدرين من مصادر التشريع هما القرآن اولاً والسنة فالقرآن والسنة يمثلان مصدري التشريع الاساسيين وسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم حجة كما هو القرآن الكريم كما يتفق على ذلك جميع المسلمين ليس في جانب الاحكام الشرعية طبعاً، في كل الدين، عقائد واخلاق ومبادئ واحكام، سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم من ناحية الحجية هي كالقرآن الكريم كلاهما لله حجة على الناس لكن السنة الموجودة اليوم، السنة المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتعرفون انها تشمل قول النبي وفعل النبي وتقرير النبي صلى الله عليه واله، السنة المنقولة سواء نقلت لنا حديث النبي او سيرة النبي او فعل النبي او تقرير النبي، السنة الموجودة اليوم لايمكن لأحد ان يجزم انها هي سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم مئة بالمئة وذلك ان سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم تعرضت للكثير من التشويه والكثير من التحريف وكثير من الكذب على لسان رسول الله يعني كذبوا على لسانه يعني وضعوا الاحاديث على لسانه صلى الله عليه واله وسلم وهناك وضاعون معروفون، اصحاب التراجم وائمة الجرح والتعديل، هناك أناس معروفون بالوضع ولهذا الفت كتب في الاحاديث الموضوعة وفي الوضاعين فهناك احاديث وضعت على لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبثت في الناس وحاول الرجاليون تنقيتها ولكن ليست عمليات التنقية هي مئة بالمئة فهناك من السنة ماهو موضوع، هناك من السنة ماهو محرف يعني ربما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم حديثاً ثم حرف هذا الحديث عن عمد كما هو موجود ولايوجد مجال لبيان الامثلة، يصدر حديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في مكان معين فيحرف عن معناه الحقيقي وربما ليس هذا التحريف تحريفاً متعمداً قد يكون تحريفاً غير متعمداً يعني الكثير بل اغلب الذين نقلوا السنة ونقلوا رواية النبي صلى الله عليه واله وسلم انما نقلوها بالمعنى وليس حرفياً وانتم تعرفون انه مدة طويلة منعت كتابة السنة والى فترة متأخرة، الى زمن عمر بن عبد العزيز عندما امر بكتابة السنة فهذا النقل وهذا التداول ليس مضبوطاً مئة بالمئة فعلى اية حال لايمكن ان نطمئن مئة بالمئة او نجزم ان كل مالدينا الان من سنة قاله النبي صلى الله عليه واله وسلم وانها قطعية الصدور. طبعاً هذه السنة تبتني عليها احكام وتبتني عليها مفاهيم تستنبط منها، الامام سلام الله عليه هو الذي يحيي سنة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لاشك انه يحيي السنة الصحيحة ويصحح كسيرة آباءه، تلاحظون ان الامام الصادق عليه السلام، الامام الباقر كانوا يصححون السنة، يأتي الى الامام يقول ياسيدي نقل عن جدكم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كذا وكذا فيقول لا ماقال كذا وقال كذا فأهل البيت يصححون السنة وامثلة ذلك كثيرة والامام لاشك يريد ان يجعل السنة اساساً لحياة الناس كما هو القرآن الكريم فلابد ان ينقيها ويقوم بتصحيحها صلوات الله وسلامه عليه.
الفقرة من برنامج (شمس خلف السحاب) هي مستمعينا الأفاضل حكاية أخرى من حكايات الفائزين بالشفاء الإلهي ببركة التوسل إلى الله عزوجل بوليه إمام العصر- أرواحنا فداه-، عنوان الحكاية هو:
إلتجأ إلينا
الحكاية التالية مدونة في سجل توثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان عليه السلام في جمكران من ضواحي مدينة قم المقدسة وهي الكرامة رقم ۱٦۳ في هذا السجل، وهي تحمل عبرة مهمة للغاية فهي من مصاديق أحد أنواع اللطف الإلهي الخاص بالمؤمنين، وهو لطف توفيقهم وهدايتهم الى الأماكن التي يحب الله أن يعبد عزوجل فيها والتي يستجيب فيها دعاء الملتجئين إليه جل جلاله والمتوسلين إليه بأحب خلقه إليه.
صاحب الحكاية هو أحد الكسبة الأخيارمن أهالي قرية (مراد آباد) من قرى مدينة (تويسركان) الإيرانية إسمه الحاج غلام علي بن الحاج حسن تركاشوند ننقل لكم أعزاءنا حكايته بعد قليل فتابعونا على بركة الله.
يقول الحاج غلام علي حفظه الله:-
رأيت ذات ليلة في عالم المنام وكأنني في مسجد صاحب الزمان- عليه السلام- في جمكران، كنت واقفاً عند البئرالمعروف في المسجد وإذا بسيدٍ جليلٍ مهيب كان يقف إمامي يخاطبني قائلاً:- إذا أبتليت بعارضٍ وأصبت بمرضٍ فالتجأ إلينا.
إنتبهت من نومي وهذه الحكمة ترن في أذني... ومرت ثلاثة شهورعلى هذه الرؤيا، وذات يومٍ كنت جالساً عند باب داري فشعرت فجأةً بأنقلابٍ شديد في صحتي، لقد فقدت توازني البدني وشعرت بالخدريدب في بدني ثم أصاب الشلل الجزء الإيمن منه وثقل لساني، كان يقف الى جانبي السيد (حجت تركاشوند) وهو صاحب حمام القرية... فحملني وأدخلني دارنا بصعوبة ثم إجتمع إخوتي وأقاربي حولي وقد سيطرعليهم القلق
والإضطراب لما أصابني وأجمعوا على القول: يجب نقل الحاج الى المستشفى بأسرعٍ ما يمكن.
وهنا تذكرت تلك الرؤيا التي رأيتها قبل ثلاثة شهور، فأفهمتهم- بصعوبةٍ بالغة لانني فقدت قدرتي على النطق الواضح- أفهمتهم رفضي الذهاب الى المستشفى فتعجبوا من رفضي وسألوني: كيف ستعالج إذن؟ أجبتهم بالطريقة السابقة نفسها: إنقلوني الى قم ومسجد جمكران بأسرع ما يمكن!
إستجاب أقارب الحاج غلام علي تركاشوند لطلبه وأعدوا بسرعة وسيلة نقله الى قم المقدسة وهم ينوون الذهاب به الى المستشفى قبل إيصاله الى مسجد صاحب الزمان _عليه السلام_ في جمكران، يقول الحاج في تتمة حكايته:-
تحركنا باتجاه قم، وعندما وصلنا الى مدينة ( تويسركان) قال أخي الحاج علي جمعة: نذهب إ لى مستشفى تويسركان أولاً ونأخذ العلاج ثم نتوجه الى قم، لكنني رفضت هذا العرض الذي تكررنظيره عند وصولنا مدينة (ملاير) و (أراك) وحتى مدينة (قم)، فكان أخي يلح على الذهاب الى المستشفى وأنا أرفض مصراً على التوجه الى جمكران ومسجد صاحب الزمان _عليه السلام_.
وعندما وصلنا الى مدينة قم توجهنا الى منزل صهرأختي الحاج (أحمد معارفوند) فأخذنا بسيارته الى مسجد جمكران، وعند صعود الجسرالهوائي المنتهي الى المسجد وقعت عيني على قبة المسجد فشعرت بأنكسارمفاجيء في قلبي وبكيت وتوجهت بقلبي الى مولاي صاحب الزمان روحي فداه فخاطبته قائلاً:
فديتك يا مولاي أنت الذي دعوتني للإلتجاء إليك وقد لبيت دعوتك!
ولم يخيّب الله عزوجل دعوة من إلتجأ الى وليه وبقيته صاحب الزمان _عليه السلام_ متوسلاً ومستشفعاً به إليه جل جلاله... كما يخبرنا بذلك أخونا الحاج غلام علي تركاشوند، حيث قال في تتمة حكايته:-
كانت ليلة الخميس قرب منتصف الليل عندما وصلنا المسجد، فأنزلني أخي الحاج علي جمعة يعينه صهرأختي الحاج أحمد من السيارة وأراد إجلاسي على الكرسي النقّال الذي أحضروه لي، فرفضت وطلبت منهما أن يمسكا بعضديّ ويعيناني على الدخول للمسجد مشياً، دخلت بهذه الصورة وأنا أجرقدماي بصعوبةٍ شديدة... رأيت سيداً جليلاً عند باب المسجد فقبلت يده فمسح على رأسي وقال: ستعافى إن شاء الله. ثم أدخلوني المسجد ووضعوني في زاوية عن يسارالمنبروغطوني بملحفةٍ ونمت، وفي منامي رأيت سيداً جليلاً مهيباً وقف عندي وناداني بأسمي وقال: يا سيد غلام علي... خذ مني هذا المصباح، لقد عافاك الله....
أخذت المصباح من يده وإنتبهت من نومي لأجد الحياة تدب مرة أخرى في يديّ... لقد عادت يدي المشلولة سالمة لا ضعف فيها....
ثم سألني أخي وصهرأختي: كيف حالك... فأجبتهم وأنا أحرك رجلي المشلولة: الحمد لله، الحمد لله، لقد عدت سالماً... لقد عافاني الله ببركة مولاي صاحب الزمان- عليه السلام-.
وبهذا نكون اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران قد وصلنا الى ختام حلقةٍ أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب)... تقبل الله منكم حسن المتابعة ودمتم في رعايته سالمين.