موضوع البرنامج:
الغيبة لطف بالعباد
زيارة المهدي (عليه السلام ) في سرداب سامراء
ألا يتفضل علي بالشفاء
خليفة رب العالمين وظله
على ساكني الغبراء من كل ديار
هو العروة الوثقى الذي من بذيله
تمسك لا يخشى عظائم أوزار
إمام الورى طود النهى منبع الهدى
وصاحب سر الله في هذه الدار
علوم الورى في جنب أبحر علمه
كغرفة كف أو كغمسة منقار
فلو زار أفلاطون أعتاب قدسه
ولم يعشه عنها سواطع أنوار
رأى حكمة قدسية لا يشوبها
شوائب أنظار وأدناس أفكار
بأشراقها كل العوالم أشرقت
لما لاح في ألكونين من نورها الساري
ومنه العقول العشر تبغي كمالها
وليس عليها في التعلم من غار
همام لو السبع الطباق تطابقت
على نقض ما يقضيه من حكمة الباري
لنكس من أبراجها كل شامخ
وسكن من أفلاكها كل دوار
بسم الله وله الحمد والمجد العزيز الحكيم وأزكى صلواته على كنوز رحمته الكبرى للعالمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين وأهلا بلقاء اليوم من هذا البرنامج إخترنا لمطلعه الأبيات المؤثرة التي استمعتم لها آنفا وهي بعض ما جاء في قصيدة (وسيلة الفوز والأمان) التي أنشأها في مدح صاحب الزمان – عليه السلام – العلامة الموسوعي العارف الشيخ بهاء الدين العاملي رضوان الله عليه..
أما الفقرات الأخرى في هذا اللقاء فهي عقائدية عنوانها: الغيبة لطف بالعباد
يليها إتصال هاتفي بخبير البرنامج سماحة السيد الشوكي وإجابة عن سؤال بشأن:زيارة المهدي (عليه السلام ) في سرداب سامراء
ثم تستمعون لحكاية موثقة من حكايات المتوسلين إلى الله بوليه المهدي – عليه السلام – عنوانها: ألا يتفضل علي بالشفاء
أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها لكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب).
تابعونا أعزائنا والفقرة التالية التي تحمل عنوان
الغيبة لطف بالعباد
روى الشيخ الكليني في أصول الكافي والشيخ الصدوق في كمال الدين مسندا عن أيوب بن نوح قال : قلت للرضا – عليه السلام – : إنا لنرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسديه الله عزوجل إليك من غير سيف، فقد بويع لك وضربت الدراهم بإسمك. فقال الرضا – سلام الله عليه –: "ما منا أحد إختلفت إليه الكتب وسئل عن المسائل وأشارت إليه الأصابع وحملت إليه الأموال إلا أغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله عزوجل لهذا الأمر رجلا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه".
الحديث الرضوي هو – مستمعينا الأكارم – أحد الأحاديث الشريفة التي تؤكد حقيقة أن الذي يحقق الله عزوجل على يديه وعده الصادق بإظهار الإسلام على الدين كله ويملأ الأرض قسطا وعدلا هو خاتم الأوصياء المحمديين مولانا الإمام الثاني عشر – عليه السلام. وإضافة إلى تأكيد هذه الحقيقة يشير هذا الحديث الرضوي المبارك إلى حقائق أخرى منها بيان إحدى العلل الأساسية التي اقتضت أن يرتب الله جل جلاله أمر غيبة وليه المهدي – أرواحنا فداه –. هذه العلة ترتبط بجهود ومساعي أعداء الله عزوجل لقتل الإمام – عليه السلام – منعا لتحقق ذلك الوعد الإلهي الصادق الذي تنشده البشرية.
فهذه الجهود الحثيثة استهدفت جميع آبائه –عليهم السلام– واشتدت في الأواخر منهم علما من الطواغيت بأن خاتمهم المهدي –عجل الله فرجه– هو الذي ينهي الله على يديه حكم الطواغيت ولذلك فإن إبقاء الإمام المهدي ظاهرا يعني قتله من قبل أعداء الله كما فعلوا مع آبائه – عليهم السلام – وبالتالي حرمان البشرية من بركات العدل الإلهي المكلف بإقامته.. عليه يتضح أن غيبة الإمام المهدي – عجل الله فرجه – هي بحد ذاتها لطف إلهي بالعباد إذ وقاء لابد منه لاستمرار الإمامة والتمهيد لإقامة الدولة الإلهية العادلة في كل أرض.
مستمعينا الأفاضل ويستفاد من الحديث الرضوي المتقدم حقيقة مهمة أخرى تعرفنا بجميل التدبر الإلهي لأمر رسالته وشؤون عباده، وهي أن الله عزوجل قرن أمر غيبة وليه وخليفته المهدي – أرواحنا فداه – بإتمام الحجة على الناس بشأن وجوده وهويته أيضا.
وهذه الحقيقة هي التي يشير إليها مولانا الإمام الرضا – عليه السلام – بوصفه لخاتم الأوصياء والمكلف بإظهار دين الله وإقامة عدله الشامل حيث قال عنه (حتى يبعث الله لهذا الأمر رجلا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه). فوصفه - عليه السلام – للمهدي بأنه (خفي المولد والمنشأ) يشير إلى أمر غيبته – عجل الله فرجه، في حين أن وصفه بأنه (غير خفي في نسبه) يشير إلى ظهور واتضاح هويته وكونه هو الموعود بأن يملأ الله الأرض على يديه قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
هذا الظهور والإثبات لحقيقة وجود الإمام المهدي وغيبته عجل الله فرجه هو الذي حققه الله عزوجل بواسطة رسوله الأكرم – صلى الله عليه وآله – وأئمة عترته الطاهرين – عليهم السلام –، فهم جميعا أخبروا أن الغيبة ستقع بالإمام الثاني عشر من الخلفاء المحمديين وأنه هو المهدي الموعود وعرفوا الأمة الإسلامية بمختلف أجيالها بذلك وقبل وقوع الغيبة بسنين طويلة وفي أحاديث كثيرة روتها المصادر المعتبرة وبها تمت الحجة الإلهية على العباد بوجوب الإيمان ببقية الله المهدي في غيبته وظهوره –عجل الله فرجه– وجعلنا من أنصاره.
تابعونا أحبائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران مشكورين بالإستماع للإتصال الهاتفي التالي :
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا نشكر لكم طيب المتابعة لفقرات هذا البرنامج ومنها فقرة الاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، معنا مشكوراً للاجابة عنها سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ ابو عبد الله الشمري بعث رسالة يتحدث فيها عن قضية ان اتباع مدرسة اهل البيت لايعتقدون بوجود الامام المهدي سلام الله عليه في السرداب المقدس في سامراء، يقول اذا كان هذا القول صحيحاً فلماذا يزور اتباع مدرسة اهل البيت الامام المهدي في هذا السرداب؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة وللاسف الشديد ان المناوئين لأتباع اهل البيت سلام الله عليهم يحاولون دائماً ان يستهزؤا وان يشنعوا على الشيعة وان يسخروا بمسئلة الامام المهدي عليه السلام من زاوية السرداب وكأن الشيعة يعتقدون ان شخصاً قابعاً في السرداب وهم ينتظرون ان يخرج ويطل عليهم من باب السرداب هذا الكلام الحقيقة لاادري ماذا اقول في حقه لكن كلام لاقيمة له. اتباع مدرسة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم يعتقدون ان الامام عليه السلام غاب لحكم ذكرتها بعض الروايات ولامجال لتفصيلها، هي مشيئة الله تبارك وتعالى لهذا الامام ان يغيب عن انظار الناس ثم يظهر في وقت اخر كما يشاء الباري عزوجل وعندما غاب عن اعين الناس لم يقطن السرداب بل رواياتنا تتحدث عن منازل اخرى للامام سلام الله عليه، تتحدث عن طيبة المدينة "نعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة" وحتى طيبة هو ليس محصوراً في طيبة وانما له هامش كبير من الحركة ويذهب حيث ماشاء صلوات الله وسلامه عليه ولايظهر في السرداب عقيدتنا نحن الشيعة انه يظهر في مكة المكرمة ويبايع بين الركن والمقام في بيت الله الحرام ولايظهر في السرداب اما مسئلة تعلق الشيعة بالسرداب او زيارتهم للسرداب انتم تعرفون ان البيوت سابقاً وحتى الان كانت هناك سراديب يعيش فيها الناس ويسكنها الناس خصوصاً في ايام الحر في بعض الاماكن الناس ينزلون الى السرداب لأن فيه شيء من اجواء الهواء البارد فيسكن الناس في سراديبهم، هذا السرداب عاش فيه الامام العسكري والد الامام المهدي يعني ليس مرتبطاً فقط بالامام المهدي عليه السلام وكذلك عاش فيه الامام المهدي عليه السلام فترة من الزمن، في بعض الاخبار انه لما كبست الدار بعد شهادت الامام العسكري عليه السلام دخلوا على الامام المهدي السرداب كان الامام في السرداب فغاب عن اعينهم وبكرامة الله لم يستطيعوا ان يصلوا اليه سواء كان هو اساس الغيبة وعندما غاب عن اعين الظالمين من السرداب او لا السرداب كان جزءاً من البيت الذي كان يسكنه الامام المهدي والذي يسكنه الامام العسكري والناس حباً بآثار اهل البيت عليهم السلام يتبركون ويزورون "وماحب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار" القضية لاتتعدا هذا الامر لكن المغرضين وبعض الناس جاهلين بالامر يصدقون ويرددون مايقال لهم وهناك بعض المغرضين يحاولون ان يستهزأوا بهذه العقيدة من خلال ذلك والمهم ان عقيدتنا ان المهدي ليس محصوراً ولامحجوزاً ولامحبوساً في السرداب وانه لايخرج ولايظهر من السرداب وانما يظهر في مكة المكرمة حسب ماوردت بذلك الاخبار والحمد لله رب العالمين.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي هل يمكن القول ان حكم السرداب من هذه الجهة هو حكم سائر مقامات الامام المهدي سلام الله عليه التي رؤي فيها المهدي وتخليداً للحادثة؟
الشوكي: هو نعم هو اثر من الاثار كما يتبرك الناس
المحاور: كذلك الخضر بالنسبة لمختلف المذاهب الاسلامية هناك مقامات كثيرة للخضر عليه السلام هل يمكن الاشتراك من هذه الجهة؟
الشوكي: نعم هو مجرد تبرك بآثار اهل البيت، بآثار الامام المهدي سواء في البيت الذي سكنه او في اي اثر من الاثار وكما قلنا ان الانسان كما يقبل هذه الصورة وهي صورة جامدة ولكنها تذكره بعزيز فقده هو ليس حباً بالورق ولاباللوحة ولابالزجاجة لا وانما هي اثر من اثاره تذكره وتشده لااكثر ولااقل، اكثر من هذا لااعتقد ان احداً يؤمن بذلك.
أما الآن فندعوكم أيها الإخوة والأخوات إلى حكاية هذه الحلقة من البرنامج وقبسة أخرى من أنوار الألطاف المهدوية، عنوان الحكاية هو:
ألا يتفضل علي بالشفاء
الحكاية التالية –مستمعينا الأفاضل– مدونة بقلم صاحب الحكاية نفسها وتحت رقم الكرامة ۱٤٥ في سجل توثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام– في جمكران.. وقد تفضل الله تبارك وتعالى على صاحبة الحكاية بالشفاء ببركة توسلها إليه عزوجل بخليفته المهدي أرواحنا فداه وتعبدها لله جل جلاله في هذا المسجد المبارك، نقرأ لكم بعد قليل ما كتبته هذه الأخت المؤمنة فتابعونا على بركة الله.
كتبت هذه الأخت المؤمنة وهي علوية من الذرية المحمدية تقول : أنا نيرة السادات بنت السيد أسد الله المهاجراني من مواليد سنة ۱۳۳۹ هجري شمسي [سنة ۱۹٦۰ للميلاد] ومن سكنة العاصمة طهران، أصبت بمرض سرطان الغدد اللمفاوية من نوع (هوجكين) الخطير وظهرت علي أعراضه المؤذية وهي الضعف وقلة الوزن والحمى المستمرة المصحوبة بالإرتجاف والحكة والتعرق الشديد إضافة إلى ضعف القدرة على الرؤية في الليل أو العمى الليلي وتساقط الشعر. خضعت للعلاج الكيمياوي المستمر ولم أشعر بفائدة ولم يبق أمامي سوى التوسل إلى الله عزوجل بأهل البيت –عليهم السلام– ولا سيما مولاي إمام العصر –روحي فداه–.
وذات يوم إشتد بي المرض وآلامه فطلبت بإصرار من زوجي أن يأخذني إلى مسجد صاحب الزمان في جمكران، فاستجاب بسبب إصراري وجاء بي إلى هذا المسجد، وفور وصولي لبابه وجدت نفسي ودون اختيار مني أضع رأسي على جدار المسجد مجهشة بالبكاء... ثم دخلت المسجد وأديت حسب استطاعتي صلاته وأعماله وألححت باستمرار في طلب الشفاء حتى وأنا في طريق العودة إلى طهران..
مستمعينا الأعزاء وعن نتيجة زيارتها لمسجد صاحب الزمان وتوسلها به – عليه السلام – إلى الله عزوجل في طلب الشفاء من مرضها الخطير.. تقول أختنا الكريمة (نيرة السادات المهاجراني) : بعد بضعة أيام وبالتحديد في يوم الثلاثاء [الذي يتوجه فيه المؤمنون من أنحاء إيران لأداء صلاة وأعمال مسجد صاحب الزمان في جمكران]، في ذلك اليوم كنت نائمة في دار والدي وفي الغرفة المخصصة للصلاة والعبادة، فرأيت في منامي وكأني في مسجد صاحب الزمان وقد أقيمت فيه صلاة الجماعة وقد نقل محراب المسجد إلى ساحته.. ثم نادى المنادي قائلا : لقد عوفي اثنان من المرضى ببركة مولانا الإمام –عليه السلام–. ولما سمعت هذا النداء قلت : وأنا ؟ ألا يتفضل علي بالشفاء.. وفجأة رأيت قطعة تنفصل من غيمة كبيرة كانت فوق رأس المصلين... تحركت هذه السحابة حتى استقرت فوقي وشعرت وكأنها تسحب إليها بدني ولما ارتفع تركته وانتبهت أنا من النوم وقد وقع في قلبي أن الله عزوجل قد من علي بالشفاء والعافية.. وهذا ما تيقنته لاحقا فقد عوفيت فورا من مرضي وعادت لي العافية بالكامل فلم يبق في أي أثر لمرض السرطان المهلك والحمد لله رب العالمين.
نسأل الله أن تكونوا أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران قد قضيتم أطيب الأقات مع حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تقبلوا منا تجديد خالص التحيات وأزكى الدعوات ودمتم في رعاية الله.