وأضاف اميرعبداللهيان في مقال له، في مثل هذه الحالة، كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يطالب بتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، في حين أن السلطات الصهيونية تنطق بعبارات مثل "الإنسان الحيواني" (او الانسان بوصفه حيوانا) وتتحدث عن إنكار الجوهر الإنساني أو تلقي ظلالا من الشك على إنسانية الشعب الفلسطيني؟! نعم، عندما يتم التضحية بالإنسانية في مسلخ السياسة، يجب اولا وقبل كل شيء الحِداد على الجنس البشري.
ولم تأتِ احداث 7 أكتوبر 2023 من فراغ فقد جاءت واضحة جلية كردة فعل لِما ترتكبه ظاهرة الكيان الصهيوني المحتل المشؤوم من سلسلة جرائم ممتدة منذ عام 1948 والتي ضاع الكثير منها في صفحات التاريخ، ونُسي الكثير منها في غرفة السياسة المظلمة.
وفي الوقت نفسه، ما هو مؤكد ان النضال والكفاح ضد الكيان المحتل هو الحق المشروع للشعب الفلسطيني المضطهد. فإن شرارة انطلاق العدوان الاسرائيلي تعود الى عام 1948 معلنة بداية الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية، وفي القانون الدولي لا يوجد ما يسمى بالدفاع ضد الدفاع المشروع، لذلك يبدو جليا انه لا ينبغي للمرء أن يقع في فخ هذه المغالطة الخادعة لأن ما يحدث في غزة هو في الواقع استمرار لجرائم كيان الاحتلال الاسرائيلي.
ومع ذلك، فإن عملية 7 أكتوبر ليست فقط نتيجة للحق الأصيل في تقرير المصير، ولكنها أيضا رد فعل مشروع على سنوات الاحتلال الصهيوني. فمن الناحية الاستراتيجية، حطمت العملية البطولية للمقاومة الإسلامية هيمنة الكيان الصهيوني الزائفة وأسطورته التي لا تقهر، وجعلت هذا الكيان المزيف يواجه أزمات داخلية متعددة الجوانب.