موضوع البرنامج:
فقدان الماء المعين
المسيح الدجال وهويته
دعوة لصلاة الشكر
يا غائب الآل ما انفكت خواطره
تحي القلوب ومعناها يسلينا
بقية الله من أمست حقيقته
سرا بمخزن علم الله مكنونا
وابن الأئمة من آل النبي ومن
تم الكتاب به شرحا وتبيينا
ومن به ينشر الإسلام رايته
فينطوي الكفر مخذولا وموهونا
ومن يؤسس فيه الدين دولته
ويجعل الحق للتأريخ قانونا
بسم الله وله عظيم الحمد والمجد إذ رزقنا مودة وولاية صفوته من العالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم أعزائنا المستمعين.. على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) … بعد قليل نقدم لكم أيها الأعزاء الفقرة العقائدية في البرنامج وفيها وقفة عند حديث رضوي عن الغيبة المهدوية تحت عنوان: فقدان الماء المعين
ثم نستمع معا لإجابة خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: المسيح الدجال وهويته
ثم ننقل لكم حكاية مؤثرة من حكايات المتوسلين إلى بقية الله بخليفته المهدي _أرواحنا فداه_ عنوانها: دعوة لصلاة الشكر
أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها من الله عزوجل لكم أيها الأحبة مع فقرات البرنامج.
كونوا معنا أيها الأحبة والفقرة العقائدية التي اخترنا لها العنوان التالي:
فقدان الماء المعين
روى الشيخ الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا وكمال الدين بأسانيده عن مولانا الإمام أبي الحسن علي الرضا _عليه السلام_ أنه قال: (لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي [يعني الإمام العسكري _عليه السلام_] يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكل حري وحران وكل حزين لهفان.) ثم قال _عليه السلام_ بأبي سمي جدي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران _عليه السلام_ عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس، كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين، كأني بهم آيس ما كانوا، نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين.
الحديث المتقدم هو _مستمعينا الأفاضل_ أحد نماذج الأحاديث الشريفة الكثيرة التي أخبر فيها رسول الله _صلى الله عليه وآله_ وأئمة عترته _عليهم السلام_ بغيبة خاتم الأوصياء المهدي قبل وقوعها بل وقبل ولادته _عجل الله فرجه_. الإمام الرضا _عليه السلام_ عبر عن هذه الغيبة بتعبير (فقدان الماء المعين) وهو تعبير مستفاد من تطبيق الإمام الكاظم _عليه السلام_ لقوله عزوجل في الآية الأخيرة من سورة الملك أي قوله عزوجل "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ"(سورة الملك۳۰)تطبيقها على غيبة الإمام المهدي عليه السلام كمصداق معنوي لها.
وفي هذا الحديث الشريف يشير مولانا الرضا _عليه السلام_ إلى أحد علل غيبة خاتم الأوصياء المهدي _عليه السلام_ وهي علة تمحيص إيمان الناس وإسقاط إدعاءات أهل البطانة والوليجة، أي مدعي تمثيل الإسلام غير الصادقين والذين يتسترون بالغطاء الديني بل والتحرري من غير المتدينين لتحقيق طموحاتهم السلطوية والإستبعادية تحت شعار التحرير والعدالة.
أي أن عصر الغيبة يشتمل على مجموعة من الفتن والإختبارات التي يتيقن معها المجتمع الإنساني بعدم قدرة غير أهل بيت النبوة المحمدية على تحقيق العدالة والرقي والسعادة المنشودة للمجتمع البشري.
مستمعينا الأفاضل وفي الشطر الثاني يشير مولانا الإمام الرضا إلى سمو منزلة سليله المهدي _عجل الله فرجه_ عندما يفديه بعبارة (بأبي) ثم يشير إليه بالكناية إلى كونه سمي جده المصطفى _صلى الله عليه وآله_، وبعد تعريفه بذلك يشير إلى غيبته عن شيعته بتشبيهه بنفسه الشريفة _عليه السلام_ لأنه عليه السلام أبعد عن شيعته طوال سني ولاية العهد، كما يشبهه بنبي الله موسى _سلام الله عليه_ الذي غاب عن شيعته في مصر خلال فترة إضطراره للخروج من مصر تحت وطأة تآمر ملأ فرعون لقتله.
وفي هذا التشبيه بموسى _عليه السلام_ إشارة إلى علة أخرى من علل غيبة خليفة الله المهدي _عجل الله فرجه_ وهي لزومها لحفظ حياته _أرواحنا فداه_ من جهود الطواغيت الحثيثية وفي كل العصور لقتله _عليه السلام_. أما بالنسبة لوصف الإمام المهدي (بأن عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس)، ففيه إشارات عدة منها التنبيه إلى انتفاع الخلائق بأنوار وجوده في غيبته فهي تتوقد عبر ستار الغيبة ببركة (شعاع ضياء القدس) أي شعاع التأييد الإلهي المقدس له _ سلام الله عليه _.
مستمعينا الأكارم وفي نهاية حديثه الجامع يشير مولانا الإمام الرضا _عليه السلام_ إلى أن من علامات الإيمان الصادق بإمام العصر المهدي _عجل الله فرجه_ هو التفاعل الوجداني المستمر معه والإرتباط القلبي به والتأثر لغيبته، فهذا هو مفتاح الفوز برؤيته الخاصة مع استمرار الغيبة العامة أو إدراك ظهوره _ عجل الله فرجه_....ثم يذكر _سلام الله عليه_ اثنتين من علامات ظهور المهدي الموعود القريبة وهما اليأس من الفرج لدى عموم الناس، وارتفاع النداء السماوي الداعي إليه كما تحدثت عن ذلك كثير من الأحاديث الشريفة واعتبرت هذا النداء الإعجازي من العلامات الحتمية لظهوره _ عجل الله فرجه وجعلنا من أنصاره _.
أعزائنا المستمعين، حان الآن موعدكم مع إجابات خبير البرنامج عن أسئلتكم، نستمع معا للإتصال الهاتفي التالي.
المحاور:السلام عليكم احباءنا نرحب بكم وبضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ سالم حميد كان قد ارسل الى البرنامج رسالة شملت عدة اسئلة منها هذا السؤال، يسأل عن احاديث اهل البيت سلام الله عليهم فيما يرتبط بالمسيح الدجال وانتماءه الديني هل هو يهودي ام مدعوم من قبل اليهودية وكيف يتبعه اشخاص ينتمون الى ديانات مختلفة؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
المحاور: صلوات الله عليهم
الشوكي: الحقيقة بالنسبة الى المسيح الدجال لم ترد اثار في احاديث اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم يعتد بها فيما يرتبط بظاهرة المسيح الدجال او بعنوان المسيح الدجال وربما ورد في غيرنا ورد الحديث عنه بصورة اكثر مما ورد في احاديثنا بغض النظر عن ذلك يظهر من الاخبار والاثار المروية في هذا الامر ان المسيح الدجال هو ظاهرة عقائدية وظاهرة ثقافية وظاهرة سياسية لذلك هذه الظاهرة تستطيع من خلال ماتملكه من تكنولوجيا ومن وسائل اغراء وخداع وربما سمي الدجال من هذا الامر من باب الدجل والكذب والتزوير وخداع الناس فهذه الحركة الثقافية العقائدية السياسية ايضاً لها هذه الابعاد تستقطب مجموعة كثيرة من الناس وتكون مدعومة من اليهود، هل هو رجل يهودي الاصل ام هو مدعوم من اليهود؟ قد يقال بأنه يهودي اساساً وهناك اختلاف في سبب تسميته بالمسيح الدجال، بعض الاخبار تقول لأن، او بعض المحللين لهذه الظاهرة يقول سمي مسيحاً لأن عينه ممسوحة طبقاً لخبر يروونه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم، عينه مطفية، غير بارزة، ممسوحة او والذي يبدو لي التفسير الاخر انه لا اليهود ايضاً ينتظرون مسيحاً وانتم تعرفون ان اليهود كانوا ينتظرون شخصاً مسيحاً يأتي يحقق لهم امالهم واهدافهم وما الى ذلك ويسيطرون على العالم وينجو به بنو اسرائيل والى اخر ذلك ولكن المسيح الذي كان يعتقد به اليهود ليس هو المسيح عيسى بن مريم سلام الله عليه ولهذا هذا من خداع الاسرائيليين للمسيحيين، اليهود لايعتقدون بعيسى بن مريم وقد كفروا به وحاولوا قتله وفعلوا به الافاعيل اليهود ينتظرون ملكاً من ملوكهم واليهود كانوا يسمون الملك منهم مسيحاً او مشيحاً بالشين ويقولون كان يذهب الملك منهم الى الكاهن او الى النبي فيمسح عليه للبركة فيسمونه المشيح او المسيح فهم لاينتظرون هذا المسيح وانما ينتظرون ملكاً من ملوكهم يسمونه المسيح، يرون ان هذا المسيح سوف يظهر اخر الزمان وربما تسميته بالدجال في مقابل المسيح الحقيقي الذي هو عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه الذي سيظهر اخر الزمان وسيلتقي مع الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وسيتشاركان في بناء دولة العدل فربما هو مصداق مزيف مخترع لأيجاد حركة مناوءة للمسيح الحقيقي الذي هو عيسى بن مريم، هذا المسيح الدجال يكون مدعوماً من اليهود والصهيونية وكل مؤسساتها في العالم ويخلق ظاهرة تكتسح الكثير من ارجاء العالم ويؤمن به الكثير خصوصاً من المراهقين والنساء وربما يستخدم اساليب معينة وطبعاً اكثر اتباعه من اليهود ويشكل حركة مناوءة لحركة المسيح ولحركة الامام المهدي عليه السلام بالاتجاه المقابل يعني حركة مضادة لحركتهما في مبادئها وفي قيمها وفي اتجاهاتها ولكن الله عزوجل يزيل فتنته من العباد ويقضي عليه الامام المهدي وعيسى بن مريم سلام الله عليهما، هذه تقريباً صورة موجزة لهذا الامر وهناك تفصيلات اخرى، طبعاً الدجال بحد ذاته تعرفون القصاصين وحتى بعض المحدثين ادخلوا فيه الكثير من التفاصيل وربما حتى من الاساطير لهذا ينبغي التأمل في رواياته الواردة في كتب المسلمين.
أيها الإخوة والأخوات نتابع تقديم البرنامج من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، فنقدم لكم حكاية هذا اللقاء وعنوانها هو:
دعوة لصلاة الشكر
مستمعينا الأفاضل الحكاية التالية مدونة في السجل الخاص بتوثيق الكرامات المهدوية في مسجد صاحب الزمان عليه السلام في جمكران من ضواحي مدينة قم المقدسة. والحكاية روتها إحدى زائرات المسجد وهي تحمل أكثر من عبرة لطيفة وجميلة تبين أبعاد رحمة الله بالعباد والهداية لما فيه صلاحهم وخيرهم.
الحكاية يرجع تأريخها إلى يوم الخامس عشر من شهر شعبان سنة ۱٤۱۱ للهجرة أي حصلت متزامنة مع ذكرى المولد المبارك لبقية الله المهدي أرواحنا فداه. وملخص الحكاية أن هذه الأخت الزائرة كانت مع عائلتها وابنتها "ساجدة" التي كان عمرها يومذاك أربع سنين ونصف السنة، كانوا على متن باخرة (القدس) التعليمية المكونة من خمسة طوابق مع أربعين عائلة في رحلة تعليمية ترفيهية قرب ميناء (بندر عباس) بمناسبة المولد المبارك.
وفي حدود الساعة الثانية ظهرا وفي الوقت الذي كانت فيه الباخرة ترسو عند منصة (الشهيد رجائي) في الميناء المذكور، سقطت الطفلة ساجدة من ارتفاع ثمانية امتار أي من الباخرة إلى البحر، ودون اختيار صرخت أمها وهي ترى ابنتها تسقط، صرخت مخاطبة إمام العصر _عليه السلام_ قائلة: يا مولاي يا صاحب الزمان هذه الطفلة ابنتكم.. والأمر إليكم..
كانت وفاة الطفلة حتمية في ذلك الموقف إما غرقا وإما بسبب الإصابة بماكنة الباخرة ومراوحها التي كانت لا زالت تعمل وتسحبها نحوها وأما للإرتطام بأعمدة منصة الميناء وإما بسبب الإرتطام بجدران الباخرة..
ولكن كل هذه المخاطر دفعت عنها وخرجت الطفلة من الماء سالمة بعد أن طفت عليه بيسر قبل إخراجها..
خرجت ساجدة حتى دون أن تبكي وقد علتها ملامح السكينة والإطمئنان فأيقن الجميع بأن إمام العصر _أرواحنا فداه_ قد استجاب لإستغاثة أمها واستشفع عند الله لنجاتها، فعلت كلمات الثناء والحمد والشكر لله رب العالمين.
وفي الليلة نفسها وبعد أن عادت الأخت (أم ساجدة) تشرفت في منامها وفي عالم الرؤيا الصادقة بزيارة إمام زمانها ورؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة ليتلطف عليها بهداية تكمل شفاعته المحمودة لقد أمرها _ صلوات الله عليه_ بأن تقوم من منامها وتؤدي صلاة الشكر لله عزوجل على نجاة ابنتها.. ولكن التعب من تلك الرحلة وما رافقها كان قد سيطر على تلك الأخت المؤمنة، فتكررت الرؤيا الصادقة وأمره _صلوات الله عليه_ لها أن تقوم لأداء صلاة الشكر لله عزوجل، حتى انتبهت ورأت أن الساعة هي الثالثة سحرا، وشرعت بالتهجد والصلاة للشكر والدعاء والتضرع لله عزوجل... ولم تشعر بالوقت وهي تتابع الصلاة والدعاء في لذة روحية لم تشعر بها من قبل.
وها نحن نصل أيها الأعزاء إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تابعتم الإستماع إليها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.