موضوع البرنامج:
كرامة المؤمن في عصر الغيبة
عدل المهدي ونيران الكفر
شفاءٌ في جوار السيد الحسني
وذي نفثة المصدور تبحث عنك
في ستورك سراً يا ملاذي مبهما
تلحّ على تقبيل كفيك من فتىً
له كنت يا بن الهاشميين ملهماً
فهيء لنا يا بن البتول وسيلةً
ومكّن لنا ما نرتجيه تكرّما
فقد أنشب الدهر الشؤوم نيوبه
ودارت علينا كأس بعدك علقما
وفيكم بني الزهراء يا حجج الهدى
إتخذت الى ربي المودة سلما
بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والمجد غياث المستغيثين ونصير المستضعفين وأزكى تحياته وصلواته وبركاته على أنوار هدايته للعالمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأحبة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب. ….. قرأنا لكم أعزاءنا في مطلع هذا اللقاء أبياتاً مهدوية للشاعر الولائي المعاصر من بلد الحرمين الشريفين الأستاذ ناجي الحرز.
ونبدأ بعد قليل بتقديم الفقرات التالية:_
• فقرتنا العقائدية وعنوانها في هذا اللقاء هو: كرامة المؤمن في عصر الغيبة
• ثم نستمع معاً بعده لإتصال هاتفي وإجابة من خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: عدل المهدي ونيران الكفر
وفي الفقرة الخاصة بحكايات الفائزين بالألطاف الإلهية الخاصة ببركة مولانا صاحب الزمان – عليه السلام_ ننقل لكم حكايتين مؤثرتين يجمعهما العنوان التالي:_ شفاءٌ في جوار السيد الحسني
تابعونا مستمعينا الاكارم ونحن نقدم لكم الفقرة العقائدية في هذا اللقاء والتي نستلهم فيها الحقائق المعرفية المرتبطة بإمامنا خليفة الله المهدي المنتظر وغيبته_ عجل الله تعالى فرجه الشريف_ مما ورد في أحاديث أهل بيت النبوة_ عليهم السلام_، عنوان فقرة هذا اللقاء هو:_
كرامة المؤمن في عصر الغيبة
قال مولانا الإمام موسى الكاظم _عليه السلام_: "طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبرائة من أعدائنا، أولئك منا، ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، هم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة".
أيها الأعزاء الكلام النوراني المتقدم هو مقطعٍ من الأحاديث الشريفة الكثيرة التي روتها المصادر الحديثية المعتبرة والتي أتم فيها أهل بيت النبوة – صلوات الله عليهم_ الحجة الإلهية على الخلق بالإخبار عن غيبة خاتم الأوصياء المهدي عجل الله فرجه الشريف_ قبل وقوعها بزمنٍ طويل، لكي يعلم المؤمنون بأن هذه الغيبة هي بأمرالله ومن مصاديق تدبيره عزوجل لشؤون عباده.... والحديث المتقدم أيها الأعزاء مروي في كتابي كفاية الأثر في الأئمة الأثني عشر وكمال الدين وتمام النعمة وغيرها من المصادر المعتبرة.... وفي مقطعه الذي استمعتم له آنفاً يبين لنا مولانا الإمام الكاظم _صلوات الله عليه_ المنزلة الكريمة للمؤمنين الثابتين على الإيمان السليم والعقائد الحقة في عصر الغيبة المهدوية، بعد أن يبين _عليه السلام_ علامات ثباتهم واستقامتهم على الدين الإلهي الحق.
العلامة الأولى هي كونهم المتمسكين بحب أهل بيت النبوة _صلوات الله عليهم_ في عصر غيبة خاتمهم المهدي المنتظر _عجل الله تعالى فرجه الشريف_.
والتمسك بحب أهل البيت _عليهم السلام_ يعني إرتباط المؤمن عقائدياً وقلبيا بنهجهم القويم وصراطهم المستقيم على الرغم من كثرة الفتن والصعوبات التي يعج بها عصر الغيبة وعدم تيسر رؤية إمام العصر _عليه السلام_.
وهذه الحالات هي من صفات المتقين الذين تحرروا من قيد الإعتقاد بالأمور الظاهرية فقط وآمنوا بالغيب الذي دلتهم عليه البراهين الصحيحة فلم يسمحوا للشبهات والشكوك المادية والوساوس الشيطانية أن تؤثر على إيمانهم الراسخ وحبهم القدسي لأهل البيت النبوي _عليهم السلام_.
أما العلامة الثانية أيه الأخوة، فهي كونهم الثابتين على موالاة محمدٍ وآله الطاهرين عليهم السلام والبراءة من أعدائهم. "أي طول أمد الغيبة وصعوباتها لم يؤثر على تمسكهم بالعروة الوثقى الإلهية وإعتصامهم بحبل الله المتين المتمثل بولاية أهل البيت _عليهم السلام_". فهذه العلامة تشير الى الجانب العملي والسلوكي لمؤمني عصر الغيبة فيما تشير العلامة الأولى الى الإرتباط القلبي ومشاعر المودة لأهل البيت –عليهم السلام_، فهم محبون لهم ملتزمون بالعمل بوصاياهم والسير على خطاهم واتباعهم.
ولا يخفى على من تدبر في النصوص الشريفة أن الولاية لأئمة الحق _عليهم السلام_ لا تتحقق عملياً إلا بالبراءة من أعدائهم وأشياعهم، مثلما أن أصل كلمة التوحيد التي ينطلق منها أصل الولاية إنما تتحقق بالبراءة من الأرباب المتفرقين والإيمان بالله الواحد القهار.
أما العلامة الثالثة التي يذكرها إمامنا الكاظم عليه السلام لمؤمني عصر الغيبة الصادقين فهي كونهم قد رضوا بأهل البيت عليهم السلام أئمةً لهم، وهذا الرضا هو ثمرة الإيمان الراسخ والمودة القدسية الصادقة وهو يعني التسليم لأمرهم وحكمهم في كل الأمور ومنها ما يرتبط بطول أمد غيبة خاتمهم المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف، فاذا تحلى المؤمن بهذه الصفات وظهرت فيه هذه العلامات الثلاث صار من أهل تلك المنزلة الرفيعة التي إختص الله بها مؤمني عصر غيبة خليفته المهدي الموعود _عجل الله فرجه_. وخصوصيات هذه المنزلة السامية يذكرها الإمام الكاظم _عليه السلام_ في حديثه المتقدم، وهي أن أصحابها يفوزون برضا أهل البيت _عليهم السلام_ عنهم كشيعة صادقين لهم، وهذا يعني فوزهم برضا الله جل جلاله.
هذا أولاً وثانياً أنهم يحظون بمرتبة أن يكونوا من أهل البيت _عليهم السلام_ مثلما صار سلمان المحمدي الفارسي منهم أي يكونوا خريجي مدرستهم الإلهية.
وثالثاً أن يكون أهل البيت _عليهم السلام_ منهم وهذه مرتبة أسمى ترفع مؤمني عصر الغيبة الى مقام يصبحون فيه وسيلة لمعرفة أهل البيت واستمرار منهجهم والتعريف بأخلاقياتهم سلام الله عليهم.
ورابعاً أنهم يكونون مع محمد وآله الطاهرين في درجتهم في الجنة يوم القيامة، وهذه من أسمى مراتب التكريم واللطف الإلهي بالشيعة الصادقين الثابتين على الدين الحق في ظل صعوبات عصر غيبة خاتم الأولياء المهدي الموعود _عجل الله فرجه الشريف_.
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الإصغاء لهذه الحلقة من برنامجكم شمس خلف السحاب ندعوكم الآن للإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج معكم والإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرجمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الاكارم معكم في هذه الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، معنا على خط الهاتف مشكوراً سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله
المحاور: سماحة السيد الاخ سالم حميد يسلم عليكم ويعرض على سماحتكم السؤال التالي، فقرة وردت في دعاء عصر الغيبة، الدعاء المستحب تلاوته بعد صلاة العصر من يوم الجمعة يقول وردت فيه هذه العبارة "تطفئ بعدله نيران الكافرين" يسأل عن نيران الكافرين ماهي؟ تفضلوا
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
طبعاً بداية سلامنا وتحيتنا للاخ سالم ولجميع الاخوة المستمعين بالنسبة لهذه الفقرة واضح ان للكفر تبعات واثار سيئة جداً على الانسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بصورة عامة كما ان للايمان بالاتجاه المقابل بركات وخيرات على الانسانية وعلى المجتمع حتى ان بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى "مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا" قال خير ناتج منها يعني الحسنة وهي كلمة التوحيد والايمان بصورة عامة بجميع لوازمه ان من جاء بها وامن بها ومن اعتقد بهذه الحسنة وبالتوحيد وبالايمان بكل تفاصيله له خير يتفرع من ايمانه هذا وهذا الخير يشمل الدنيا والاخرة فالايمان له بركات وله عطاءات على حياة الانسان كما ان للكفر وللكافرين تبعات واثار سيئة على الانسان، على المجتمع، هذه التبعات السيئة للكفر متنوعة منها ماهو على مستوى العقيدة ومنها ما هو على مستوى السلوك، على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع، اولاً الكفر بحد ذاته هو عقيدة سيئة والطفر بحد ذاته هو نار مضرمة في الدنيا قبل الاخرة، هذا الكفر ينتج منه الظلم لأن الكافر في الحقيقة لايملك موازين اخلاقية ودينية واخروية تضبط السلوك، الانسان عندما لايجد ضابطاً يضبط سلوكه طبعاً سيكون ظالماً لنفسه وللاخرين ويسعى لنشر الظلم في ارجاء المعمورة، الامام صلوات الله وسلامه عليه، الله تبارك وتعالى بالامام وبسبب الامام سوف يطفئ نار الكفر ويخمد نار الكفر وكذلك سوف يخمد نار الظلم التي تنتشر قبل ظهوره صلوات الله وسلامه عليه كذلك نار الفتن الكبرى سواء كانت هذه الفتن فتن اقتصادية لأن الكافرين في الحقيقة يحاولون استغلال الشعوب ونهب خيرات الشعوب وافقار الشعوب الاخرى وامتصاص دماءها فالامام صلوات الله وسلامه عليه سوف يخمد نيران الفتن الاقتصادية، نيران الفتن السياسية كذلك، الكافرون يسعون الى اشعال الحروب وانتم تعرفون انه لو لاحظنا نحكي عن تاريخ الاسلام والنبي صلى الله عليه واله وسلم وكما تقول السيدة الزهراء "كلما اوقدوا ناراً للحرب اطفئها الله" دعك عن ذلك حتى في زماننا الحاضر نرى الكافرين يؤججون نار الحروب والفتن السياسية ويزعزعون استقرار المجتمعات كل ذلك من اجل امتيازات خاصة يسعون الحصول عليها فقط فالله عزوجل بالامام المهدي يطفئ نيران هذه الحروب المشتعلة التي يؤججها الكافرون كذلك الفتن الثقافية والفتن العقائدية ليست قليلة، الان يوقدون نار الفتنة على المستوى الثقافي، تعرفون انهم يعبثون بغرائز الانسان، بفطرة الانسان السوية من خلال دعمهم وانتاجهم للبرامج المنحطة وللافكار التي تمسخ فكر الانسان وللمناهج ولكل المنظومات الثقافية والاعلامية والفنية التي يقومون بها اذن هناك نيران متعددة يسعى الكفر لأشعالها في المجتمعات، الله تبارك وتعالى رحمة للعباد في زمان الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف يطفئ نيرانهم كلها، نيران حروبهم، نيران فتنهم المتنوعة، نيران كفرهم بالاساس يخمدها به صلوات الله وسلامه عليه فتخمد تلك النيران اذا اضاء ذلك النور الالهي، نسأله تبارك وتعالى ان يمد في اعمارنا لنرى ذلك النور ينتشر في ارجاء المعمورة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين.
أما الآن اصدقاءنا المستمعين فقد حان موعدكم مع حكايات الفائزين بالألطاف الإلهية الخاصة ببركة التوسل الى الله عزوجل بوليه وخليفته المهدي الموعود _أرواحنا فداه_، نقدم لكم في لقاء اليوم حكايتين يجمعهما العنوان التالي.
شفاء في جوار السيد الحسني
مستمعينا الأفاضل، كتب الحكايتين التاليتين أحد العلماء الأتقياء من مجاوري مرقد السيد الكريم عبد العظيم الحسني – سلام الله عليه_ في منطقة ( ري ) جنوبي العاصمة الإيرانية طهران، وهو العالم الجليل السيد محمد جواد شيخ الإسلام إمام مسجد أبي الفضل العباس في المنطقة المذكورة.
وقد كتب هاتين الحكايتين إستجابة لطلب مؤلف كتاب (عشاق الإمام المهدي) حجة الاسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي، الذي نشرهما في الجزء الثالث من كتابه المذكور…ننقل لكم فيما يلي ملخص الحكايتين طبق ما كتبه السيد محمد جواد شيخ الإسلام…
تحت عنوان (شفاء مرض لا علاج له ببركة المهدي (عليه السلام )، كتب السيد شيخ الإسلام يقول: أصيبت زوجتي بمرض تهدّل الكتف وعانت من آلامه القاسية عدة سنين وأدى بها هذا المرض العضال الى ضعف شديد وصداع وجفاف في البدن ولم تثمر المعالجات الكثيرة شيئاً ولم تحصل على الشفاء من الأدوية التي وصفها لها الأطباء حتى انحصر العلاج بأجراء عملية غير مضمونة النتائج.
وإستمر الحال على هذا المنوال الى أن حلّ شهر محرم الحرام من عام الف وأربعمائة وستة عشر للهجرة، وفيها سافرت الى مدينة (تويسركان) للتبليغ الديني وإقامة مراسم العزاء الحسيني، وعندما رجعت من سفري وجدت زوجتي وقد عافاها الله والحمد لله.
مستمعينا الأكارم ثم ينقل سماحة العالم الجليل السيد محمد جواد شيخ الاسلام عن زوجته قصة شفائها على النحو التالي، قالت:_ في ليلة تاسوعاء (التاسع من المحرم) سمعت وأنا في المنام هاتفاً يقول: إمام الزمان آتٍ لكم… وإثر هذا النداء شاهدت شخصاً واقفاً عند حنفية الماء أمام صالة المنزل…كان بجوار الحنفية وعاءٌ فيه خبزٌ، فمسح الرجل بيده عليه، ثم أسبغ وضوءه من ماء الحنفية… وعندما طلبت منه بالتماس الدعاء لي بالشفاء…التفت إليّ برأفة ونثر على رأسي ووجهي وبدني بيده الكريمة الشريفة قطرات من بقية ماء وضوئه فشعرت فوراً بالشفاء وذهبت عني آلام رأسي وبدني وعادت لي عافيتي…ولم يعاودني المرض بعد هذه الحادثة، والحمد لله وله المنة رغم مرور أكثرمن عام عليها.
أعزاءنا المستمعين، أما الحكاية الثانية التي كتبها سماحة العالم الجليل وإمام مسجد أبي الفضل العباس _عليه السلام_ السيد محمد جواد شيخ الإسلام فهي قصة شفاء إمرأة مؤمنة من مجاوري حرم السيد عبد العظيم الحسني – سلام الله عليه_، قال السيد محمد جواد:_
الحكاية الثانية هي قضية شفاء سيدةٍ تسكن في محلة (باقر آباد) على طريق (ري_قم)، ويعرفها أهل المنطقة جميعاً ويعلمون أنها عوفيت ببركة مولانا صاحب الزمان _سلام الله عليه_، وكانت مصابة بشللٍ في اليد ومرضٍ عضال في الأعصاب، وقد يأس أهلها من شفائها... وذات ليلة إشتدت آلام هذه السيدة فطلبت من زوجها أن يفرش فراش نومها في صالة المنزل... وفي سحر تلك الليلة رأت مكاشفةً في منامها مولاها الإمام _عليه السلام_ وهو يقف عند فراشها وعليه شال أخضر، ثم مسح بيده الشريفة على فراشها وقال لها: قومي لقد عوفيت…فأمسكت هذه السيدة بالشال الأخضر وإنتبهت من نومها لتجد قطعة من هذا الشال في يدها…أما آلامها فقد غادرتها بالكامل ولم يبق منها أي أثر…وعندما علم جيرانها بالخبر أخذت وفودهم تتقاطر لزيارتها وعلى مدى عدة أيام لتشاهد عن قرب آثار هذه الكرامة المهدوية... والحمد لله رب العالمين.
ها نحن أعزاءنا الكرام نصل الى ختام حلقةٍ أخرى من برنامج شمس خلف السحاب قدمناها لحضراتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكرا لحسن متابعتكم ودمتم في رعايته سالمين.