بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله والصلاة والسلام على حامل وحيه محمد المصطفى وآله الهداة الابرار. مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا بكم في لقاء آخر من برنامج (القصص الحق).
ايها الاحبة في هذه الحلقة من البرنامج نواصل الحديث عن قصة نبي الله ابراهيم _عليه السَّلام_ في مشهدها المذكور في سورة ابراهيم من ۳٥ الى٤۱، فتابعونا ايها الكرام ضمن الفقرات التالية:
بداية ننصت خاشعين الى تلاوة هذه الايات
ثم نتعرف على معاني مفرداتها وعباراتها
نستمع بعد ذلك الى الحوار القرآني الذي اجري مع خبير البرنامج بشأن احدى الاسئلة المثارة بشأن الآيات
لنستمع بعد ذلك الى حكاية هذا المشهد بتفاصيلها
ثم نغترف من معين اهل البيت _عليه السَّلام_ لنرتوي منه في تفسير هذه الايات
ومسك الختام باقة من الدروس والعبر المستقاة من هذه الحكاية القرانية
فاهلا ومرحبا بكم والى فقرات هذه اللقاء.
المقدمة
كان الحديث في الآيات التي سبقت آيات هذه الحلقة حول المؤمنين الصادقين والشاكرين لأنعم الله، وجاءت هذه الآيات في بحث بعض أدعية وطلبات العبد المجاهد والشاكر لله إبراهيم عليه السلام ليكون هذا البحث تكملة للبحث السابق ونموذجاً حياً للذين يريدون أن يستفيدوا من النعم الإلهية أفضل إستفادة، فلنتوجه بقلوبنا الى الله عزوجل وننصت الى تلاوة هذه الايات المباركات.
التلاوة
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ{۳٥}
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{۳٦}
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ{۳۷}
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء{۳۸}
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء{۳۹}
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء{٤۰}
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ{٤۱} "
المفردات
يقول تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ" ، المراد بالأمن الذي سأله عليه السلام هو الأمن التشريعي دون التكويني فهو يسأل ربه أن يشرع لأرض مكة حكم الحرمة والأمن، وهو من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، فإنا لو تأملنا هذا الحكم الإلهي الذي شرعه إبراهيم عليه السلام بإذن ربه أي حكم الحرمة والأمن، وأمعنا فيما يعتقده الناس من تقديس هذا البيت العتيق. وقد ركز ذلك في نفوسهم منذ أربعة آلاف سنة حتى اليوم، وجدنا ما لا يحصى من الخيرات والبركات الدينية والدنيوية عائدة إلى أهلها وإلى سائر أهل الحق ممن يحن اليهم ويتعلق قلبه بهم، وقد ضبط التاريخ من ذلك شيئا كثيرا وما لم يضبط أكثر فجعله تعالى مكة بلداً آمنا من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على عباده.
يقول ابراهيم _عليه السَّلام_ عن الاصنام "رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ" فأي ضلال أكبر من هذا الضلال الذي يفقد الإنسان فيه حتى عقله وحكمته فيعبد اصناما صنعتها ايدي الناس وهي لا تنفع ولا تضر، "فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" .
في الحقيقة إنّ إبراهيم عليه السلام أراد بهذه العبارة أن يقول لله تعالى: إنّه حتى لو انحرف أبنائي عن مسيرة التوحيد، واتّجهوا إلى عبادة الأصنام فإنّهم ليسوا منّي، ولو كان غيرهم في مسيرة التوحيد فهم أبنائي وإخواني. ثمّ يستمر بدعائه ومناجاته "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ" . وفي ذيل الآية اشارة بليغة الى ان الهدف من اسكان ذرية ابراهيم عند البيت الحرام هو جعله منطلقاً لاقامة الصلاة.
ثمّ يتابع إبراهيم عليه السلام دعاءه: إلهي، إنّ أهلي قد سكنوا في هذه الصحراء المحرقة إحتراماً لبيتك المحرّم: "فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" . ومن هنا لمّا كان الإنسان الموحّد والعارف يعلم بمحدودية علمه في مقابل علم الله، وأنّه لا يعلم مصلحته إلاّ الله تعالى، فما أكثر ما يطلب شيئاً من الله وليس فيه صلاحه، أو لا يطلبه وفيه صلاحه، وأحياناً لا يستطيع أن يقوله بلسانه فيضمره في أعماق قلبه، ولذلك يعقّب على ما مضى من دعائه ويقول: "رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء" . ثمّ يشير القرآن إلى شكر إبراهيم عليه السلام لنعمه تعالى والتي هي من أهمّ ما إمتاز به عليه السلام شكره على منحه ولدين بارّين إسماعيل وإسحاق، وذلك في سنّ الشيخوخة "الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ" ، ثمّ يستمرّ بدعاءه ومناجاته أيضاً فيقول: "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء" . ثمّ يختم دعاءه هنا فيقول: "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" .
زين العابدين: طبعا هناك حكم الهية واسباب ربانية جعلت هذا المكان ومكة في هذا الموضع وفي هذا المكان غير ذي زرع، لعل سؤالكم يعني لماذا غير ذي زرع؟ "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ{۳٥} رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{۳٦} رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ... " هناك خطبة رائعة للامام علي عليه السلام تسمى خطبة القاصعة في نهج البلاغة توضح السر او بعض اسرار وجود هذا البيت المحرم، بيت الله عزوجل في تلك البقعة كما يعبر القرآن الكريم بواد غير ذي زرع لتكون البلوى اشد يعني لم يجعل الله عزوجل الكعبة في مكان خضر وفسيح، فيه جنات وانهار، نقرأ بعض فقرات خطبة القاصعة ليتضح الجواب من خلال هذه الخطبة، امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة يقول كلما كانت البلوى والاختبار تعظم كانت المثوبة والجزاء اجزل "ألا ترون ان الله سبحانه وتعالى اختبر الاولين من لدن آدم الى الاخرين من هذا العالم بأحجار لاتضر ولاتنفع ولاتبصر ولاتسمع فجعلها بيته الحرام الذي جعله الله للناس قياماً ثم وضعه" هنا الجواب "ثم وضعه بأوعر بقاع العالم حجراً واقل نتائق الدنيا مدراً واضيق بطون الاودية قطراً بين جبال خشنة ورمال دمثة وعيون وشلة وقرى منقطعة لايزكو بها خف ولا حافر ولا ضلف ثم امر آدم عليه السلام وولده ان يثنوا اعطافهم نحوه فصار مثابة لمنتجع اسفارهم وغاية لملقى رحالهم تهوي اليه ثمار الافئدة من مفاز قفار سحيقة ومهاوي فجاج عميقة وجزائر بحار منقطعة حتى يهزوا مناكبهم ذللاً يهللون لله حوله ويرملون على اقدامه شعثاً غبراً له قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم وشوهواً بأعفاء الشعور محاسن خلقهم ابتلاءاً عظيماً وامتحاناً شديداً واختباراً مبيناً وتمحيصاً بليغاً جعله الله سبباً لرحمته ووصلاً الى جنته" بعد ذلك يؤكد الامام علي على "بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ"لماذا؟ يعني ماهو السر؟ او ماهي الحكمة ان يكون هذا البيت الحرام الذي تهوي اليه الافئدة ان يكون في تلك البقعة التي ليس فيها جنات او قرار ولو اراد الله كما يقول امير المؤمنين علي عليه السلام يقول "ولو اراد الله سبحانه ان يضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وانهار وسهل وقرار، جم الاشجار، دان الثمار، ملتف البنى، متصل القرى، بين برة سمراء وروضة خضراء وارياف محدقة وعراص مغدقة وزروع رياض ناضرة وطرق عامرة لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء" هنا يتبين هذا السر يعني اراد الله عزوجل للحجاج الآتين من كل فج عميق ان يذهبوا خالصين لله عزوجل، لايذهبون للسياحة ولايذهبون ليروا المناظر اللطيفة ويرون الاشجار والثمار وانما اراد الله عزوجل ان يوضع هذا البيت، ان يكون هذا البيت في تلك البقعة التي لاتحوي شيئاً من الحياة الطبيعية والجمال الطبيعي حتى تكون زيارتهم الى ذلك البيت خالصة لله.
وهنا مستمعينا الكرام، قد يرد هذا السؤال في أذهان الكثيرين وهو لماذا جعل الله الكعبة المشرفة هذا المركز العبادي المهمّ في مثل هذه الأرض التي يصفها ابراهيم _عليه السَّلام_ "بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ"؟، نستمع للاجابة عن هذا السؤال من خلال اللقاء الذي اجري مع سماحة السيد عبد السلام زين العابدين استاذ العلوم القرآنية من مدينة قم المقدسة؟، نتقدم بالشكر الجزيل والثناء الجميل لسماحة السيد عبد السلام زين العابدين لمشاركته وتواصله في هذا البرنامج (القصص الحق)، والذي نتاول فيه حياة ابراهيم _عليه السَّلام_ فيما يخص هجرته الى بيت الله الحرام الذي وصفه _عليه السَّلام_ بواد غير ذي زرع، وهذه الايات وردت في سورة ابراهيم _عليه السَّلام_ من الاية ۳٥ حتى ٤۱، تابعونا مشكورين وفقرة القصة.
القصة
كانت سارة زوجة ابراهيم امرأة عقيماً، وقد تقدّمت بها السنّ، وأصبحت في وضع لا يُرجى معه أن ترزق بولد، وكانت نفس إبراهيم ترغب بولد، فدعا اللّه أن يهبه ولداً صالحاً، وأحسّت زوجته سارة بما يجول في خاطره، فبادرت إلى الطلب منه أن يتزوج جاريتها هاجر لعلّ اللّه يرزقه بولد منها، فتزوج إبراهيم _عليه السَّلام_ هاجر ورزق منها مولود أسماه إسماعيل، ثم استجاب إبراهيم_عليه السَّلام_ للحكمة الإلهية التي أوحت اليه أن يحمل هاجر وإسماعيل ويذهب بهما إلى مكة، فسار بهما إلى أن أمره اللّه بالتوقف في أرض بعيدة عن العمران في المكان الذي سيبنى عليه البيت الحرام. ثُمَّ قفل راجعاً إذ لا ماء ولا طعام، فتبعته هاجر وحاولت أن تستدر عطفه مراراً، وهو يمضي في سبيله إلى أن أدركت أنَّ اللّه يأمره بذلك، فاستكانت واتكلت على اللّه، ورجعت إلى المكان الذي وضعها فيه مع ولدها.
وعاد إبراهيم_عليه السَّلام_ وقلبه منفطر على زوجته وولده، ولكن إرادة اللّه غلبت إرادته فاستسلم لربِّه مبتهلاً له يدعوه بهذه الكلمات: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ{۳۷} رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء" (سورة إبراهيم:۳۷ـ۳۸) ومكثت هاجر تأكل من الزاد وتشرب من الماء الذي تركه لهما إبراهيم_عليه السَّلام_ إلى أن نفذ، ودبّ العطش بهما فجعلت تنظر من حولها، وإسماعيل_عليه السَّلام_ يتلوى من الظمأ فهبت تبحث له عن ماء يروي ظمأه. صعدت هاجر إلى مكان مرتفع يُعرف بـ «الصفا»، ولكنَّها لم تجد له أثراً، فهبطت منه وهي مرهقة، حتّى أتت مكاناً مرتفعاً آخر عرف بـ «المروة»، فلم ترَ للماء أي أثر أيضاً، ثُمَّ رجعت إلى الصفا ثُمَّ إلى المروة، إلى أن بلغ سعيها بين الصفا والمروة سبع مرات، وبينما هي تواصل سعيها، وحيث أشرفت على «المروة» شاهدت الطير تحوم حول ابنها، فلمّا رأت هذا المشهد المثير عادت لتستطلع الخبر، فرأت الماء يتدفق فجعلت تغرف منه وتسقي ولدها وتروي نفسها.
وكان قوم من قبيلة جرهم يسيرون قرب هذا المكان، فلمّا شاهدوا الطير تحوم حوله تساءلوا عن سرّ هذا التحليق، لأنَّ ذلك لا يتحقّق إلاَّ بوجود الماء وهم على علم أنَّه غير متوفر في تلك المنطقة، فأرسلوا أحدهم يستطلع الخبر فرجع اليهم يزف بشرى وجود الماء، فأتوا هاجر وسألوها أن تقبل بوجودهم بالقرب منها، على أن يبقى الماء لها، فرحبت بهم، واستوطنوا بجوارها حتّى شبّ إسماعيل وتزوج امرأة جرهمية، وتعلّم العربية منها.
من هدى الائمة _عليه السلام_
عن الإمام علي عليه السلام قال: «نحن آل إبراهيم، أفترغبون عن ملّة إبراهيم! وقد قال الله تعالى: "فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي" .
وعن الباقر عليه السلام قال: «من أحبّنا فهو منّا أهل البيت. قال الراوي، جعلت فداك: منكم؟ قال منّا والله، أما سمعت قول إبراهيم "فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي" .
دروس وعبر
يشير قوله تعالى "وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ" ، الى ان الدعاء من اجل حفظ العقيدة وسلامة الفكر للمرء ومن يلوذ به من الاهل والاولاد هو من افضل الادعية.
الامن والاستقرار هما من اهم الامور التي يجب ان تحظ بهما المجتمعات ولا سيما دور العبادة وهذا ما يوكده قوله تعالى: "رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً" ، كما لا يخفى ان هاتين الصفتين هما تشغلان بال القادة الملتزمين ومنهم الانبياء _عليه السَّلام_.
مستمعي الكريم انظر الى رأفة ورحمة الانبياء ومنهم ابراهيم_عليه السَّلام_ اذ يدعو الله تعالى حتى لمن عصاه "مَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" ، كما يشير هذا الكلام الى ان عصيان الانبياء هو عصيان الله تعالى.
ان الالتزام بالدين والحفاظ على المبادئ يقتضي احيانا ان يتحمل الانسان الصعاب، منها الهجرة والتشريد والابتعاد عن الاوطان.