وقال اللواء سلامي في الملتقى العام الذي ضم 30 ألف عضو من أعضاء الجبهة العلمية والثقافية لتعبئة المدرسين في البلاد، اليوم الثلاثاء ضمن تهنئته بحلول أسبوع التعبئة: أنتم جميعًا مطلعون على هذه المعجزة العقلية للإمام الخميني (رض)، وكيف تجلت الحكمة الإلهية في قلب الإمام الراحل والقائد العظيم للثورة الإسلامية، وهذه الشجرة المباركة والعظيمة التي جذورها في عمق ايمان شعبنا ومشاعره، وتتنامى مؤشراتها المثمرة عذبة ومبهجة في سماء مفاخر الثورة الإسلامية.
وأضاف: حقيقة الأمر هي أن التعبئة هي الصيغة لحل جميع مشاكل مجتمعنا التي تبدو مستعصية، التعبئة هي المؤسسة الأكثر كفاءة والأقوى والأكثر إنتاجية التي تجعل القضايا الأكثر صعوبة وحرجة وتعقيدا في مجتمعنا أسهل.
وقال اللواء سلامي: اسم التعبئة (البسيج) في كل مكان مرادف للمجد الفريد والنصر الأكيد، بأي حال من الأحوال، طالما أن اعضاء التعبئة كانوا وما زالوا أول الناس أثناء وقوع الكوارث الطبيعية، وتواصلوا طواعية ونكران الذات مع شعبنا في اللحظات الصعبة مثل الفيضانات والحرائق والزلازل والثلوج الكثيفة وكورونا واجتثاث الفقر والحرمان والاكتئاب.
ولفت القائد العام للحرس الثوري الى بطولات المدافعين عن المراقد المقدسة، وقال: لقد ذهبوا لإنقاذ شعب من إذلال الدفن تحت أحذية الإمبراطوريات، وبالطبع كانت أفعالهم مؤثرة لأنهم هم من استطاعوا القضاء على ظاهرة التكفير من الساحة السياسية للمنطقة بقوة القائد السماوي الشهيد الحاج قاسم سليماني، هذه التعبئة لها نطاق عالمي وإقليمي خاص بها، وقد تنجح في بعض الأماكن، لكن نصف قطرها ومجال جاذبيتها وتأثيرها عالمي.
وتابع يقول: التعبئة تغير في مجال المعادلات السياسية وأحيانا في الخريطة السياسية للعالم، لقد تجاوز هذا التفكير الموسع الحدود، وعرّف شباب الدول الإسلامية بمنطقهم ومثلهم ورسالتهم، وأعدهم للدفاع عن هويتهم وأرضهم ومجدهم وعظمتهم وسلامتهم، أسوة بالشباب الإيراني.
واضاف اللواء سلامي: نحن اليوم أمام مجموعات مترابطة من التعبئة في مختلف المناطق، لقد تحول الانفصال إلى اتصال والمثل تعمل بتنسيق معًا، من فلسطين وغزة إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وإيران، نرى نمطًا وتفكيرًا وفكرة ومثلًا أعلى في كل مكان، ويعتبر هذا الارتباط من أهم الإنجازات التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة.
وأضاف: لقد وجد العالم الإسلامي مفهوماً حقيقياً على الأرض، أي أن العالم الإسلامي تحول من مفهوم بسيط في الأدبيات السياسية وكلمة في خريطة الجغرافيا السياسية للعالم إلى واقع متجسد وعملي على أرض الواقع، وهذا يعني أن العالم الإسلامي، بالإضافة إلى سيادته، يعيد بناء قوة عظمى في منطقة غرب آسيا والخليج الفارسي وشرق آسيا، وليس هناك نقطة توقف لهذا التفكير.
واوضح القائد العام للحرس الثوري، أن ما نشهده هو ظاهرة مذهلة أخرى، وقال: في الأدبيات السياسية التقليدية، عندما يتم ذكر عناصر القوة الوطنية، فإنها عادة ما تشير إلى العناصر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والجيوسياسية والثقافية، لكن إيران العزيزة لديها عناصر مميزة ومنفصلة إلى جانب هذه العناصر، وبالمناسبة، هذه العناصر تخلق فرقاً وليس اختلافا.
وفي جانب آخر من كلمته قال القائد العام للحرس الثوري: أميركا والغربيون والأعداء ظنوا أن إيران ستعاني من خلل لا يمكن إصلاحه، لكن هذا العام انظروا كيف عاد هذا التوازن وانظروا قوة الحرس الثوري في إمكانية إصلاح النظام، ومهما أرادوا تغيير شكل هذا النظام فإنه سيعود إلى حالته الأصلية وهذا من الامور المؤكدة في نظام الجمهورية الاسلامية.
وأضاف: إيران اليوم هي النقطة المركزية للتطورات السياسية في المنطقة، والأنظار كلها تتجه نحو إيران، كيف تدير هذه اللعبة، هذا هو العنصر الأساسي لقوتنا.
وفي إشارة إلى أحداث غزة وجرائم الصهاينة، قال قائد الحرس الثوري: كل احتياطيات أميركا والغرب والصهاينة دمرت كلها في "طوفان الأقصى"، كل ما صنعته أميركا لنفسها واستخدمت الحرب الناعمة والإعلام لفرض قيمها الزائفة على العالم انهار بعد "طوفان الأقصى".
واوضح اللواء سلامي أن الهوية والطبيعة الحقيقية لأميركا والغرب والصهاينة انكشفت للعالم أجمع في أحداث ما بعد "طوفان الأقصى"، وقال: ان الصهاينة ينتظرون وقف إطلاق النار لأنهم في أزمة، ولكن الأميركان لا يسمحون بذلك، القلق بين الصهاينة أشد فتكا مما ترونه في غزة، ومع ذلك، فإن سكان غزة يعيشون في راحة بال ولا يخافون من أي شيء.