ولد في مدينة ندوشن بمحافظة يزد عام 1924م وأنجز دراساته الإبتدائية والثانوية في إيران ثم هاجر إلى أوروبا لمواصلة دراساته الأكاديمية، فأمضى خمس سنوات في فرنسا والإنجلترا، وحصل على الدكتوراه في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة باريس.
بدأ إنشاد الشعر عندما بلغ من العمر 12 عاماً تقريباً، وبعد قدومه إلى طهران في المدرسة الثانوية، كتب شعراً أكثر احترافاً، وفي ذلك الوقت كان ينشر بعض القصائد في مجلة "سخن" (الكلام).
كان إسلامي ندوشن من الأساتذة البارزين في جامعة طهران وأحد الكتاب الرائدين والمعاصرين في إيران وخارج إيران؛ حيث اشتهرت أعماله عند المثقفين والنقاد عبر العالم.
ترك إسلامي ندوشن، آثارا مؤثرة خالدة لترويج اللغة الفارسية والأدب، وبذل جهوداً كبيرة لتقديم الثقافة والأدب الإيرانيين، وجهوده جديرة بالثناء لتعريف الناس بالأدب الإيراني والانتماء للوطن.
يحاول ندوشن تعريف دور إيران والإيرانيين للعالم عبر أعماله مستخدما لغة نثر بسيط ورصين، كما يكرس جهوده في ربط جيل الشباب بالأسس الثقافية فاتصفت أعماله بتلك الميزات، ما جعلتها متوفرة في معظم مكتبات إيران ونشرت مقالاته في معظم المجلات ووسائل الإعلام العالمية.
ألف الدكتور ندوشن طيلة 50 عاما من الجهد الثقافي أكثر من 50 كتاباً ومئات المقالات حول الثقافة والتاريخ الإيراني والأدب الفارسي.
من بين أعماله في مجال نشر الثقافة والأدب الفارسي إنشاء مركز الفردوسي الثقافي وإصدار مجلة "هستي" الموسمية.
أمضى إسلامي ندوشن سنوات عديدة في مجال البحث عن الأعمال الأدبية والعلمية في إيران وترجمة أعمال كتّاب العالم.
من آثاره مشوار حافظ الخالد، أربعة متحدثين عن الضمير الإيراني، لا ننسى إيران، إيران وعزلتها، حرية التمثال، اهتم بأدب الرحلة، كتابة المقالات والقصة القصيرة والعشرات الأخرى.
قال عنه أحد الكتاب والنقاد إن “إسلامي كان يروج لكتابة النثر بطريقتين. كان أحدهما يكتب النثر عبر ترجمة أعمال فنية أو أعمال أدبية أخرى لأوروبا، والآخر أنه بدأ بكتابة مقالات لتحليل الأعمال الأدبية والمقالات الثقافية والاجتماعية والتاريخية. كلما تقدمنا في الأربعينيات من القرن الماضي، زادت المقالات الثقافية والاجتماعية والتاريخية في أعماله. خلال هذه السنوات بدأ بكتابة التحليلات الأدبية عبر مقالات ، ثم عبر كتب. على الرغم من نشر القصص القصيرة والمسرحيات في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وحتى في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، كلما تقدمنا، كتب الدكتور إسلامي نُدوشن علميًا أو موضوعيا. لكن يبدو أيضًا أنه يستخدم خياله الرهيف ومواهب رواياته وشعره لكتابة قصص غير روائية. يمكن القول إنه منذ الخمسينيات وحتى الوقت الحاضر، سلط الضوء على هذا الجانب من الأعمال الإسلامية، والأعمال غير الفنية والتحليل الأدبي للأدب الكلاسيكي، خاصة الشاهنامه، الى جانب اهتمامه بالدراسة على الشاعرين الكبيرين جلال الدين الرومي وحافظ".
“من بين أعماله أيضا أعمال تحليلية متنوعة على شكل كتب ومقالات تركز على القضايا الاجتماعية والثقافية ، دون الولوج في السياسة، وفي بعض الأحيان تتضمن جميعها منظورًا تاريخيًا”. يغطي هذا الجزء من عمل الدكتور إسلامي، إلى جانب تحليله الأدبي ، الكثير من كتبه وكتاباته من الأربعينيات، وخاصة من الخمسينيات فصاعدًا.
قام الدكتور إسلامي ندوشن بتدريس الشاهنامه لأنه درس الشاهنامه كثيرا. فكان أحد الأساتذة الرئيسيين في جامعة طهران حتى أوائل الثورة الإسلامية. بعد تقاعده في أوائل سبعينيات القرن الماضي، استمر في تدريس الشاهنامه. قام الأستاذ بتعليم مجالات أدبية أخرى هي المدارس الأدبية والنقد الأدبي ثم الأدب المقارن.
وحول الجانب الشعري لمحمد علي إسلامي ندوشن فإن أقدم قصيدة نشرها تعود إلى عام 1325 أو 1326هـ. كانت آنذاك شكلت حركة شعرية حداثية تحت تأثير الرومانسية الفرنسية.. التي تتجلى فيها الطبيعة والقصائد الرومانسية والغنائية بارزا، وأحيانا مع قضايا اجتماعية مختلفة على شكل رباعيات أو قصائد من أجل الحرية، والتي تقع على بعد خطوات قليلة. من الشعر النيمائي(الشعر الحديث). كان هذا النوع من الشعر شائعًا في تلك الفترة ومثّل حلقة وصل بين الشعر التقليدي والشعر الحديث الحر.
كما أنشد الدكتور إسلامي الشعر في هذه الأجواء، وكان لقصائده جانب غنائي وطبيعي ورومانسي مع الاهتمام بقضايا اجتماعية مختلفة على شكل رباعيات أو أحيانًا تنسيقات حرة متأثرا بالشعراء الرومانسيين الفرنسيين.
يعتبر إسلامي ندوشن من أشهر الكتاب المعاصرين في إيران، خلال الستين عامًا الماضي، وقد حظي بمكانة كبيرة لدى جمهور كبير وأصحاب الثقافة والأدب في إيران وعبر العالم.
وأخيرا رحل الأديب والناقد الشهير عن عالمنا العام الماضي في كندا عن عمر يناهز الـ 97 عاماً ودفن مؤقتا في تورنتو ثم انتقل يوم أمس الى العاصمة الايرانية طهران ليتم تشييعه في جامعة طهران ثم يواري جثمانه الثرى في مدينة نيشابور حيث مرقد شعراء كبار كالعطار والخيام.
*المصدر: مواقع إلكترونية