البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 3 من سورة العصر و1 الى 9 من سورة الهمزة

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1087

 

بسم الله وله الحمد كله، ثم الصلاة والسلام على خاتم أنبياء الله والمرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين وأصحابه المنتجبين.. مستمعينا الأكارم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أينما كنتم وأنتم تتابعون سلسلة حلقات برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنقدم لحضراتكم في هذه الحلقة من البرنامج تفسيراً موجزاً لسورتي العصر والهمزة المباركتين فتابعونا على بركة الله...

أما الآن، إخوة الإيمان، نستمع وإياكم الى تلاوة سورة العصر المباركة ...

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}

أيها الأحبة، نقل في حديث عن الإمام الصادق (ع) أن المقصود من العصر، خروج المهدي (عج)، وذهب بعض إلى أن المقصود من العصر، هو عصر ظهور الإسلام، وأخذ بعض آخر العصر بمعناها اللغوي أي الضغط، لأن الضغوط هي التي تؤدي بالإنسان إلى السعي والإبتكار وتُذهب غفلته، وقال آخرون إن المقصود من عصر، عصارة وجود الإنسان أي الإنسان الكامل، وقيل إنها صلاة العصر.

وتشير هذه السورة إلى أنه يمكن تعويض الخسارة المالية، ولكن الخسارة الإنسانية أعظم خسارة.

وقد يُصاحب توصية الناس بالحق، آثار أليمة لذا يجب مواجهتها بالصبر والثبات.

وقيل أن الإنسان في الدنيا كبائع الثلج، يذوب رأسماله في كل لحظة ويجب أن يبيعه في أسرع وقت ممكن وإلا فإنه سيخسر.

كما تشير هذه السورة المباركة إلى أنه على الرغم من أن التواصي بالحق والصبر من الأعمال الصالحة، إلا أنهما عرضا بشكل منفرد لبيان أهميتها، وكذلك الصبر والثبات حق وتشمله آية (وتواصوا بالحق) إلا أن الصبر ذكر بصورة مستقلة لأهميته.

ومن تعاليم هذه السورة المباركة يمكن القول أولاً: الزمان ذو قيمة وقد أقسم الله تعالى به، فلنعتبر إذاً من عِبَره.

ثانياً: الطريق الوحيد للوقاية من الخسارة هو الإيمان والعمل الصالح.

ثالثاً: لا يكفي أن يفكر الإنسان في نفسه فقط، بل يفكر المؤمن في إرشاد الآخرين.

رابعاً: الإيمان مقدم على العمل، كما أن بناء النفس مقدم على بناء المجتمع.

وخامساً: إقامة الحق تحتاج إلى الثبات.

مستمعينا الأفاضل، أما الآن ننصت معاً خاشعين الى تلاوة سورة الهمزة المباركة..

بسم الله الرحمن الرحيم

وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ{1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ{2} يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ{3} كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ{4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ{5} نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ{6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ{7} إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ{8} فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ{9}

مفردة "همزة" أيها الكرام، من (همز) بمعنى السخرية من الآخرين عن طريق العين والحاجب و"اللمز" هو السخرية باللسان، والتاء في آخر الكلمتين، للمبالغة مثل (ضحكة) أي الشخص الذي يضحك كثيراً.

و"الحطم" يعني التفتت والتكسر بشكل كامل. وتُطلق كلمة "مؤصدة" على الحفرة التي تُحفر في الجبل ويُغلق بابها بإحكام.

وقد يكون المقصود من "عمد ممدة" عزيزي المستمع، هي المسامير الطويلة التي يدقها الجلادون في الناس لتعذيبهم وسجنهم، أو يكون المقصود ألسنة اللهب العظيمة الممتدة كالأعمدة العالية.

كما تشير هذه السورة الشريفة إلى أن السخرية والإستهزاء حرام وممنوع بأي شكل كان، في غياب الشخص أو حضوره، باللسان أو بالإشارة، سواء بقصد الجد أم الدعابة، كبيراً كان أم صغيراً.

ومما تعلمه إيانا هذه السورة المباركة أولاً: من آفات امتلاك الثروة وأخطارها، تحقير الآخرين.

ثانياً: المسائل الأخلاقية جزء من الدين، وعلى الإنسان المؤمن أن يتحكم بنظراته ولسانه.

وثالثاً: لا يسلط الله النار على الجسم فقط، بل تنفذ إلى أرواح المجرمين وقلوبهم بقوله عز من قائل (نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة) أجارنا الله وإياكم منها.

إلى هنا، إخوتنا المستمعين الأكارم، نصل وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء قادم وتفسير ميسر آخر من آيات القرآن الكريم نستودعكم الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة