البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 8 من سورة الزلزلة و1 الى 11 من سورة العاديات

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1085

 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين ثم الصلاة والسلام على أشرف الخلق، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطياب الأبرار.. مستمعينا الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات وأهلاً بحضراتكم في حلقة أخرى ضمن برنامج "نهج الحياة" حيث سنقدم لكم فيها بإذنه تعالى تفسيراً موجزاً لسورتي الزلزلة والعاديات المباركتين حيث نستهل البرنامج بالإستماع الى تلاوة سورة الزلزلة المباركة فتابعونا على بركة الله...

بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا{5} يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8}

الأثقال في الآية الثانية، أيها الكرام، هم الأموات الذين يخرجون من الأرض في يوم القيامة، مثلما جاء في آية أخرى (وألقت ما فيها وتخلت).

كما تشير السورة الى أن الناس يحضرون في يوم القيامة بشكل متفرق، مثلما جاء في آيات أخرى: (أشتاتا) (كأنهم جراد منتشر) (كالفراش المبثوث) وربما يكون ذلك بسبب مصاحبة كل منهم لمن اختاره في الدنيا قائداً وولياً، وإما لأن ذلك اليوم هو يوم الإمتياز الكامل بين الصالحين وغيرهم.

وجاء في الروايات، أعزاءنا المستمعين، أن الأرض تشهد على النحو التالي حيث تقول: أنجز فلان بالوقت الفلاني، العمل الفلاني فوقي.

وأما كلمة "مثقال" من "ثقل" بمعنى ميزان القياس، وقد تكون كلمة "ذرة" بمعنى النملة أو بمعنى الجزيئات الخفيفة المتطايرة في الهواء، وعصرنا هذا يطلق على الجزء الصغير من الأجسام وهو المركب من نواة وإلكترونات، وعلى أي حال فإن المقصود بها هو أصغر وحدة للوزن.

وتدل شهادة الأرض في يوم القيامة على أن الأرض حالياً تدرك ما نقوم به عن علم، وفي ذلك اليوم تقول ما تعلمه بأمر ووحي إلهي. وإضافة الزلزال الى الأرض فيها إشارة الى العظمة، وكذلك فيها إشارة إلى إنتشاره وشموله الأرض كلها؛ فجاءت عظمة هذا الزلزال في الآية الأولى من سورة الحج المباركة، ونقرأ في الخطبة السابعة والخمسين بعد المئة من نهج البلاغة (عباد الله احذروا يوماً تفحص فيه الأعمال ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الأطفال).

ومما تعلمه إيانا هذه السورة المباركة أيها الكرام، أولاً: يسد في يوم القيامة أي سبيل أمام الإنكار.

ثانياً: كل الناس سواسية في محكمة العدل الإلهية.

وثالثاً: مهما كان العمل صغيراً، فإن له حساباً وكتاباً؛ لذا لا تستصغروا الذنوب ولا الطاعات.

أحبة الإيمان، بعد ختام تفسير سورة الزلزلة المباركة تنتقل الآيات الى سورة العاديات، فالننصت معاً خاشعين الى تلاوة هذه السورة المباركة..

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً{3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً{4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً{5} إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ{6} وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ{7} وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ{8} أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ{9} وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ{10} إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ{11}

"العدو" أيها الأفاضل، هو التجاوز وعدوت الشيء بمعنى تجاوزته، ويطلق على الركض (عدو) لأن فيه تجاوزاً عن حد الحركة العادية. والـ (الضبح) بمعنى صوت نفس الحصان. والـ (قدح) بمعنى إشعال النار بضرب الحجر وقدحه بالصوانة.

و"المغيرات" أيها الكرام، من "إغارة" بمعنى الهجوم السريع. و(صبحا) كناية عن مباغتة العدو وإخفاء زمن الهجوم. أما "أثرن" فمن "الإثارة" بمعنى النشر، و"النقع" هو الغبار، و"كنود" بمعنى كفور. وتحمل كلمة "بعثر" أيها الأعزة، معنى البعث والإثارة أي الإستخراج والتقليب. و"حُصّل" بمعنى إخراج النواة من القشرة والتفريق بين الخصال السيئة والحسنة عن بعضها في ذلك اليوم.

وانتقد القرآن الكريم البخل والتعلق الشديد بمال الدنيا؛ لأنه السبب في نسيان الآخرة ونسيان المحرومين. وعبّر القرآن عن مال الدنيا بكلمة "الخير" (لحب الخير) ليفهم الناس أنه يجب تحصيل المال من طريق الخير وصرفه في طريق الخير وبنية الخير وبأسلوب خيّر.

ومما نستقيه من منهل هذه السورة المباركة أولاً: إن للجهاد والدفاع قيمة عظيمة لدرجة أن الله تعالى أقسم بصوت أنفاس خيول المجاهدين.

ثانياً: السرعة في العمل، أمر له أهميته وقيمته في الجهاد ضد العدو.

ثالثاً: ينبغي إستغلال غفلة العدو لمهاجمته.

رابعاً: يضع الجحود وحب المال الإنسان في الجبهة المقابلة للحق.

وخامساً: لأن الله تعالى خبير، فإن حسابه دقيق أيضاً.

مع نهاية تفسير سورة العاديات المباركة، نصل وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) فحتى الملتقى في حلقة قادمة وتفسير ميسر آخر من آيات الذكر الحكيم، دمتم بخير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة