الجنرال تال روسو القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني قال، إن "ما حصل في الساعات الأخيرة دليل على أن مواجهة كبيرة مع حماس لابد أنها ستندلع قريبا، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل إعداد سياسة بعيدة المدى، في ظل أن حماس لا تسيطر بصورة مطلقة على كامل الأوضاع في غزة".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" أن "الوضع مع غزة قابل لأن يأخذ مديات أخرى من التصعيد العسكري، إن لم يكن الأسبوع الحالي فسيكون الأسبوع القادم، لدينا مسار من الضغوط يتواصل، وحماس ليس لديها سيطرة كاملة على أحداث غزة، وكل ذلك يشكل تحديا لنا على مدار الوقت".
وأكد روسو المرشح الثاني في حزب العمل، أنه "رغم أن كل الأطراف معنية بإنهاء الجولة الأخيرة من التصعيد، لكن المشكلة التي تواجهنا أن الحكومة الإسرائيلية لا يتوفر لديها حلول بعيدة المدى، نحن أمام لعبة "بينغ-بونغ"، ليس لدي المعلومات الأمنية الخاصة بطبيعة الجولة الأخيرة، ولا نتائج الهجمات الإسرائيلية على مواقع حماس في غزة، يجب استهداف البنى التحتية الخاصة بمواقع حماس في غزة".
وأوضح أنه "يمكن معالجة ما حصل في المدى القصير، وبعد الانتخابات تصميم سياسة بعيدة المدى، الجيش يقوم بعمل جيد في غزة، لكن المشكلة تكمن في أداء المستوى السياسي، لأننا في كل مرة نرد بصورة موضعية، ونقوم بإطفاء حريق هنا وهناك، فقدنا أربع سنوات بعد حرب غزة الأخيرة، ولم نفعل شيئا، رغم علمي أن حلا سحريا غير متوفر لمشكلة غزة".
وأشار إلى أن "الحل المتمثل بتوجيه ضربة قوية لحماس هو الأمثل من خلال محاربتها في كل المسارات، لكن يجب الحرص على عدم إيصال الفلسطيني في غزة لمرحلة اليأس والإحباط، مستوطنو غلاف غزة يعانون منذ 17 عاما، وكل ذلك بسبب أداء المستوى السياسي في تل أبيب، فكلما دخل ملايين أكثر من الإسرائيليين تحت مرمى القصف الإسرائيلي، يكون ذلك زيادة في معدل التصعيد".
وختم بالقول إن "هذا لا يعني أن نميز بين استهداف غلاف غزة أو تل أبيب، ولكن حين تكون مناطق مستهدفة تحمل رموزا سياسية وكبيرة، فإنه يؤثر على صناع القرار في إسرائيل بحيث تكون الردود أكثر صعوبة، هناك من يظن أننا كلما ضغطنا غزة أكثر فإن حماس ستسقط، هذا لا ينفع لمعالجة الوضع في غزة".
وأضاف أنه "يجب الاستمرار في محاربة حماس بكل قوة، لكن في الوقت ذاته يجب إقامة مشاريع إنسانية، لأن اليأس في غزة هو الوضع الأكثر سوءا لإسرائيل".
فيما قال الجنرال نوعام تيفون قائد اللواء الشمالي في الجيش، إن "حماس تواصل تجريبنا في كل مرة، وهي من تحدد طبيعة التصعيد القائم، ولذلك يجب امتلاك الجرأة للاعتراف بأننا فشلنا في التعامل مع حماس في غزة طوال السنوات الماضية، حين كانت الجبهة الجنوبية تشتعل: بالونات حارقة، حرائق، طائرات ورقية".
وأضاف في لقاء مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" أنه "في كل مرة كان الساسة الإسرائيليون يتذرعون بأنه لم يقتل أحد من الإسرائيليين في تلك البالونات والطائرات، لكن الردع الإسرائيلي كان يحترق ويتراجع في كل جولة، وفي النهاية أبلغونا أن الحل يكمن في حقائب المال القطرية".
أما الجنرال تسفيكا فوغل القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في غزة فقال، إن "ما يحصل مع غزة هو نتيجة لفشل سياسي، ومن يتحمل مسؤولية التصعيد في غزة يجب أن يموت، إسرائيل اعتقدت أن الحل يكمن أمام حماس في القبة الحديدية، لكن السنوات الأخيرة أثبتت أن إسرائيل تفتقر لقيادة سياسية تحدد معالم استراتيجيتها القادمة المناسبة أمام حماس، في كل سياسة اتبعتها كانت تحقق خسارات دون توفير حلول مناسبة وناجحة".
وأضاف إنني "لو كنت صاحب قرار في تل أبيب، سأتخذ قرارا في صباح اليوم التالي بألا يبقى أي قيادي في حماس يتنفس في غزة، يجب التوقف عن قصف الأماكن الفارغة، لأن كل القيادات موجودون في الأنفاق، والقبة الحديدية أثبتت أنها سلاح تكتيكي وليس استراتيجيا".
وختم بالقول بأنه "في أي هجوم تشنه إسرائيل على حماس دون تكبيدها خسائر جدية، فإن الحركة ستعتقد أن إسرائيل مضغوطة ومأزومة، ومن المهم أن نتعلم من مصر في مواجهة الجماعات المسلحة، لأنها لا تدخل معها في تسويات سياسية، وآن لسكان إسرائيل أن يشاهدوا مباراة كرة السلة دون الهروب للملاجئ خشية من الصواريخ الفلسطينية من غزة".