موضوع البرنامج:
شكر النعمة وعصر الغيبة
أهمية الإعتقاد بالرجعة
زر السيد عبد العظيم
ها نحن بين يديك يا بن
القادرين على الصعاب
هانحن بين يديك يابن
محمد وأبي تراب
هانحن بين يديك فاصنعنا
كما شاء الكتاب
خذ يا امام العصر
بالأيدي إليك وبالرقاب
إن كانت الأقدام زلت
في الطريق عن الصواب
خذنا فنحن التائهون
الوالهون الى الاياب
ضمد الجراحات القلوب
وسلنا ظفرا وناب
نجتث تحت لوائك
الخفاق أقبية الضباب
ونعيد للشمس الضياء
وللضياء دم الشباب
بسم الله وله الحمد والشكر ذو الفضل والانعام والجود والاحسان … و الصلاة والسلام على أمناء الرحمان الحبيب محمد واله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين …معكم في لقاء جديد من برنامج (شمس خلف السحاب) أفتتحناه بأيات مهدوية للأديب المعاصر الاستاذ ناجي الحرز.
أيها الاخوة والأخوات في الفقرة العقائدية في البرنامج نلتقيكم بإشارة تربوية تحت عنوان: شكر النعمة وعصر الغيبة
ثم إتصال هاتفي مع خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وإجابة على سوال بشأن: أهمية الإعتقاد بالرجعة
تليه حكايتان صغيرتان من حكايات المتوسلين الى الله تعالى بوليه المهدي أرواحنا فداه عنوانها: زر السيد عبد العظيم
أطيب الاوقات نرجوها لكم أعزاءنا المستمعين مع فقرات البرنامج وأولها العقائدية وعنوانها هو:
شكر النعمة وعصر الغيبة
روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين مسندا عن آمامنا باب الحوائج موسى الكاظم صلوات الله عليه أن محمد بن زياد الأزدي سأله عن قول الله تعالى: "وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً"، فأجابه عليه السلام- قائلا: النعمة الظاهرة، الأمام الظاهر، والباطنة الإمام الغائب. قال محمد بن زياد: فقلت له: ويكون في الائمة من يغيب؟ قال عليه السلام: نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه ولايغيب عن قلوب المومنين ذكره، وهو الثاني عشر منا، يسهل الله به كل عسير ويذلل له كل صعب، ويظهر له كنوز الارض، و يقرب له كل بعيد ويبير به كل جبار عنيد، ويهلك على يديه كل شيطان مريد، ذاك ابن سيدة الاماء الذي يخفى على الناس ولادته ولايحمل لهم تسميته حتى يظهره الله عزوجل فيملأ به الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا وظلما.
كانت لنا -مستمعينا الافاضل- وقفتان سابقتان عند هذا الحديث الشريف في حلقتين سابقتين، عرفنا منهما أن الله عزوجل سيسائل أهل عصر إقامة بقيته وحجته على عباده المهدي - عجل الله تعالى فرجه الشريف - عن شكرهم لنعمة وجوده عليه السلام سواء في غيبته أو بعد ظهوره.
من هنا فإن من الأمور المهمة التي ينبغي لنا نحن مسلمي عصر غيبة الامام المنتظر أن نعرفها هي السبل العملية لشكر نعمة وجود امام زماننا - عجل الله تعالى فرجه الشريف - وقيامه بمهام الامامة والهداية رغم صعوبات عصر الغيبة فكيف نشكر عمليا نعمة وجوده عليه السلام؟
للإجابة على هذا السوال نقول ان النصوص الشريفة بينت لنا عدة أنواع من الشكر العملي لله عزوجل على نعمه عموما، وهي تتمحور حول قسمين آساسيين: -الاول هو الشكر اللساني الصادق مثل تكرار ذكر الحمد والشكر لله بقصد شكره عزوجل على نعمة معرفة الامام المهدي وموالاته - عليه السلام - وخاصة في سجدة الشكر المستحبة في تعقيب الصلوات الفرائض منها والنوافل. وكذلك مثل أداء صلاة الشكر المندوب لها عند تجدد النعم أو عند ذكرها، ونظائر ذلك من مصاديق الشكر القولي.
مستمعينا الاعزاء، أما القسم الثاني والأهم من مصاديق شكر النعم التي أشارت إليها النصوص الشريفة، فهو حسن الاستفادة من النعم التي بما يرضاه الله عزوجل ويؤدي الى رقي الانسان في معارج الكمال والقرب الالهي.
وبالنسبة لأعظم النعم الالهية وهي نعمة وجود الامام الحجة من قبل الله تعالى عزوجل يثار تساؤل عن كيفية الاستفادة من وجود الامام المهدي في عصر غيبته حيث لانراه ولايتيسر اللقاء به - عليه السلام - وقد أجابتنا عن هذا التساؤل كثير من الاحاديث الشريفة مبينة لنا سبلا عملية عدة للاستفادة من نعمة وجود الامام المهدي عليه السلام حتى في عصر غيبته عجل الهت تعالى فرجه الشريف. من هذه السبل مثلا الاهتمام بتقوية الإرتباط به - عليه السلام - وجدانيا عبر زيارته والتوسل به الى الله عزوجل والاستشفاع به وكل هذه المسائل لايمنع منها كوننا لانراه فقد نصت كثير من صحاح الأحاديث الشريفة على أن الله عزوجل يطلعه على هذه التوسلات كسائر أحوال الأمة. وهذا السبيل هو ما يشير اليه الامام الكاظم عليه السلام في الحديث المتقدم بقوله (يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المومنين ذكره).
كما أن من مصاديق الإنتفاع من وجود الإمام -عليه السلام- العمل بوصاياه سواء التي سجلتها المصادر المعتبرة أو التي تستفاد مما يتناقله الثقاة الاثبات و الاخيار من الحكايات الصحيحة للفائزين بلقائه -عليه السلام-.. والأمر نفسه يصدق على السعي للتخلق بأخلاقه عليه السلام التي يتعرف عليها المومن من الطريق المتقدم أو غيره، فهذا أيضا من المصاديق المهمة لحسن الإستفادة من نعمة وجوده -سلام الله عليه-.
مستمعينا الاكارم أما الان فننقلكم الى الاتصال الهاتفي التالي مع خبير البرنامج وإجاباته عن أسألتكم للبرنامج، نستمع معا:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا شكراً لكم على جميل المتابعة لفقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ومنها هذه الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عنها سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ لؤي الصالح من اليمن بعث رسالة فيما يرتبط بموضوع الاعتقاد بالرجعة، مجموعة من الاسئلة منها سؤال عن سر التأكيد على ضرورة الاعتقاد بالرجعة في احاديث ائمة العترة المحمدية عليهم السلام ثم يطلب نصيحة فيما يرتبط بأفضل الكتب التي تنصحون بقراءتها للتعرف اكثر على هذا الموضوع، تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة موضوع الرجعة من المواضيع المهمة ومن العقائد التي يؤمن بها اتباع مدرسة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم وكما ذكر الاخ السائل هناك تأكيدات كثيرة من قبل الائمة على هذا الموضوع يعني مجموع روايات الرجعة ربما يبلغ حد التواتر او حتى يجوز حد التواتر ولهذا انا فقط اشير الى ملاحظة منهجية، البعض مشككين في مسئلة الرجعة والبحث نحن لانحتكر العقول، لكل انسان ان يبدي رأيه لكن بعض الملاحظات منهجية، هناك من يحاول ان يشكك في الرجعة، ذكر مثلاً ان الكثير من رواياتها فيها ضعف لكن مما تسالم عليه علماء الاصول ربما المسلمون جميعاً يعني انه اذا بلغت الاخبار حد التواتر لايضر بعد ذلك ضعف بعض اسنادها على انه يكفينا بعض الروايات الصحيحة يعني حتى لو صحت بذلك رواية او روايتان او ثلاث هذه تكفي ولكن مجموع روايات الرجعة ربما تبلغ حد التواتر وهذا يغني حتى في البحث عن الضعف في بعض اسنادها، هذا المجموع الذي هو شبه متواتر ومتواتر في احاديث الرجعة يدلك على ان اهل البيت عليهم السلام كانوا يهتمون بالمسئلة وكانوا يؤكدون عليها كثيراً اما سر هذا التأكيد يعني هناك بحثان، سر هذا التأكيد واهمية الرجعة، الحكمة من الرجعة، اما سر هذا التأكيد لاادري ربما لأن هناك من يشكك في مسئلة الرجعة حتى في زمان الائمة بل هناك من يطعن وهناك من يستهزأ وفي زمان الامام الصادق عليه السلام كان هناك من يستهزأ بأصحابه لأنهم يؤمنون بالرجعة وهناك من يشكك فيها فسر هذا التأكيد وهذه الكثرة الروائية التي تتناول موضوع الرجعة ربما لوجود تيار من التشكيك او تيار من الطعن والاستهزاء فأراد الائمة ان يؤكدوا على ذلك وان يبينوا وجوهها وان يبينوا تفاصيلها واما الحكمة من الرجعة فيمكن الاشارة الى مجموعة حكم احدها ان الانسان المؤمن، تعرفون ان الردعة لمن محض الايمان محضاً او من محض الكفر محضاً فالانسان المؤمن يأتي ليقضي وطراً في طاعة الله في ظل الدولة العالمية المهدوية، القرآن الكريم يقول "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لايشركون بي شيئاً" في زمان الامام المهدي عليه السلام، في دولة اخر الزمان العبادة تكون خالصة لله لايشوبها شائب وكل الظروف مهيئة لأن يعبد الانسان ربه، لايعيش اي مشكلة صحية او مادية او سياسية، كل الظروف مهيئة لكي يعبد الانسان ربه عبادة تامة فلكي يقضي وطراً كثير من الناس لم تتح لهم الفرصة ليتزودوا من عبادة الله كما ينبغي فتتاح لهم الفرصة لكي يقضوا وطراً من عبادة الله، كذلك بعض الظالمين يخرجوا من الدنيا ولم ينالوا جزاءهم في الدنيا، صحيح ان الجزاء في الاخرة اتم واشد ولكن ربما هناك كثير من الناس من يريدون ان يتشفوا ويشفوا غليلهم من بعض المجرمين الذين اجرموا في الحياة الدنيا فيعادون الى الدنيا ليأخذوا نصيبهم العادل كذلك بعضهم يرجعون لينالوا شرف الجهاد بين يدي الامام المهدي عليه السلام فترتفع درجتهم عند الله وتعرفون ان الجهاد مع المهدي كالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهناك حكم كثيرة ذكرت بعضها في الروايات، على اية حال موضوع الرجعة كما قلت بغض النظر عن فلسفته هو امر دلت عليه روايات كثيرة في مذهب اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم مع الاشارة اخواني وهذه اشارة ضرورية انه ليست من اركان الايمان وهذا ماذكره الكثير تقريباً من فقهاءنا يعني من يؤمن بمذهب اهل البيت وبالتشيع ولكن لم يثبت لديه موضوع الرجعة او ماشابه ذلك لايخرج عن الايمان ولايخرج عن الدين وعن التدين كما ذكر يبقى مؤمناً ويبقى اثني عشرياً، نعم الذي يجحد ذلك بعد ثبوتها هذا بحث اخر ليس منا من انكر الرجعة لكن من لم يثبت لديه وماشابه ذلك فلايخرج بذلك لاعن الدين ولاعن الايمان والله العالم بحقيقة الامور.
المحاور: سماحة السيد الشوكي بقية سؤاله عن الكتب التي تنصحون بقراءتها فيما يرتبط بهذا الموضوع؟
الشوكي: والله الكثير من كتبنا الكلامية طبعاً اغلب كتبنا الكلامية تناولت هذا الموضوع وربما بأسهاب ولكن اكثر الكتب فائدة وتفصيلاً وجامعية للاخبار والروايات هو الايقاظ من الرجعة للحر العاملي رحمه الله.
أعزاءنا مستمعي إذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامجكم شمس خلف السحاب، وننتقل الى اجواء الحكايات الموثقة التي تناقلها الموسومون بالصلاح والصدق عن الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة … عنوان حكاية هذا اللقاء هو:
زر السيد عبد العظيم
مستمعينا الاعزاء، في الجزء الثالث من كتابه (عشاق المهدي عليه السلام)، نقل حجة الاسلام الشيخ احمد القاضي الزاهدي الحكايتيين التاليتيين عن العالم الجليل الشيخ حسين الكاشاني وقد وصفه بأنه من اهل الولاء الصادق لأهل بيت النبوة - عليهم السلام - ومن الانصار المخلصين لإمام العصر -ارواحنا فداه-. كما تشهد به مجالسه الموثرة التي حضرها الشيخ الزاهدي بنفسه. ولثقته به نقل عدة من مشاهدات اوردها الشيخ الكاشاني في اخر كتاب ألفه عن مواعظ اهل بيت النبوة -عليهم السلام- إشتمل على مطالب قيمة رغم صغر حجمه… قال الشيخ الكاشاني في بيان واقعة جرت له في موسم الحج: في إحدى زياراتي لأداء مناسك الحج وقعت في شدة إزدحام وتدافع في منى وبدرجة فقدت قدرتي على المقاومة وأشرفت على الهلاك فناجيت الله عزوجل قائلا: إلهي، قد علمت أن الموت حق… لكنني لاأحب أن أموت بهذه الصورة ثم إستغثت متوسلا الى الله تعالى بامام العصر -روحي فداه- وأنا اردد: ياصاحب الزمان… ياصاحب الزمان وإثر هذه الاستغاثة وجدت نفسي أخرج من وسط الازدحام الشديد بكل سهولة وكان لايوجد حولي أحد… ولما وصلت الى جدار استندت إليه ونجوت من الموت رأيت الازدحام الشديد والتدافع مستمرا لم يتغير.
وفي حكاية ثانية يحدثنا العالم الصالح الشيخ الكاشاني عن لطف مهدوي اخر شاهده من قبل، قال: في حدود سنة ست وسبعين وثلثمائة والف للهجرة كنت منهمكا بتدريس كتاب القوانين في علم إصول الفقه في إحدى المدارس الدينية في مدينة طهران… وأثناء الدرس أخبروني بمجيء ضيوف الى دارنا في وقت لم يكن عندي شيء من المال.. قلت في نفسي: علي أن أنهي الدرس ثم أذهب لاقتراض بعض المال من أحد الاصدقاء… وعندما انتهى الدرس شاهدت أحد أصدقائي من أتقياء علماء كاشان واسمه السيد مهدي المكي فدعوته للدخول في الحجرة التي ادرس فيها فقال إنني على عجل من أمري لدي أمانة لك. فخرجت اليه …فأعطاني مائة تومان وقال: أن شئت فأذهب لزيارة السيد عبد العظيم الحسني سلام الله عليه نيابة عن صاحب هذا المال. ثم ذهب على عجل، وكان هذا المبلغ كبيرا في تلك الايام يزيد عما كنت احتاجه لاستضافة الضيف الذي جاءنا.
والعجيب انني و بعد شهرين من هذه الحادثة التقيت السيد مهدي المكي المذكور… فسالته عن صاحب المائة تومان التي أعطاها لي فاستغرب من سوالي وقال: لاعلم لي بهذا الامر، انني لم ات الى طهران منذ عامين‼
وعندها علمت أن لطفا غيبيا قد شملني وأن أحد الرجال الالهيين قد أعانني وهو في هيئة هذا السيد الجليل…. أيها الاخوة والاخوات يبقى أن نشير الى أن في إحدى حكايات التقاء اية الله العارف الجليل السيد مهدي القزويني بالامام المهدي عجل الله فرجه، والتي نقلها الميرزا النوري في كتاب (جنة المأوى)، ورد أن السيد القزويني شاهد الامام -عليه السلام- بهيئة أحد الاخيار ثم عرف السيد أنه كان الامام أرواحنا فداه.
وبهذا ينتهي أعزائنا لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب إستمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في إيران شكرا لكم ودمتم في رعاية الله.