وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه بعد مرور نحو 40 يوما على بدء معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، تم الحصول على مزيد من المعلومات حول الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على الكيان الصهيوني، والذي يظهر عمق هذه الهجمات في اليوم الأول، ومن الأمثلة على ذلك نظام القبة الحديدية الدفاعي.
والقبة الحديدية هي أهم وأشهر أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى لإسرائيل، والتي تم بناؤها واستخدامها للتعامل مع الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لفصائل المقاومة.
ورغم ميزاته، إلا أن هذا النظام الدفاعي الباهظ الثمن يعاني من بعض نقاط الضعف، وقد استغلتها فصائل المقاومة بأفضل طريقة خلال عملياتها الصاروخية، خاصة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ويمتلك الكيان الصهيوني 10 بطاريات قبة حديدية، تحتوي كل منها على 3 منصات إطلاق، وفي كل قاذفة 20 صاروخ أرض جو من طراز تامير، وبذلك يصل إجمالي عدد هذه الصواريخ إلى 600 صاروخ.
أي أنه إذا تم إطلاق صواريخ يزيد عددها عن هذا العدد في نفس الوقت، لن تتمكن القبة الحديدية من اعتراضها جميعا نظرا لأن إعادة تحميل الصواريخ في منصات الإطلاق تستغرق وقتًا طويلاً.
هذا بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية أكثر من 5000 قذيفة صاروخية على الأراضي المحتلة في أول 20 دقيقة من معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، وتمكن العديد منها من اختراق درع القبة الحديدية الدفاعي.
من جهة أخرى، وبما أن نظام الرادار في القبة الحديدية يقوم بشكل تلقائي بتحديد واعتراض وتحديد خصائص الصواريخ المعادية (القرار النهائي بإطلاق النار هو من قبل القوات البشرية)، فإن فصائل المقاومة في اليوم الأول وحتى وقبل ذلك، اخترقت بعض هذه الأنظمة، وبعد بضعة أيام من بدء المعركة، لا تزال بعض أنظمة القبة الحديدية تواجه مشاكل في إطلاق الصواريخ.
ونشرت في الأيام الماضية عدة مرات صورا لانحراف صاروخ تامير بشكل شديد واصطدامه بالأرض، ما أحدث أضرارا، وذلك نتيجة الهجوم السيبراني الأخير لقوى المقاومة على هذه المنظومة.
وبالإضافة إلى هذه الحالات، هناك حادثة أخرى حدثت في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والآن بعد أكثر من شهر، وردت معلومات جديدة عنها، وهي مقتل بعض القوات العاملة في منظومة القبة الحديدية.
يحتوي كل نظام من أنظمة القبة الحديدية على فرقة حماية تحمي المشغلين والنظام نفسه.
وفي هجوم 7 أكتوبر توجهت بعض فرق فصائل المقاومة إلى هذه الأنظمة، وخلال اشتباك مع العاملين في الأنظمة قتلوا عددا منهم وأسروا عددا آخر.
وقتل في هذا الهجوم ثلاثة من الكتيبة 947 وهم سهر سوقديان (قائد الوحدة)، وبنيامين غابرييل يونا، وناتيو كوتسيرو (مشغل الإطلاق)، كما تم تأكيد مقتلهم.
وذلك بينما بعد دقائق من بدء هجمات فصائل المقاومة، لم يتم توجيه أي تحذير من قبل الجيش لأي من وحدات القبة الحديدية، وتفاجأت القوات العاملة بهجمات المقاتلين الفلسطينيين.
قُتل هؤلاء الضباط الثلاثة، الذين كانوا يقومون بتزويد الصواريخ البديلة بعد نفاد صواريخ بعض الأنظمة، حوالي الساعة 10:30 صباحا وتم تأكيد مقتلهم بعد ثلاثة أيام.
تعتبر القبة الحديدية والأخبار والمعلومات المتعلقة بها من الأمور السرية للجيش الإسرائيلي، ولا يتم نشر الكثير من المعلومات عنها، ومن المرجح أن يكون عدد قتلى وحدات القبة الحديدية أكثر من هذا.