وكشف العالمان في الفيزياء الفلكية، جوستافو ماغالانيس-جويخون وسيرجيو ميندوزا، من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، تقلبات تدفق أشعة غاما لـ Sagittarius A* كل 76 ساعة، مثل الساعة.
ويقول فريق البحث إن هذا يشبه من حيث الدورية التغيرات في انبعاث الراديو والأشعة السينية للثقب الأسود، ما يشير إلى وجود حركة مدارية لشيء يدور بجنون حول الثقب الأسود.
ولا تصدر الثقوب السوداء نفسها أي إشعاعات يمكننا اكتشافها حاليا. لكن المساحة المحيطة بها مسألة مختلفة. وفي نظام الجاذبية الشديد خارج أفق الحدث للثقب الأسود، يمكن أن يحدث الكثير.
وينبعث الضوء من منطقة Sagittarius A*، في العديد من الأطوال الموجية، وتتغير قوة هذا الضوء بشكل كبير مع مرور الوقت. واكتشف علماء الفلك نمطا ما في بعض هذه الأطوال الموجية على الأقل.
وتتقلب موجات الراديو على نطاق زمني يبلغ حوالي 70 دقيقة أو نحو ذلك، وفقا لورقة بحثية نُشرت في عام 2022.
وفي الآونة الأخيرة فقط، في عام 2021، تم ربط إشعاع غاما بـ Sagittarius A*. واعتقد ماغالانيس-جويخون وميندوزا أنه قد تكون هناك بعض الأسرار مختبئة في بيانات أشعة غاما، لذلك شرعا في تحليلها.
وأخذا البيانات المتاحة للعموم والتي سجلها تلسكوب "فيرمي" لأشعة غاما الفضائي، بين يونيو وديسمبر 2022، وقاما بمعالجتها، وأجريا بحثا عن الأنماط الدورية.
ووجدا أنه كل 76.32 دقيقة، يطلق Sagittarius A* توهجا من إشعاع غاما، وهو نطاق الطول الموجي الأكثر نشاطا للضوء في الكون.
ويشير التشابه مع تواتر توهجات الراديو والأشعة السينية إلى سبب مشترك أساسي. ويقول فريق البحث إن التوهج الراديوي له دورية توهج أشعة غاما نفسها تقريبا. كما أن توهج الأشعة السينية، عند 149 دقيقة، له دورية مضاعفة؛ ومن غير المرجح أن يكون هذا محض صدفة، ما يشير إلى أن دوريته هي توافقية بين أشعة غاما ودورية الراديو.
ونظرا لأن الثقب الأسود نفسه لا يصدر أي إشعاعات، وهذه الدورية المنتظمة والمتكررة غالبا ما تكون علامة على الحركة المدارية، فمن المحتمل أن تكون الآلية الفيزيائية وراء ما يدور حول الثقب الأسود.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التفاصيل التي يتعين تسويتها. ومن المعروف أن الثقوب السوداء صعبة الدراسة، و Sagittarius A* ليس استثناء.