البث المباشر

تفسير موجز للآيات 21 الى 30 من سورة الفجر

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1076

 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أعزاءنا المستمعين الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" حيث سنكمل فيها تفسير ما تبقى من آيات سورة الفجر المباركة نشرعه بالإستماع الى تلاوة مرتلة من الآيات الحادية والعشرين حتى السادسة والعشرين منها فابقوا معنا مشكورين..

كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً{21} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً{22} وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى{23} يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي{24} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ{25} وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ{26}

كلمة "الدك" أيها الكرامـ، يعني الكبس والتسوية، والدكة والدكان هو المكان الذي تسوى أرضه وتمهد لعرض البضائع.

وعن الإمام الرضا (ع): إن مجيء الله تعالى في الآية هو مجيء أمره سبحانه، وليس مجيئه بنفسه، سبحانه عزوجل، كما في الآية الثالثة والثلاثين من سورة النحل يقول عز من قائل (يأتي أمر ربك).

والمقصود من (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) أي كشف الغطاء عن جهنم، مثلما ورد في موضع آخر (وبرزت الجحيم لمن يرى).

وجاء في الروايات عندما نزلت آية (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) اغتم رسول الله (ص) بشكل لم يجرؤ أحد على أن يكلمه.

ومن تعاليم هذه الآيات الكريمات أولاً: ذكر القيامة هو العلاج للحرص وحب المال.

ثانياً: تتبين قدرة الملائكة يوم القيامة من رعاية النظم والترتيب.

ثالثاً: لا ينفع الندم والتذكر يوم القيامة.

رابعاً: الله الرحيم، يكون شديداً في موضع لزوم ذلك.

خامساً: قد يكون ثمة شبه لعذاب الله الدنيوي، ولكن العذاب الأخروي ليس له شبيه.

وسادساً: لا يمكن الفرار من العذاب يوم القيامة.

والآن، إخوتنا الأفاضل، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيات السابعة والعشرين حتى الثلاثين ، وهي آخر آيات سورة الفجر المباركة..

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}

أيها الأكارم، تتحصل النفس المطمئنة والقلب الهادئ، بذكر الله بقوله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وأفضل ذكر لله هو الصلاة حسب قوله عزوجل (وأقم الصلاة بذكري).

وأما الرضا والإرضاء من علائم النفس المطمئنة، فهي راضية عن الله والله تعالى راض عنها.

وسئل الإمام الصادق (ع): هل يرضى المؤمن بتسليم روحه؟ قال (ع): لا يقبل في اللحظة الأولى، ولكن الملاك المأمور [حين] يقبض روحه يواسيه بالقول له: أنا أرحم بك من والدك، افتح عينيك؛ فيفتح عينيه، فيرى النبي (ص) وعلياً وفاطمة والحسن والحسين وباقي الأئمة عليهم السلام، فيقول الملاك: هؤلاء هم رفقاؤك، فيرضى المؤمن عند رؤية ذلك المشهد وفي تلك اللحظة يسمع الخطاب قائلاً (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ).

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات البينات أولاً: الإنسان بروحه، والجسم هو مركب للروح، ففي آية (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) خاطب الله تعالى النفس.

ثانياً: لا تكون الجنة من دون أصدقاء ورفقاء وأخلاء، حسب قوله تعالى (فادخلي في عبادي).

وثالثاً: للجنة أنواع ودرجات، كما ذكر عبارة (جنتي) أيضاً ذكر القرآن الكريم في مواضع عدة (جنات عدن) والحمد لله رب العالمين.

مع ختام تفسير سورة الفجر المباركة، أيها الأطائب، وصلنا وإياكم الى نهاية حلقة أخرى ضمن برنامجكم القرآني "نهج الحياة" .. فشكراً لحسن استماعكم وطيب متابعتكم لهذا البرنامج والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة