البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 17 من سورة الطارق

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1071

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله حمد الشاكرين على نعمائه ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. مستمعينا الأكارم أحبة القرآن سلام من الله عليكم ورحمة منه تعالى وبركات؛ أهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء القرآني ضمن برنامج "نهج الحياة" حيث سنقدم في حلقتنا هذه وعلى بركة الله تفسير سورة الطارق المباركة بدأً بالإستماع الى تلاوة آياتها العشر الأولى ...

وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ{2} النَّجْمُ الثَّاقِبُ{3} إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ{4} فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ{5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7} إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ{8} يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ{9} فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ{10}

"الطارق" أيها الأفاضل، هو الشخص الذي يأتي ليلاً ويطرق الباب، والطَرق هو القرع والدق، و"المطرقة" هي وسيلة القرع والطرق، ويقال للدرب (طريق) لأنه يطرق عليه بالقدم.

أما "ثاقب" فمن الثقب أي إحداث فتحة، وكأن النجوم تثقب سواد الليل بنورها وتحدث فيه فتحة. و"الصلب" أي محكم والمقصود به فقرات الظهر، و"الترائب" تطلق على عظام القفص الصدري. وأما "تبلى" فمن بلوى بمعنى الإمتحان إذ إنه عامل لإظهار الحقائق.

ومما نستقيه من هذه الآيات المباركة أولاً: تحافظ ملائكة الله على الإنسان وعلى كل أعماله؛ تسجل أعماله وتحفظه من الحوادث.

ثانياً: الدراسة الدقيقة لكيفية ولادة الطفل عامل لمعرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة المعاد كذلك.

ثالثاً: ينبغي على الإنسان أن يدقق في كيفية خلقته ونشأته؛ لأنه يملك العقل والعلم والإستعداد.

رابعاً: التنبه الى خلق الإنسان وسيلة للإيمان والمعاد.

وخامساً: المعاد جسماني، ويحيا جسم الإنسان مرة أخرى في يوم القيامة.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيات الحادية عشرة حتى السابعة عشرة وهي آخر آيات سورة الطارق المباركة..

وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ{11} وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ{12} إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ{13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{14} إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15} وَأَكِيدُ كَيْداً{16} فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً{17}

"الرجع" هو المطر، أحبتنا الكرام، وقد يكون سبب التسمية هو رجوع بخار الماء إلى الأرض على شكل مطر، و"الصدع" يعني تشقق الأرض لتخرج منها النباتات و"الهزل" بمعنى الكلام التافه الفارغ من المحتوى، و"الكيد" أي التصميم والتخطيط بغتة وخفاءً.

وأما "مهل" و"أمهل" بالمعنى نفسه وقد جاءتا مع التأكيد، وكلتاهما تعنيان إعطاء المهلة؛ و"رويداً" أي المهلة القصيرة.

وتشير هذه الآيات الكريمات، أيها الأطائب، الى أن دور السماء والأرض في إنتاج النبات هو كدور الأب والأم في إنجاب الطفل. وكما أن نزول المطر وإستعداد الأرض هما عاملان ممهدان لرشد النباتات، كذلك نزول القرآن واستعداد الإنسان عاملان لرشد الإنسان.

كما تشير الآيات الى أنه يجب التكلم بصورة قاطعة ومنطقية لرفع الشك. فذِكر الله بشكل متتالٍ هو وسيلة لرفع أي شك أو تردد لدى المخالفين، ولتقوية إعتقاد المؤمنين وإيمانهم.

أما عبارة (لقول فصل) فهي بدلاً من (لقول فاصل) وتعني أن القرآن كله كلام فاصل ويفصل بين الحق والباطل، كأن نقول: فلان سكر، أي أنه كله حلو.

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات البينات أولاً: يوم القيامة، هو يوم ظهور أعمال الناس وأفكارهم.

ثانياً: تؤثر دوافع الإنسان وروحياته على قيامته.

ثالثاً: القيامة هي يوم إفشاء الأسرار والخجل، ولا يستطيع الإنسان أن يكتم ماضيه أو يعوض ما فاته.

رابعاً: قيمة كل موجود مرتبطة بآثاره وبركاته.

خامساً: يتصرف الله تعالى مع الإنسان على أساس عمله، إذا خطا خطوة في طريق الخير، يهديه الله، وإذا سعى للكيد، سيُبتلى بالكيد الإلهي.

سادساً: لا تتعجلوا في ردة فعلكم على الأعداء ولا تستعجلوا الله.

وسابعاً: سعة الصدر، من أحد الشروط اللازمة للقيادة.

مستمعينا الأفاضل، أحبة الإيمان، مع إتمام تفسير سورة الطارق المباركة نصل وإياكم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى الملتقى في الحلقة القادمة لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة