البث المباشر

تفسير موجز للآيات 20 الى 46 من سورة النازعات

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1060

 

بسم الله وبالله وله الحمد حمد الشاكرين على نعمة الهداية والإيمان ثم أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين,,حضرات المستمعين الأطائب سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات..تحية مباركة قرآنية لكم أينما كنتم وأنتم تتابعون حلقات برنامج "نهج الحياة" حيث سنتمم في حلقتنا هذه بإذن الله تفسير ما تبقى من آيات سورة النازعات المباركة فتابعونا مشكورين..

إخوتنا الأكارم، ندعوكم الآن للإستماع الى تلاوة الآيات العشرين حتى السادسة والعشرين من سورة النازعات..

فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى{20} فَكَذَّبَ وَعَصَى{21} ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى{22} فَحَشَرَ فَنَادَى{23} فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى{24} فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى{25} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى{26}

أيها الأفاضل، مما تعلمه إيانا هذه الآيات المباركة أولاً: يجب الإتيان بأكبر المعاجز لأشخاص مثل فرعون.

ثانياً: يستمد الطغاة العون من المنحرفين لحفظ كيانهم.

ثالثاً: حتى أكبر المعجزات لا تؤثر في بعض المتكبرين.

رابعاً: تكذيب الأنبياء ناتج عن الرغبة في التحرر من قيود الدين وحدوده وعدم إتباع تعاليم الأنبياء.

وخامساً: التاريخ وسيلة للإعتبار، لا للتسلية وملء الفراغ.

أما الآن، أيها الكرام، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيات السابعة والعشرين حتى الثالثة والثلاثين من سورة النازعات المباركة..

أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{27} رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا{28} وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا{29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا{30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا{31} وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا{32} مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ{33}

من تعاليم هذه الآيات البينات يمكن القول أولاً: طرح السؤال أسلوب مهم جداً في التبليغ.

ثانياً: التنبه إلى نعم الله هو أفضل طريق إلى معرفة الله ويجب الإستفادة من المحسوسات لإدراك المعقولات.

وثالثاً: جُعلت النعم ليستفيد منها الإنسان، ولا يوجد معنى للتحريم والرياضات الروحية الفارغة.

إخوة الإيمان، في هذه اللحظات نستمع معاً ، الى تلاوة مرتلة من الآيات الرابعة والثلاثين حتى الحادية والأربعين من سورة النازعات المباركة..

فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى{34} يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى{35} وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى{36} فَأَمَّا مَن طَغَى{37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى{39} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41}

مما نستقيه من منهل هذه الآيات الشريفة أولاً: القيامة أكبر وأعظم حادثة، وتنضوي تحت جناحها كل الحوادث الأخرى.

ثانياً: يتذكر الإنسان يوم القيامة ما عمله في الدنيا.

ثالثاً: حب الدنيا هو أساس الطغيان.

رابعاً: الدنيا ليست سيئة وإنما ترجيحها على الآخرة هو السيء.

وخامساً: الخوف من الله هو أساس محاربة هوى النفس.

إخوتنا الأكارم، أما الآن ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيات الثانية والأربعين حتى السادسة والأربعين وهي آخر آيات سورة النازعات المباركة..

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا{42} فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا{43} إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا{44} إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا{45} كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا{46}

أحبة الإيمان، طرح القرآن الكريم مرات عدة السؤال عن زمن وقوع القيامة، ولكن لم يقدم جواباً عنه، فمن الألطاف الإلهية هو إبقاء زمان الموت والقيامة غير معلوم، فالعلم بزمن وقوعهما سيكون سبباً لفقدان السكينة الداخلية والعلاقات الخارجية وسيكون سبباً للرشد الإضطراري.

كما تشير الآيات الى أهمية الإيمان بيوم القيامة لا العلم بزمان وقوعها. أيضاً تشير الى أن التحذير والإنذار أهم من التبشير بالنسبة الى الغافلين؛ لذا لا نجد في القرآن عبارة (إنما أنت مبشر) بل نجد (إنما أنت منذر).

ومما نتعلمه من هذه الآيات الشريفة أولاً: بعض الأسئلة عن يوم القيامة ليست في محلها ولا تجب الإجابة عنها (كالسؤال عن زمان وقوع يوم القيامة).

ثانياً: لا معنى لمناقشة أمر غير مرتبط بالبشر.

ثالثاً: علم البشر محدود ولا يمكن الوصول إلى منتهى العلم فهو مختص بالله تعالى.

رابعاً: تكليف النبي إندار الناس، لا إلزامهم وإجبارهم على القبول.

خامساً: الإستعداد النفسي لدى الناس واتقاء الذنوب، من شروط قبول دعوة الأنبياء.

وسادساً: الآخرة عظيمة إلى درجة أن كل عمر الدنيا مضافاً إلى البرزخ لا يساوي ليلة أو يوماً من أيام القيامة.

أيها الإخوة والأخوات، مع ختام تفسير سورة النازعات المباركة وصلنا وإياكم الى نهاية حلقتنا هذه ضمن برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير موجز آخر لآي الذكر الحكيم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة