وفي احتفال يوم الشهيد الذي ينظمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق اللبنانية قال السيد نصر الله: هذا اليوم هو يوم شهيد حزب الله ونقصد به كل شهيد من أول شهيد مع انطلاق مسيرة المقاومة في حزب الله عام 1982 إلى آخر شهيد تم تشييعه اليوم، واليوم قُرانا في الجنوب والبقاع وفي بيروت شيّعوا العديد من الشهداء الأعزاء.
واعتبر السيد نصر الله أن دم الاستشهادي أحمد قصير ودماء كل الشهداء هي التي انتصرت على السيف الأميركي الإسرائيلي المصلت على منطقتنا.
ولفت الى ان الشهداء في مسيرتنا لهم مكانة خاصة ونحن نشعر ببركاتهم في كل ساعة وكل يوم بالأمن والأمان والتحرير والحرية والشرف والحماية من خلال قوة الردع التي صنعوها.
وأضاف شهداؤنا هم أهل الايمان بالله ورسله وأنبيائه وكتبه وأهلهم صابرون وراضون بقضاء الله وقدره وهم يحفظون انجازات أبنائهم وأصبحوا شركاء بالدم في هذه المسيرة.
هذا، وتقدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من كل عوائل الشهداء بالتبريك بانتمائهم لقافلة سادة الوجود الذين اجتباهم الله تعالى فاختارهم شهداء في ركب الأنبياء والأولياء، معترفًا لهم بالثبات والتضحية والوفاء وبالتخلي عن كل أطماع الدنيا، مؤكدًا انهم هم الذين يدافعون عن هذه المسيرة، مشيدًا بكلامهم منذ 8 تشرين الأول عن استعدادهم لتقديم المزيد دفاعًا عن لبنان وغزة.
العدوان "الاسرائيلي" على غزة
وتابع السيد نصر الله حديثه قائلًا: هناك حدثان يتعاظمان الأول هو العدوان الصهيوني على المدنيين في غزة والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية ضد قوات العدو.
وحول هذا الموضوع قال السيد نصر الله أن غزة تتعرض لعدوان مؤلم وجرائم عظيمة لم تتوقف منذ 7 تشرين الأول، والغريب أن ضمن جرائم العدوان الاعتداء العلني على المستشفيات من قبل العدو بحجج واهية ، واعتبر ان هذا الانتقام المتوحش يعبّر عن طبيعة وحقيقة الكيان ويُراد منه اخضاع الشعب الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة، وليس فقط أهالي غزة.
وأضاف السيد نصر الله أن العدو يريد تحطيم ارادة المطالبة بالحقوق المشروعة والدفع بثقافة الاستسلام وأن يقول لكل الفلسطينيين من خلال جرائمه في غزة انسوا أرضكم ومقدساتكم، ورأى ان العدو يخطئ من جديد في حساباته لأن جرائمه في فلسطين منذ 1948 لم توقف العمل المقاوم بل تعاظم وصولًا إلى ما أنجزه المقاومون في كتائب القسام في 7 تشرين الأول.
ولفت السيد نصر الله الى ان هناك وسائل إعلام عربية وكُتاب عرب يساعدون بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الهدف الاسرائيلي، وأكد ان شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزة وفي الضفة الغربية أيضًا.
كما أوضح السيد نصر الله انه إذا كانت شعوبنا ترفض التطبيع بمعزل عن ارادة بعض الحكام قبل المجازر في غزة، فهم بعد هذه الوحشية سيكون رفضهم للتطبيع مع العدو أصلب وأقسى، مؤكدًا ان العدوان على غزة سبّب تبدل الرأي العام العالمي وكشف الزيف الاسرائيلي.
تبدل في الرأي العام العالمي
ولفت السيد نصر الله الى ان تبدل الرأي العام العالمي يخدم أهل غزة ومشروع المقاومة، معتبرًا ان الأهم هو ما نشهده من مظاهرات تحصل في واشنطن ولندن وباريس والدول الأوروبية لأنها تضغط على حكوماتها.
كما، رأى انه لا يوجد في العالم اليوم من يدعم هذا العدوان إلا الإدارة الأميركية وتابعها الانكليزي وبسبب المجازر التي يرتكبها، العالم لم يعد يتحمل هذا الأمر ما يشكل عامل ضغط عليهم.
هذا، وأكد السيد نصر الله أن أميركا هي التي تدير هذا العدوان وهي من تستطيع وقفه، وفي "اسرائيل" هناك حمقى يفكرون بمستقبلهم فقط كنتنياهو وغالانت، مشددًا على ان كل الضغط والاستنكار يجب أن يتوجه إلى الأميركيين وكل عوامل الضغط يجب أن تتمركز على الادارة الأميركية لأنها صاحبة القرار.
القمة العربية - الاسلامية في جدة
وعن انعقاد القمة العربية الاسلامية الطارئة في جدة، قال السيد نصر الله أن هناك قمة تجمع 57 دولة عربية واسلامية والعالم والشعب الفلسطيني يتطلعون إلى هذه القمة.
وأضاف: الفلسطينيون يتطلعون إلى هذه القمة ولا يطالبونها بإرسال الجيوش وبما لا يقدرون عليه، بل يطالبونهم بالحد الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن يطالبوا الأميركيين بوقف العدوان وأن يتوعدوا بإجراءات جديّة.
وسأل السيد نصر الله: هل من المعقول أن 57 دولة عربية واسلامية لا يستطيعون فتح معبر رفح لإدخال المساعدات والدواء والماء والوقود وتستنقذ الجرحى؟
المعركة في غزة
وحول المعركة القائمة في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، قال السيد نصر الله: القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدًا وواقع نفسي صعب ورغم ذلك يقاتل المجاهدون بقوة أقوى ألوية النخبة الاسرائيلية وهذا دليل عجز كيان العدو، لافتًا الى ان شجاعة وإبداع وإقدام المجاهدين في غزة هو الحاسم اليوم بدرجة كبيرة في مسار الأمور، مؤكدًا ان الرهان الحقيقي هو على الميدان.
الجبهات المساندة - الضفة الغربية واليمن
وأوضح السيد نصر الله أن من جملة الجبهات المساندة التي يتحدث عنها العدو هي جبهة الضفة الغربية التي تُقلق العدو ويخشاها، والجبهة الثانية هي جبهة اليمن الذي اتخذت قيادته وشعبه قرارًا جريئًا وأرسلوا على دفعات الصواريخ والمسيّرات باتجاه الكيان الغاصب والتي تصدت لها أميركا وللأسف بعض الدول العربية.
ولفت السيد نصر الله الى ان ما قام به الأخوة في اليمن له آثاره الكبيرة ولو أن الصواريخ والمسيّرات اليمنية فرضًا لم تصل، ففي اليمن هناك حكومة وجيش وليست كباقي حركات المقاومة ما أعطى دعمًا للمقاومة الفلسطينية.
وأكد السيد نصر الله ان اليمن تقوم بخطوات كبيرة ومباركة مع العلم أنه وُجّهت إليهم تهديدات بإعادة العدوان عليهم.
الجبهات المساندة - العراق
وتابع السيد نصر الله حديثه عن الجبهات المساندة لفصائل المقاومة في غزة، قائلًا ان المقاومة الاسلامية في العراق هي أيضًا تستهدف القواعد الأميركية في سوريا والعراق دعمًا لغزة وطرحت معادلة وقف العدوان على غزة حتى يتوقف استهداف قواعد الاحتلال، لافتًا الى ان الأميركي حتى الأمس صباحًا اعترف بـ46 هجومٍ على قواعده في سورية والعراق وإصابة 56 جندي.
كما، اعتبر السيد نصر الله ان هذه شجاعة عالية من المقاومة العراقية لأنهم يقاتلون أميركا التي أساطيلها تملأ البحار وهم يواجهونها بالنار والأميركيون أرسلوا تهديدات للاخوة في العراق وهنا في لبنان.
ولفت السيد نصر الله الى ان السفيرة الأميركية في لبنان نفت أي تهديد لحزب الله من قبل الادارة الأميركية، مشيرًا الى انها إما كاذبة أو جاهلة، وأوضح ان أميركا لم تترك قناة غربية وعربية ولبنانية لإيصال التهديدات إلا وأوصلت عبرها التهديدات ولكن هذا التهويل لم يوقف العمليات لا في اليمن ولا في العراق ولا في لبنان.
الجبهات المساندة - سوريا
هذا، ورأى السيد نصر الله أن سوريا في الحقيقة هي أيضًا تحمل مع محور المقاومة عبئًا كبيرًا جدًا وموقفها ثابت في كافة المحافل الدولية، معتبرًا انه رغم موقفها الصعب اليوم إلا أنها تحضن حركات المقاومة، لافتًا الى ان أي عملية من الجولان يقوم كيان العدو بقصف مطارَي دمشق وحلب.
وأضاف أن المسيّرة التي وصلت إلى "ايلات" وأثارت الرعب هناك ضاعت "اسرائيل" في تشخيص الجهة التي انطلقت منها ووصلت في نهاية المطاف الى اتهام احدى تشكيلات حزب الله واستهدفت سوريا وسقط لنا شهداء هناك.
كما، اوضح أن سوريا التي تعرضت لحرب كونية على مدى 12 عامًا وتُحاصر بقانون "قيصر" اقتصاديًا ولا يزال جيشها منتشرًا على مساحات واسعة لمواجهة الجماعات الارهابية
الجبهات المساندة - ايران
وعن مساندة الجمهورية الاسلامية لفصائل المقاومة قال السيد نصر الله، ان الجمهورية السلامية الايرانية تدعم بشكل كامل ومستمر حركان المقاومة واذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي المنطقة فبالدرجة الأولى للدعم المالي والعسكري من ايران.
الجبهات المساندة - لبنان
وتابع السيد نصر الله حديثه قائلا: اما الجبهة اللبنانية فمنذ 8 تشرين الأول العمليات مستمرة وفي ظل الحضور الدائم للمسيّرات المسلحة الاسرائيلية وهو عامل جديد في المواجهة، رغم ذلك عملياتنا مستمرة، مؤكدًا انه عندما يذهب "أولادكم واخوانكم لاستهداف العدو بالصواريخ الموجهة أو القذائف المدفعية هم بمثابة استشهاديين وهذا يعبّر عن مدى شجاعتهم"
هذا، وأوضح انه حصل ارتقاء في العمل المقاوم كمي ونوعي بالأسلحة وبالعمق، وأضاف: هذه المرة الأولى التي نستخدم المسيّرات الانقضاضية وصواريخ البركان حيث زنة المتفجرات فيه ما بين 300 إلى 500 كلغ تنزل على رؤوس قوات العدو
ولفت الى ان هناك ارتقاء بالعمق سواء بالكاتيوشا أو بالمسيّرات وهذا ما استلزمته طبيعة المعركة
واشار الى ان أحد مستشفيات الجليل يقول إنه وصل الى مستشفاهم أكثر من 350 إصابة من الجنود والمستوطنين عدد كبير منهم يصل بجروح خطيرة.
كما، أكد السيد نصر الله ان الاسبوع الماضي كان هناك استهداف لمدنيين حيث تعرضت سيارات للإخوة في كشافة الرسالة وسقط لهم جرحى وتم الرد بإحدى عمليات المقاومة على هذا الاعتداء، كما تعرضت سيارة مدنية لعدوان صهيوني ذهب ضحيته جدة وحفيداتها الثلاث والتي ردّت عليها المقاومة وبسرعة وكانت المرة الأولى التي نستهدف فيها كريات شمونة بالكاتيوشا.
ولفت السيد نصر الله الى ان هناك ما لم نُعلن عنه وهو الادخال اليومي لمسيّرات الاستطلاع التي يصل بعضها إلى حيفا وعكا وصفد، وأضاف بعض المسيّرات يعود وبعضها لا يعود ونحن نرغب بأن لا تعود لأنه يستنزف القبة الحديدية والباتريوت وهذا عمل يومي قد يصل إلى 3 مسيّرات.
وأضاف شهدنا في الأيام الماضية موجة جديدة من التهديدات الإسرائيلي باتجاه لبنان بسبب الارتقاء الكمي والنوعي في هذه الجبهة، مؤكدًا ان المسار العام في جبهة جنوب لبنان مستمر وستبقى جبهة ضاغطة.
هذا، واشاد السيد نصر الله بالمجاهدين الأبطال والبيئة الحاضنة التي تتحمل المواجهة في الجبهة اللبنانية وعبء التهجير والخسائر المادية، مشيرًا الى ان الموقف اللبناني العام المؤيد أو المتفهم لما تقوم به المقاومة جنوبًا إلا بعض الأصوات الشاذة والمحدودة.
كما، اكد السيد نصر الله ان الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان وهذه سياستنا، مشددًا على ان الميدان هو الذي يفعل ويتكلم وبعدها يأتي ردّنا، لافتًا الى ان المشهد العام الذي بدأناه من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان نقول إننا في معركة جمع الانجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بإنزال الهزيمة بالعدو .
وأوضح ان الفشل الميداني والخشية من انفتاح الجبهات باتجاه أوسع وضغط المهجرين لدى الكيان في الداخل وضغط عوائل أسرى العدو ستضغط على العدو وتضيق الوقت لديه.
وختم السيد نصر الله كلمته قائلًا: لا تستهينوا بالدعاء أدعوكم الى الدعاء بالنصر وتعجيل النصر واختصار الزمن والدعاء لأحبائكم في الضفة وغزة، معاهدًا كل شهدائنا الأبرار الأعزاء الأحباء بأن نمضي في هذا الطريق كمقاومة وبيئة وشعب وعوائل ومضحين ونحفظ ونصون أهدافهم ونراكم انجازاتهم لنصل الى النصر النهائي والنصر النهائي آت آت آت آت إن شاء الله.