وأطلق نشطاء على الاحتجاج اسم "مسيرة وطنية إلى واشنطن: فلسطين حرة"، حيث قاموا بتنظيم تسيير حافلاتٍ إلى العاصمة واشنطن من جميع أنحاء الولايات المتحدة لتجميع المحتجين، وذلك وفقاً لما قاله تحالف "آنسر" المناهض للحروب والعنصرية.
وبدأت الحشود بالتجمع في ساحة الحرية بالقرب من البيت الأبيض، بعد ظهر أمس الجمعة، قبل أن يبدأ الاحتجاج بدقيقة صمت، حيث رفع المتظاهرون ملصقاً كبيراً عليه أسماء الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء القصف الإسرائيلي المكثف.
وحمل المتظاهرون خلال الاحتجاجات لافتات عليها شعارات مثل "حياة الفلسطينيين مهمة" و"دعوا غزة تعيش" و"دماؤهم على أيديكم".
كما هتفوا قائلين: "بايدن.. بايدن، لا يمكنك الاختباء لقد اشتركت في الإبادة الجماعية".
ويُظهر مقطع فيديو من التظاهرة حشوداً من المتظاهرين، يرتدي العديد منهم الكوفية، حاملين الأعلام الفلسطينية، ومرددين هتافات مثل "أوقفوا المجزرة" و"فلتعش غزة".
وتعد هذه التظاهرة من بين أكبر التجمعات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، ومن بين أكبر التجمعات لأي قضية في واشنطن في السنوات القليلة الماضية.
وقبل يومين، أغلق أمريكيون محطة القطارات في نيويورك، من أجل إيقاف الحرب على غزة، مردّدين الهتافات الداعمة للفلسطينيين، ورافعين الأعلام الفلسطينية.
وتظاهر أيضاً عشرات الأمريكيين في ميناء أوكلاند في ولاية كاليفورنيا، مطالبين بمنع إبحار سفن أميركية محمّلة بالأسلحة للاحتلال.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الأمريكية رفض مطالب لضم صوتها إلى الدعوات لوقف شامل لإطلاق النار في غزة. دولار
وفي السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أمس، عن انقسام آراءٍ في المؤسّسات الأمريكية بشأن العدوان الإسرائيلي على غزّة، مشيراً إلى أنّ الانقسامات تتسع في الجامعات، وفي أماكن العمل، وفي شوراع المدن، وداخل الكونغرس وفي البيت الأبيض، وهي تُعكّر صفو المجتمع الأمريكي، ولديها القُدرة على إعادة تشكيل السياسة الأمريكية.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أنّ أكثر من 80% من الأمريكيين، يشعرون بالقلق من إمكانية جر الولايات المتحدة إلى الحرب بين "إسرائيل" وحركة حماس في غزة.
وكان البيت الأبيض قد أكّد، قبل أيام أنّ الولايات المتحدة "لا تسعى للتصعيد، أو لتوسيع الصراع بين إسرائيل وحماس"، لكنّه زعم، في الوقت نفسه، أنّ "الوقت الحالي ليس ملائماً للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار".
وشهدت عواصم أوروبية عديدة حول العالم تظاهرات داعمة لغزة ومنددة بالعدوان الإسرائيلي، بينما يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة المحاصر لنحو شهر على التوالي.
وبالإضافة إلى واشنطن العاصمة، نظّم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين أيضاً مسيرة في مدن رئيسية أخرى في جميع أنحاء العالم، أمس السبت، للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وخرج الآلاف إلى الشوارع أيضاً في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا اللاتينية للمطالبة بوقف إطلاق النار، مع خروج تظاهرات في عواصم مثل باريس - فرنسا، برلين - ألمانيا، وايطاليا - ميلانو - روما، والدنمارك - كوبنهاغن، وسانتياغو - شيلي، وكراكاس - فنزويلا.
كما نُظّمت تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في مدن أخرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بما في ذلك "مانشستر" و"أكسفورد" و"نيوكاسل" و"ليفربول".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، ما أدّى إلى استشهاد 9488 شهيداً، منهم 3900 طفلاً، و2509 إمرأة، وإصابة 24158 ألف شخصٍ بجراح، فيما لا يزال 2000 مقفود تحت الأنقاض، 1250 منهم أطفالاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ومر شهر منذ بدأت عملية "طوفان الأقصى"، التي هاجمت فيها حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" مستوطنات المحتلين الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر ما يزيد عن 200.
ومنذ ذلك الحين وبعد ان عجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مواجهة أسود المقاومة في ساحة المعركة بدأت حربا شعواء غير متكافئة تقصف فيها برا وبحرا وجوا كل قطاع غزة، مستهدفتاً منازل المواطنين العزل والمدارس والمستشفيات والمساجد والمكاتب الاعلامية وكل شيء، مستخدمة مئات الآلاف من الأطنان من القنابل الكبيرة والأسلحة الفتاكة، تجاوزت لحد الآن القنبلتين النووييتين اللتين ضربت بهما امريكا مدينتي هوروشيما وناكازاكي اليابانيتين ابان الحرب العالمية الثانية.
القصف الإسرائيلي جعل الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالفزع حيال الهجوم الذي استهدف سيارات إسعاف خارج مستشفى الشفاء في قطاع غزة أمس.