وفي التفاصيل التي نشرها موقع «ميديكال برس» المتخصص بالأخبار الطبية فإن دراسة حديثة تمكنت من تحديد أسباب فشل بعض أدوية السرطان قيد التطوير في التجارب المخبرية، حيث تبين بأن السر وراء فشل الاختبارات هو «عدم كفاية التحليل الجيني».
وقال جيسون شيلتزر، كبير معدي الدراسة، والأستاذ المساعد في الجراحة وعلم الوراثة وهو عضو في مركز السرطان بجامعة ييل: «إن هذه الأدوية شديدة السمية بحيث لا يمكن للمرضى تناولها بأمان، أو يمكن تناولها ولكنها في الواقع لا تقلص ورم المريض».
ويمكن للكشف عن الآليات الكامنة وراء دواء تم وصفه بشكل خاطئ، أن يسلط الضوء على أدائه الضعيف في التجارب السريرية.
كما تفشل معظم أدوية السرطان في الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. ولفهم السبب، قام ديبانجان بهاتاشارجي، الحاصل على دكتوراه، وجاويريا باكار من مختبر شيلتزر، بدراسة عقار مثبط يُسمى «ralimetinib».
وقال شيلتزر: «عندما اختبرنا هذا الدواء في مختبرنا، وجدنا أنه يستهدف مسارا مختلفا» ولم يستجب أي من المرضى لأن الحساسية الخلوية للعقار أظهرت ارتباطاً أقوى مع مثبطات أخرى.
وأضاف: «في كثير من الأحيان، يقوم الباحثون بتطوير دواء، ويرون أنه يقتل الخلايا السرطانية. وسيكون ذلك كافيا لتحفيز التجربة. لكن لا يوجد فهم جيني لكيفية قتل الخلايا السرطانية أو سبب قتلها. وبدون هذا الفهم الجيني، فإنك لا تعرف في الواقع أي مرضى السرطان يجب إعطاؤه لهم، لأنك لا تعرف أي المؤشرات الحيوية أو التغيرات الجينية التي يجب البحث عنها في ورم المريض من أجل إعطائه هذا الدواء».
ويحتاج العلماء إلى نهج متعدد الوسائط لاستهداف الآليات الأساسية للمرض. وقال شيلتزر: «إذا كان لدينا هذا الفهم الجيني للدواء في وقت أقرب، فلربما تم إعطاؤه لمجموعة مختلفة من المرضى الذين كانوا أكثر عرضة للاستجابة».
ويمكن للعلماء جمع الأدلة باستخدام مجموعة من الأدوات، بما في ذلك تقنية «كريسبر» الثورية، والتنميط الجيني الدوائي، والتقييم الهيكلي.
وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من الاختبارات، إلا أن النهج الذي يعطي الأولوية للوراثة، له تطبيقات واسعة النطاق في مكافحة السرطان. ويعد التحليل الجيني في بيئة متعددة التخصصات أمرا أساسيا لتحسين معدل نجاح العلاجات الجديدة.