موضوع البرنامج:
اهمية الايمان بالظهور المهدوي
الانابة عن الامام في أعمال الخير
لن أذهب الا معك
حتى متى الصبر يابن المرتضى ولنا
في كل يوم من الاعداء كأس ردى
أي الرزايا لها ننسى وقد تركت
لهيب نيرانها في القلب متقدا
حتام سيدنا تبقى العباد سدى
كما ترى الظلم أوهى بعدك الجلدا
لهفي على عرصات الدين قد طمست
بالجور والجبت والطاغوت قد عبدا
جرد حسامك حتام التجرع من
جند الضلال الردى فالصبر قد نفذا
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وأزكى صلواته على معادن حكمته وخزائن رحمته المصطفى الامين واله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم اخوة الايمان والولاء ورحمة الله. تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاء اخر يسرنا ان يجمعنا معكم ضمن برنامجكم هذا وقد اخترنا لمطلعه ابياتا مهدوية للشاعر الولائي الصادق المرحوم الحاج عبد الحسين شكر النجفي رضوان الله تعالى عليه. اما فقرات البرنامج الاخرى، فالأولى كما اعتدتم عقائدية وعنوانها في هذه الحلقة هو: اهمية الايمان بالظهور المهدوي
يليها اتصال هاتفي بسماحة السيد محمد الشوكي يجيب فيه عن سؤال بشأن: الانابة عن الامام في أعمال الخير
وحكاية موثرة اخرى من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة عنوانها هو: لن أذهب الا معك
أطيب الاوقات وانفعها نرجوها من الله لنا ولكم مع فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، تابعونا مشكورين.
معكم ايها الأحبة والفقرة العقائدية في البرنامج والعنوان الذي اخترناه لها وهو:
اهمية الايمان بالظهور المهدوي
روى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة مسندا عن مولانا الامام الباقر عليه السلام قال: "من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما اقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد". مستمعينا الاعزاء مضمون هذا الحديث الشريف مروي في عدة من المصادر الحديثية المعتبرة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ايضا كما في حديث الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري عن النبي الاكرم انه قال: "من انكر المهدي فقد كفر". وقد فسر العلماء معنى الكفر في هذا الحديث الشريف بالكفر العقائدي وليس الفقهي الذي يستتبع خروج المنكر من ربقة الاسلام بالكامل فتجري عليه احكام الارتداد. وعلى كلا المعنيين فان المراد هنا هو الانكار للظهور المهدوي المبارك من غير شبهة أو جهل بالاحاديث النبوية الصحيحة المبشرة بظهور الموعود اخر الزمان عجل الله فرجه. أي أن حكم الكفر المذكور في هذه الاحاديث يصدق على من علم بصحة الاحاديث الشريفة المبشرة بظهور المهدي ومع ذلك ينكر مضمونها، ففي ذلك كما هو واضح تكذيب لرسول الله الصادق الامين وتكذيبه صلى الله عليه واله وسلم كفر بلا شك.
ويمكننا بيسر مستمعيتا الافاضل ان نفهم سر شدة تأكيد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسليله وشبيهه الامام الباقر عليه السلام على كفر المنكر لحتمية الظهور المهدوي المبارك. أذ ان كثيراً من الاحاديث الشريفة المصرحة بذلك مروية من طرق مختلف المذاهب الاسلامية، وقد كتب عدة من علماء هذه المذاهب دراسات متعددة في اثبات صحة وتواتر هذه الاحاديث الشريفة على الأقل في اصل اثبات ظهور المهدي من ولد فاطمة سلام الله عليها في اخر الزمان. لذلك فان انكار هذا الامر من الصعب جدا ان يكون شبهة عقائدية، فلايكون الا عن جحود وانكار لأصل نبوة الخاتم صلى الله عليه واله وسلم وهذا من الكفر الصريح كما هو واضح، لمن اطلع على هذه الاحاديث الشريفة كما اسلفنا.
مستمعينا الافاضل، ماتقدم هو امر عقائدي مشترك بين مختلف المذاهب الاسلامية، ولكننا نجد في حديث الامام الباقر عليه السلام اضافة عقائدية وروحية مهمة. فهو يقول في الحديث الذي نقلناه في بداية هذه الفقرة "من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا، فمن شك فيما اقول، لقي الله وهو به كافر وله جاحد"، فهنا نلاحظ أولا ان الامام الباقر لم يقل: فمن أنكر ما أقول، بل قال عليه السلام: فمن شك فيما اقول، فما الذي يعنيه استخدام هذا التعبير؟ في الاجابة عن هذا السؤال نقول: ان من الواضح ان الشك مرتبة دون الانكار وفي ذلك تشديد على مغبة وتبعة عدم الايمان بحتمية ظهور المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه. هذا اولا، وثانيا فان في استخدامه عليه السلام لهذا التعبير تأكيداً في المقابل على المومنين ان يهتموا بأمر الاعتقاد بهذا الامر وتقويته في القلوب بدرجة لايرقى لها الشك فضلا عن الانكار. وهذا الامر يشير ايضا الى ان للاعتقاد بحتمية ظهور قائم ال محمد صلى الله عليه واله وسلم اثارا مهمة في سلوك الانسان ومسيرته الايمانية وتقوية روح الامل في قلبه خاصة وهو يعيش البراءة من حكومات الجور والفساد بمختلف اشكالها.
تابعوا احباءنا البرنامج بالاستماع للاتصال الهاتفي التالي مع ضيف البرنامج واجابته عن اسئلتكم بِشأن القضية المهدوية.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد اخت كريمة لن تفصح عن اسمها رمزت له بحرفي سين هاء تذكر قضية جرت لها، ملخص هذه القضية، هذه الاخت الكريمة تقول كنت اعاني بشدة من حفظ القرآن الكريم مع حبي الشديد لحفظ الايات الكريمة، توسلت من اجل ذلك بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الى الله تبارك وتعالى تقول في احدى الليالي رأيت الامام سلام الله عليه وعلى الاقل من تصورت من هو الامام سلام الله عليه في عالم الرؤيا وان الرؤيا كانت في هذه الحدود انه ابتسم سلام الله عليه لها، تقول بعد هذه الرؤيا عندما استيقظت وجدت تغييراً في نفسي، لم الاحظ في البداية التغيير العملي لاحظت تغيراً روحياً بعده اخذت عندما اقرأ القرآن اجد سهولة في حفظ الايات الكريمة، سؤالها هل ان هذا التغير الذي حصل لي يمكن ان يكون دليلاً على ان الذي رأيته في عالم الرؤيا هو الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
فيما يرتبط برؤية الامام صلوات الله وسلامه عليه او رؤية الائمة بصورة عامة لابد من الاشارة الى بعض النقاط، النقطة الاولى ان الرؤى بصورة عامة فيها ماهو صادق وفيها ماهو كاذب هذا الامر واضح وكما في الاحاديث هذا الامر ليس كل رؤيا هي صادقة هناك من الرؤى ماهو صادق وهناك من الرؤى ماهو اضغاث احلام هذه النقطة الاولى بأختصار طبعاً، النقطة الثانية التي نحب ان نشير اليها انه في ديننا في مذهبنا الرؤيا ليست بحجة شرعاً يعني لايمكن لأنسان ان يحتج بالرؤيا وان تكون حجة شرعية بالنسبة اليه فيما يرتبط بالدين وما الى ذلك هذه نقطة ثانية، النقطة الثالثة فيما يرتبط برؤية الائمة صلوات الله وسلامه عليهم هناك رواية تقول "من رأنا فقد رأنا فأن الشيطان لايتمثل بنا" لكن هذه الرواية تقول من رأنا فقد رأنا المفروض ان يتأكد انه رأى الامام، المفروض انه يعرف الامام قبل ذلك، يعرف الامام اذا رأه
المحاور: يعرف صفاته سماحة السيد؟
الشوكي: يعني الا اذا كانت الصفات دقيقة بحيث ان يعرف من رأى في الرؤيا هو نفسه الامام يعني تارة تقول لي اذا رأيتني في المنام وقد رأيتني وليس الشيطان متمثلاً بي، المفروض اعرفك انا حتى اذا رأيت في المنام اقول هذا هو الحاج عباس مثلاً
المحاور: يعني جرت سماحة السيد لبعض الاشخاص، عفواً للمقاطعة جرت لبعض الاشخاص رأوا احد المعصومين سلام الله عليهم في الرؤيا ثم عندما رجعوا الى الروايات الشريفة التي لم يطلعوا عليها من قبل وجدوا ان نفس الصفات المذكورة للمعصوم في الروايات التاريخية
الشوكي: نعم هذا لابأس به لكن يبقى مجرد الاحتمال لايمكن الجزم به هذا اقوله، لايمكن ان اجزم به ان الذي رأيته في المنام هو نفس الامام اذا لم اكن اعرف الامام بشخصه وشمائله بحيث اجزم ان الذي رأيته هو الامام على اية حال فهذه نقطة مهمة اخرى ينبغي الالتفات اليها، لاشك يمكن ان تكون الرؤيا صادقة وان الذي رآه فعلاً هو الامام صلوات الله وسلامه عليه ولكن اقول الجزم بذلك لمن لم يرى الامام في حياته هذا الجزم بذلك مشكلة، انا لااريد ان انفي المسئلة حتى لايصير هناك لبس عند الاخوة الكرام واما بالنسبة للاخت الكريمة التي عندها صعوبة في حفظ القرآن وتوسلت الى الله تبارك وتعالى بالامام المهدي عليه السلام ان ييسر عليها حفظ كتابه ورأت شخصاً في المنام ابتسم في وجهها بعد ذلك يسر الله عليها حفظ كتابه ونسأل من الله ان يديمها على ذلك وان يوفق الجميع لحفظ كتابه، حفظ القرآن الكريم تلك نعمة كبيرة. اقول انها لما توسلت لله تبارك وتعالى بالامام المهدي عليه السلام الى الله تبارك وتعالى ورأت شخصاً ابتسم لها ابتسامه لها بغض النظر عن كونه، هذا ليس دليلاً على انه هو الامام سلام الله عليه لكن هذه الرؤيا مبشرة وابتسامه لها كناية عن قبول توسلها يعني انا لما اطلب شيئاً منك وتعرض بوجهك عني دليل على ماذا؟ دليل على انك لن تريد ان تنفذ طلبي بينما اذا تبتسم لي دليل على انك تنوي ذلك فأبتسام ذلك الشخص دليل على استجابة دعوتها واستجابة توسلها وما رأته بعد ذلك من تيسير في حفظ كتاب الله هو راجع الى قبول الدعوة، هل يمكن ان يكون دليلاً على ان هذا الذي رأته الامام صلوات الله عليه؟ هذا لايمكن ان يكون دليلاً، ربما هو روحي له الفداء وربما الله عزوجل اراد ان يبشرها من خلال هذا الشخص الذي رأته في المنام بأن دعوتها قد استجيبت والله العالم بحقائق الاحوال.
ونتابع تقديم هذه الحلقة من البرنامج بنقل حكاية اخرى من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة، عنوان حكاية هذه الحلقة هو:
لن أذهب الا معك
حكاية هذه الحلقة جرت مستمعينا الافاضل للعلامة الجليل الشيخ محمود الميثمي من أفاضل تلامذة آية الله المجدد الشيرازي قدس سره الشريف. وقد نقلها العلامة الميثمي في كتابه القيم (دار السلام في أحوال الامام صاحب الزمان عليه السلام)، ونلاحظ فيها لطفا خاصا من الامام عليه السلام أنقذ به هذا العبد الصالح من أزمة روحية شديدة عصفت به وهي بذلك تعرفنا بأحدى مصاديق رعاية أمام العصر أرواحنا فداه للمومنين واحد أساليبه في ذلك وهو اسلوب الحضور في عالم الرؤيا الصادقة. تابعونا اعزاءنا للاستماع لهذه الحكاية.
قال آية الله الشيخ محمود الميثمي رضوان الله عليه على الصفحة ٥۰۸ من كتابه (دار السلام) في طبعته الفارسية: اثناء مدة اقامتي في النجف الاشرف، طرق ذهني التفكير بأمر عاقبتي وضلت تراودني الافكار بشأنه مدة، فأنبعث في قلبي حالة شديدة من الاضطراب والقلق تجاه مستقبلي الاخروي بعدما لاحظت كثرة السالفين والمعاصرين من الذين كانوا في بداية أمرهم في زي الاخيار ثم انقلبوا على اعقابهم وماتوا وهم على عقائد باطلة فكانت عاقبة أمرهم السوأى. بقيت مدة اعاني من هذه الافكار الى ان شاهدت ذات ليلة في عالم الرؤيا الصادقة مولاي صاحب الزمان روحي فداه وهو حاضر في مسجد الهندي وهو من المساجد المهمة في النجف الاشرف.
ايها الاخوة والاخوات، ولكن كيف انقذ الامام صاحب الزمان عليه السلام هذا العلامة الجليل من أزمته الروحية تلك؟ للحصول على الاجابة نبقى مع آية الله الميثمي وهو يتابع نقل رؤياه الصادقة هذه حيث قال رضوان الله عليه: كان الامام روحي فداه في انتهاء قاعة المسجد، وقد أحاط به جمع من الناس فوقفت ما بين بابي المسجد لكي اسلم عليه عند خروجه، وهذا ما كان، فعندما اقترب مني هويت على قدميه وقلت له وأنا اجهش بالبكاء: فديتك يامولاي كيف ستكون عاقبتي؟ وهنا مد عليه السلام يده المباركة وأقامني بكل عطف ورأفة ورحمة، وابتسم في وجهي بكل ملاحة وقال: "لن أذهب الاّ وانت معي"!، وعندها فهمت ان مقصوده هو: لن ادخل الجنة الا وأنت معي. امتلأ قلبي بالسرور والبهجة وأنا اسمع بهذه البشارة، وزالت عني تلك الافكار بالكامل بعد هذه الرؤيا المباركة.
رزقنا الله وأياكم مستمعينا الافاضل حسن العاقبة والنجاة في الدنيا والاخرة ببركة التمسك بحبل مودة وولاية محمد واله الطيبين الطاهرين، اللهم آمين.
والى هنا ينتهي لقاؤنا بكم ضمن حلقة اليوم من برنامج شمس خلف السحاب استمعتم لها من طهران صوت الجمهوريتة الاسلامية في ايران، نشكر لكم طيب الأصغاء والمتابعة ونترككم في رعاية الله.