وكان يمتلكه الحاج ملك التجار، جد الأستاذ الهي قمشه اي الذي هاجر من البحرين الى اصفهان في زمن نادرشاه، وكان الحاج ملك تاجراً ثرياً وأول من جعل الوقف رسماً في ايران، وأوقف شطراً كبيراً من امواله وممتلكاته.
وفي فترة حكم ناصر الدين شاه قاجار اصبح البستان تحت تصرف المسؤول المالي لحكومة اصفهان، وقام فيما بعد ابن هذا المسؤول واسمه الحاج محمد ابراهيم خان، الذي كان مشهوراً باسم ملك التجار، بانشاء مبنى انكورستان وخصصه لاقامة مراسم العزاء. وبني هذا المبنى على يد الاستاذ حسين جي، وتاريخ الوقف هو في العام 1341 للهجرة.
وهذا المعلم تعود ملكيته حالياً لمنظمة الاوقاف، وتجري فيه مسابقات لقراءة القرآن ومراسم العزاء، علاوة على اقامة عقد قرآن العوائل الفقيرة. وكان يفترض ان تجري هذه المبادرة طبقا لوصية ملك التجار بعد وفاته، وتقام فيه مراسم عزاء مختلفة من قبل الناس.
يذكر ان كافة مساحات الباحة المسقفة والمطعم وغرفة الضريح والغرف الاخرى في اطراف الباحة جميعها مزينة بأعمال الجص الفنية والمرايا والكاشي. كما ان الاعمدة في المطعم والباحة مغطاة بطبقة من الخشب مع زينة في قواعدها وفي اعلاها، وهناك تحت المطعم طابق تحت الارض يدخل اليه النور عبر مناور في الباحة الجنوبية. ويوجد فيه حمام ذو سقف على شكل قبة، وهو جميل للغاية.
والدار يحتوي على باحتين خارجية وداخلية، كما هي في دور الفترة القاجارية، وتجري في الباحة الخارجية مراسم خاصة للرجال، اما الباحة الداخلية فيوجد فيها حوض ماء لافت للنظر وحديقة صغيرة، ويعملان على تحسين درجة حرارة الدار، وقد جرى تسقيف هذه الباحة لاحقاً على يد ملك التجار، وأزيل الحوض والحديقة الصغيرة، ليتوفر متسعا من المساحة لتواجد النسوة اثناء مراسم العزاء.
ويذكر ان سقف هذا المكان مصنوع من الخشب، ومعظم الاثرياء قاموا بتسقيف منازلهم على هذا الشكل. وهناك حول هذا القسم مخطوطة ابيات شعر لمحتشم كاشاني، تشير الى ان المكان هو حسينية.
وتوجد في المبنى صالة رئيسية شتوية (غرفة الضريح) وتحتوي على خمسة ابواب وتقع في القسم الشمالي للباحة الداخلية. وفيها اعمال زينة كثيرة، ما يدل على انها استخدمت لاستضافة زائري ملك التجار، وفي حين ان الاثرياء في الماضي كانوا يوصون بدفهنم في النجف الاشرف أو كربلاء المقدسة، الا ان ملك التجار اوصى بدفنه في داره، وقد دفنت زوجته ايضا بجواره.
والصالة الرئيسية الصيفية، هي عبارة من مبنى ذي جمالية عالية واقع وسط البستان، وزجاج شبابيكها ملون يريح النظر، وابواب هذه الصالة مصنوعة لتنفتح الى الاعلى. وتوجد فيها غرف، منها اثنتان كانتا مخصصتين من قبل ملك التجار لزواج العوائل المستضعفة.