حيث الجدران القديمة من الطابوق والرطبة، التي يشعر المرء برطوبتها عندما يتكئ عليها، وأعمدة الكهرباء الخشبية، والازقة المتداخلة الضيقة التي اخذت بالتوسع بعد الشروع بتشييد ابنية جديدة قصيرة وعالية بزجاجها العاكس، وحلت محل تلك الدور القديمة بباحاتها المركزية المحتوية على حدائق صغيرة مزروع فيها خضروات متنوعة، والفتحات في جدرانها المحيطة، والبلكونات والجدارة على السطح وحواشي الطرقات من الطابوق، أو بناء مرتكيات وأزقة متعرجة التي تسمح بعبور الرياح حاملة النسائم الباردة. وفي المجموع، لمدينة شوشتر هندسة وتكوين تقليدي خاص بها.
أما دار كجباف شوشتر فمثلها مثل العديد من الدور في الاحياء التاريخية للمدينة، ويعود ماضيها الى العهد القاجاري، وفي حين ان سنة انشائها غير معروفة بالدقة، لكن نظراً لمجاورتها لدار للسادة التي بنيت في العام 1303 هجري قمري، وفقاً للوحة موجودة فيها، وكذلك دار رحيمي التي تفيد لوحة على واجهتها بأن بنائها كان في العام 1335 هـ.ق. فلابد انها بنيت في نفس تلك الفترة.
وتبلغ مساحة دار كجباف شوشتر 180مترا مربعا، وتحتوي على 3 طوابق، واحد ارضي واثنان تحت الارض. واستخدمت في تزيينه الاحجار. اما المدخل الى الدار فهو مصمم على اجمل ما يكون بين الدور التاريخية الاخرى في الحي القديم بالمدينة. وبين التزيينات يشاهد اسم (علي)، وهو المهندس المعماري للدار.
وعند عبور المدخل يواجه المرء صالة مثمنة ثم يصل الى الساحة الخلفية. وخلافاً للدور الاخرى في شوشتر التي تواجه ايواناتها الجبل وجهة الشمال، فان دار كجباف شوشتر يواجه ايوانه جهة الشرق وذلك بسبب شكل مساحة قطع الارض المحيطة.
وتوجد على جانبه الشرقي غرفتان وايوان واحد، وفي الجانب الشمالي غرفة صغيرة ومدخل الى السطح ومدخل الى الطوابق تحت الارض وايضا مدخل الى السرداب الذي يتوجه اليه الساكنون هرباً من الحر القائض.
وهذا السرداب، الموجود كثير منه في الدور بمدينتي شوشتر ودزفول يحصل على انارته من حفر فتحات في الساحة. ويكون على شكل طاق بسبب نوع التربة في شوشتر.