بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴿1﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴿2﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴿3﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴿4﴾ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴿5﴾ كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴿6﴾ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴿7﴾ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴿8﴾ أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴿9﴾ عَبْداً إِذَا صَلَّى﴿10﴾
أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى﴿11﴾ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى﴿12﴾ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴿13﴾ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴿14﴾ كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴿15﴾ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴿16﴾ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ﴿17﴾ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴿18﴾ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴿19﴾
=====
سورة العلق، أو اقرأ، هي السورة السادسة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من سور القرآن الكريم، واسمها مأخوذ من الآية الثانية. هذه السورة من سور العزائم لاشتمالها على آية فيها سجدة واجبة. تتحدث عن خلقة الإنسان وتكامله في ظل لطف اللّه وكرمه، وعن تعليمه وتمكينه من القلم، ثمّ تتطرق إلى طغيان الإنسان رغم كل ما توفرت له من هبات إلهية وإكرام ربّاني.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ في يومه أو ليلته اقرأ باسم ربّك، ثمّ مات في يومه أو ليلته مات شهيداً، وبعثه اللّه شهيداً، وأحياه شهيداً، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل اللّه عز وجل مع رسول اللّه صلي الله عليه وآله وسلم.
تسميتها آياتها
سميت هذه السورة بـــ(العلق)؛ من قوله تعالى في الآية الثانية: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾، والعلق جمع علقة، وهي مبدأ نشوء الإنسان وتكوّنه من نقطة الدم يتطوّر ويتحوّل ليصبح إنساناً سوياً بقدرة الله وعلمه وحكمته، وتسمى أيضاً سورة (إقرأ) و(القلم)، وآياتها (19)، تتألف من (72) كلمة في (281) حرف. وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة. وهذه السورة هي رابعة السور التي تسمى بــالعزائم لاشتمالها على آية فيها سجدة واجبة.
ترتيب نزولها
سورة العلق، من السور المكية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبيصلي الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (1)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (96) من سور القرآن.
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
(عَلَقٍ): جمع علقة: وهي القطعة الجامدة من الدم التي تعلق لرطوبتها، فإذا جفت لا تسمى علقة.
(لَيَطْغَى): الطغيان: تجاوز الحدّ في العصيان.
(لَنَسْفَعَنْ): السفع: الجذب بشدة وقوة.
(بِالنَّاصِيَةِ): شعر مقدّم الرأس.
(الزَّبَانِيَةَ): من الزّبن: وهو الدفع، وقيل مفرد الزبانية زبنية، وقيل: زبنى، وقيل: زابن والمراد بهم الملائكة الموكلين بتعذيب العصاة.
محتواها
تبدأ السورة بأمر النّبي صلي الله عليه وآله وسلم بالقراءة. ثمّ تتحدث عن خلقة الإنسان بكل عظمته من قطعة دم تافهة، وتكامله في ظل لطف اللّه وكرمه، وعن تعليمه وتمكينه من القلم، ثمّ تتطرق إلى طغيان الإنسان رغم كلّ ما توفرت له من هبات إلهية واكرام ربّاني، وتشير بعد ذلك إلى ما ينتظر اُولئك الصادين عن طريق الهداية والمانعين لأعمال الخير من عقاب، وفي ختام السّورة أمر بالسجود والاقتراب من ربّ العالمين.
بدأ نزول الوحي مقرون ببداية حركة علمية
ذهب أغلب المفسرين أنّ بداية نزول الوحي هو بدأ فصل جديد في تاريخ البشرية، وأضحت الإنسانية مشمولة بأعظم الألطاف الإلهية وبأكمل الأديان وخاتمها، واستمرّ نزول الوحي حتى اكتمل التشريع الإلهي. فإنّ آيات السورة نزلت في بيئة اجتماعية تسودها الأمّية والجهل، لتتحدث أولاً عن العلم وعن القلم مباشرة بعد ذكر نعمة الخلق.
شأن النزول
عن عائشة أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتعبّد فيه، ثم يرجع إلى خديجة، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: أقرأ قلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: أقرأ فقلت: ما أنا بقارئ قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: أقرأ فقلت ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ فرجع بها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا ما يخزيك الله أبداً انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة العلق أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصّل كله.
عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ في يومه أو ليلته إقرأ باسم ربّك، ثمّ مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وبعثه اللّه شهيداً، وأحياه شهيداً، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل اللّه عز وجل مع رسول اللّه صلي الله عليه وآله وسلم.
وردت خواص كثيرة، منها:
عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأها وهو متوجه في سفره كُفي شرّه، ومن قرأها وهو راكب البحر سلِم من ألمه بقدره الله تعالى.