البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 19 من سورة المرسلات

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1053

 

بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد كما هو أهله ثم أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، مستمعينا الأطائب في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم وأنتم تستمعون الى تفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم ضمن برنامج "نهج الحياة" حيث سنشرع في حلقتنا هذه تفسير سورة المرسلات المباركة بدءً بالإستماع الى آياتها الأولى حتى السابعة منها على بركة الله..

بسم الله الرحمن الرحيم.. وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً{1} فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً{2} وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً{3} فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً{4} فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً{5} عُذْراً أَوْ نُذْراً{6} إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ{7}

كلمة "عرف" أيها الأحبة، تعني متتال، ويطلق على الشعر النابت في محدب رقبة الفرس، وأيضاً تكون بمعنى الجود والمعروف.

ووردت ثلاثة تفسيرات للأمور الخمسة التي ذكرت في الآيات الأولى أي (المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات والملقيات) فيعتقد بعض المفسرين أن المراد بها هو الرياح والعواصف، ويعتقد بعض أن المراد بها هو أنواع من الملائكة؛ ويعتقد بعض أن المراد بها هو أنواع من الملائكة.

ويمكن أن يكون القسم بالملائكة والرياح سوياً، للشبه بين الريح والملاك، فكلاهما خفيف وسريع، ولكليهما دور في الخلق وتدبير الأمور.

وأما كلمة "ملقيات" أيها الأفاضل، جاءت بصيغة الجمع، وقد يكون بسبب أنه في بعض الأحيان تنزل ملائكةٌ مع ملاك الوحي أي جبرائيل، وقد يكون بسبب أن الملائكة وأحياناً أفراداً ما وأموراً أخرى يكونون سبباً في تذكير الإنسان ويلقون أموراً الى الإنسان.

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات الشريفة أولاً: كل ما يرسل من قبل الله تعالى مقدس ويجوز القسم به.

ثانياً: لا يقع شيء مصادفة في نظام الوجود، حتى الريح، يرسلها خالق الكون.

ثالثاً: في النظرة الإلهية الى الكون، لكل من الشدة واللطافة مكانهما وقيمتها.

رابعاً: يجب أن يسد الطريق أمام الإعتذار والتحجج في المهام الإرشادية.

وخامساً: الإنسان بحاجة دائمة للتذكير بالقيامة.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، ننصت وإياكم الى تلاوة الآيات الثامنة حتى الرابعة عشرة من سورة المرسلات المباركة..

فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ{8} وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ{9} وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ{10} وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ{11} لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ{12} لِيَوْمِ الْفَصْلِ{13} وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ{14}

"الطمس" أيها الكرام، هو الهلاك والمحو، وقد يكون المقصود هو ذهاب نورهم؛ وبما أن "الفرج" بمعنى الشق، فآية "وإذا السماء فرجت" تعني انشقاق السماء وتشتتها إلى قطع.

أما "أقتت" فمن وقت وتعني تحديد الوقت ليشهد الأنبياء يوم القيامة، وقد أشير إلى هذا الأمر مرات عدة في القرآن الكريم.

كما عبرت هذه الآيات عن عظمة يوم القيامة بثلاثة تعبيرات لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ{12} لِيَوْمِ الْفَصْلِ{13} وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ{14} وتكرار كلمة (يوم) يدل على عظمة ذلك اليوم.

ومما نستلهمه من هذه الآيات المباركة أولاً: الوحي هو السبيل الوحيد لمعرفة حقيقة القيامة. وثانياً: لقد عُيّن وقت محدد للأنبياء ليشهدوا على أممهم يوم القيامة.

إخوتنا الأفاضل، في هذه اللحظات، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيات الخامسة عشرة حتى التاسعة عشرة من سورة المرسلات المباركة..

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{15} أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ{16} ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ{17} كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ{18} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{19}

أيها الأحبة، تكررت في هذه السورة جملة " وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ" مرات عدة، ونلاحظ هذا التحذير عند نهاية كل آية.

كما تستخدم كلمة "ويل" للتحذير والتهديد بالعذاب والهلاك، وبناءً على بعض الروايات فإنه إسم واد في جهنم أو إسم لأحد أبوابها.

ومما نستقيه من منهل هذه الآيات الكريمات أولاً: المكذبون بيوم الدين معرضون للهلاك وعذاب الله لهم هو سنة إلهية.

ثانياً: ينبغي إيقاظ الضمائر الغافلة بتذكيرها بتاريخ السابقين.

ثالثاً: التكذيب بالدين له تاريخ عريض.

رابعاً: ستؤول الحضارات البشرية إلى الأفول والسقوط لو تخطت حدود الدين وستعطي مكانها لحضارات أخرى.

خامساً: تكذيب الدين والقيم الدينية هو منبع الإجرام والفساد في المجتمع.

سادساً: عذاب الله تابع لقانون، ولا يشمل إلا المذنبين والمجرمين.

وسابعاً: العذاب الإلهي ليس مبنياً على الإنتقام؛ ولكنه مبني على استحقاق الإنسان له.

إخوة الإيمان، إلى هنا نصل وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر دمتم بخير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة