ويشير هذا التصعيد الإسرائيلي ضد وسائل الإعلام والصحافيين إلى أن لدى الاحتلال قرار بإسكات كل من يمكن إسكاته من الصحافيين الذين يُمكن أن يكونوا أداة لنقل الحقائق حول ما يجري في الأراضي الفلسطينية.
وأفادت نقابة الصحافيين، ومقرها رام الله في الضفة الغربية المحتلة، في بيان لها بأن الصحافيين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد لا يزالان في عداد المفقودين.
وذكرت أن نحو 50 مقراً ومركزاً لمؤسسات إعلامية تدمرت نتيجة القصف.
وفي الضفة الغربية المحتلة، رصدت النقابة أكثر من «50 حالة احتجاز ومنع الطواقم من العمل، واعتداءات بالضرب، ومصادرة وتحطيم معدات صحافيين» بالإضافة إلى تعرّض عدد منهم للتهديد، سواء من الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين.
وأكدت النقابة اعتقال القوات الإسرائيلية ثمانية صحافيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية منذ السابع من الشهر الحالي.
وارتفع بذلك عدد الصحافيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي حالياً إلى 25 صحافياً معتقلاً، أقدمهم الصحافي عبد الناصر عيسى من نابلس المسجون منذ أكثر من 28 عاماً.
وفي هذه الأثناء، حملت عائلة الصحافي الجريح معاذ عمارنة من مخيم الدهيشة في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حالته الصحية أثناء الاعتقال، مطالبة المؤسسات الحقوقية والصحافية بالضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنه.
وحسب عائلة الصحافي معاذ عمارنة، فإنّ قوات الاحتلال اعتقلته من منزله في مخيم الدهيشة فجر الاثنين السادس عشر من الشهر الحالي، وعلمت العائلة من مصادر قانونية أن معاذ تعرض للضرب والتنكيل أثناء الاعتقال، رغم ما يعانيه من أمراض، نتيجة لإصابته بالرصاص الحي في عينه خلال تغطية صحافية عام 2019.
وأكدت عائلة الصحافي معاذ عمارنة أنّ مكتب الشكاوى في القدس أبلغ العائلة بنقله لسجن مجيدو من دون أي محاكمة أو تحقيق، مشيرةً إلى أن معاذ يحتاج لنظارة طبية، بعد أن كسرت نظارته أثناء اعتقاله، ولم يتم السماح له بوضع العين الاصطناعية التي يستخدمها.
وأشارت عائلة معاذ عمارنة إلى أنّه يحتاج إلى دواء السكري ومسكّن قوي لآلام الرأس، مع العلم أنّ معاناته مع هذه الأمراض بدأت إثر إصابته عام 2019.
وفي لبنان، قتل الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الـ13 من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، المصوّر الصحافي العامل في وكالة «رويترز» عصام عبد الله، وأصاب صحافيين من مؤسسات إعلامية أخرى بينها «فرانس برس» و«الجزيرة» بعد قصفه بلدة علما الشعب جنوب لبنان، وسط تأكيدات من الزملاء الذين نجوا من الاعتداء بأنّ الاستهداف كان مباشراً ومتعمّداً.
وأكد الجيش اللبناني أن عصام عبد الله استشهد بعدما «أطلق العدو الإسرائيلي قذيفة صاروخية أصابت سيارة لفريق إعلامي في علما الشعب».
واتّهم الجيش اللبناني صباح الجمعة الـ20 من الشهر الحالي إسرائيل بقتل عضو في فريق صحافي كان في مهمّة جنوب لبنان، لتغطية الاشتباكات الدائرة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي.
وأفاد الجيش اللبناني، في بيان، بأنّه «أثناء قيام فريق إعلامي من سبعة أشخاص بالتغطية الإعلامية قرب موقع العبّاد التابع للعدو الإسرائيلي في خراج بلدة حولا، استهدفهم عناصر العدوّ بأسلحة رشّاشة ما أدّى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخر».
وأضاف أنه «عمل بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان على نقل الشهيد والمصاب إلى أحد المستشفيات، ونقل سائر أعضاء الفريق إلى مكان آمن».