موضوع البرنامج:
التطلع العام للظهور المهدوي
فتن آخر الزمان
خطبة عمتي زينب
متى مليك الورى في نور طلعته
يجلو دياجي الرزايا عن رعيته
متى ينادي المنادي باسمه علنا
هذا إمام الهدى بشرى لشيعته
متى يقوم بأمر الله قائمنا
فيصلح الدين والدنيا بنهضته
متى يقوم لنصر الدين ناصره
وينشر الراية العظمى لنجدته
فمن سواه لدين الله منتصر
ومستجيب إذا يدعو لدعوته
فها هو الدين أمسى بأسمه لهجا
ومستغيثا بحاميه وحجته
مقوم كل معوج يسام به
بماضيين شبا الماضي وعزمته
*******
بسم الله وله جزيل الحمد والشكر والثناء ذي الألاء والنعماء، وأزكى صلواته وتحياته على أحب خلقه إليه محمد وآله الطيبين لا سيما خاتم الأوصياء أرواحنا فداه
السلام عليكم أيها الأعزاء
بأبيات عزاء من أحدى القصائد المهدوية للعالم التقي الشيخ عبد المغني من ذرية الحر العاملي رضوان الله عليه إفتتحنا هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب ولنا معكم فيه محطات نعرفكم بعناوينها وهي:
وقفة عند خطبة لمولانا أميرالمؤمنين – عليه السلام – تحت عنوان: التطلع العام للظهور المهدوي
وإجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: فتن آخر الزمان
وحكاية من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية عنوانها: خطبة عمتي زينب.
نسأل الله أن تقضوا أنفع الأوقات مع فقرات البرنامج
*******
كان لنا ايها الأخوة والأخوات في عدة حلقات سابقة وقنات عند خطبة علوية مهمة بشأن العقيدة المهدوية، ووقفة لقاء اليوم عنوانها هو:
التطلع العام للظهور المهدوي
في خطبته التي يذكر فيها غيبة المهدي الموعود وظهوره عجل الله فرجه والمروية في كتاب الكافي لثقة الاسلام الكليني قال مولانا الامام علي – عليه السلام – بعد إشارته الى حكم الظالمين في عصر الغيبة:
"ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد وإنقضت المدة وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير فاذا كان ذلك فراجعوا التوبة وأعلموا أنكم إن إتبعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج الرسول – صلّى الله عليه وآله – فتداويتم من العمى والصمم والبكم وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ولا يبعّد الله الا من أبّي وظلم وإعتسف وأخذ ما ليس له " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ " (الشعراء۲۲۷ )"
*******
في هذا المقطع يتحدث مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام– عن مجموعة من أهم علامات ظهور المهدي المنتظر – عجل الله فرجه الأولى هي التي يتضمنها قوله – عليه السلام – "ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم"...
والمراد هنا الحكومات غير الإلهية والمعنى هو أن الظهور المهدوي المبارك يكون بعد أن يذوب ما في أيدي هذه الحكومات من عناصر القدرة على إستقطاب تأييد الناس أي يتضح عجزها عن تلبية الطموحات الإنسانية للشعوب وعدم مصداقية شعارات الإنقاذ وتحقيق السعادة للإنسان التي تعرضها لتسويغ إستحواذها على حكم الشعوب.
وفي هذه الحالة ييأس الناس من هذه الحكومات والتيارات السياسية غير الإلهية ويتطلعون للمنقذ الإلهي وحامل الرسالة السماوية القادر على تلبية طموحات الإنسان في العدالة والسعادة والرقي المادي والمعنوي. وتحقيق هذه الحالة هو من أهم الممهدات العامة لظهور الإمام المنتظر – عجل الله فرجه الشريف -.
*******
مستمعينا الأكارم، أما العلامة الثانية للظهور المهدوي التي يذكرها سيد الوصيين في النص المتقدم فهي التي تلي زمانياً العلامة الأولى، وهي التي يتضمنها قوله – صلوات الله عليه -: "لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد وإنقضت المدة".
والمراد من هذا هو أن إتضاح فشل التيارات غير الإلهية عن تحقيق السعادة التي ينشدها الإنسان يتصل ببدء المرحلة النهائية من التمحيص والغربلة لإعداد المجتمع البشري وتهيأته لظهور المنقذ الإلهي الموعود وإقامة الدولة المهدوية العادلة.
والمستفاد من الأحاديث الشريفة الأخرى المتحدثة عن مرحلة ما قبيل ظهور بقية الله المنتظر – أرواحنا فداه، هو أن عملية التمحيص والغربلة هذه تكون بعد إنقضاء مدة الإمهال الإلهي للظالمين، فتكون عملية شديدة تفرز عن تمايز واضح بين جبهتي الحق والباطل أي أن حجب وغبار التضليل والخداع تزال بالكامل ويتضح إنضمام كل فرد إما الى جبهة الحق والعدل أو الى جبهة الكفر والظلم.
*******
أما العلامة الثالثة للظهور المهدوي المرتقب التي يذكرها إمامنا سيد الوصيين في النص المتقدم، فهي المشار إليها في قوله – صلوات الله عليه -:
"وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير، فاذا كان ذلك فراجعوا التوبة".
مستمعينا الأفاضل:
فسر بعض الباحثين النجم المذنب والقمر المنير بأنها أوصاف يراد بها الإشارة الى ظهور المهدي الموعود نفسه عجل الله فرجه.. في حين يميل عددٌ أخر من الباحثين الى الآخذ بظواهر الأحاديث الشريفة المتحدثة عن هذه العلامة من علامات ظهور المهدي المنتظر عليه السلام وعلى أي حالٍ فإن المستفاد من مجموع النصوص الشريفة أن الله عزوجل يظهر قبل ظهور وليه المهدي مجموعة من الآيات السماوية للتبشير بهذا الظهور وكذلك للتحذير من الغفلة عن الإستعداد لهذا الظهور المقدس.. ولذلك نجد مولانا أميرالمؤمنين –عليه السلام– يدعو الى التوبة عند ظهور هذه العلامة كتعبير عن إستعداد لنصرة قائم آل محمد – عجل الله فرجه-.
*******
أيها الأخوة والأخوات، حان الآن موعدكم مع الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم، فلنسمع معاً للإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اعزاءنا اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة السيد من الاسئلة التي وصلت الى البرنامج سؤال عن الدعاء الى الله تبارك وتعالى طلباً للنجاة من فتن اخر الزمان، الحث على هذا الدعاء شاع بين الناس فهل هذا الامر وارد وماالمقصود منه؟ هذا هو سؤال الاخ كريم عبر البريد الالكتروني بعثه لنا فما هي الاجابة عن هذا السؤال سماحة السيد تفضلوا
الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
بالنسبة الى فتن اخر الزمان الحقيقة ورد الكثير من الاحاديث حولها في الروايات الشريفة، طبعاً فتن اخر الزمان لها فلسفة لا شك ولا ريب يعني هي لتمييز الناس، لأختبار الناس، لفرز الناس يعني هناك فرقان كبير سوف يأتي وهو الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وقبل هذا الفرقان ايضاً هناك فرقان او مجموعة من الحوادث والفتن والامور التي كل واحدة منها تشكل فرقاناً بمعنى انها تفرق بين جبهة الحق وجبهة الباطل فالفتن هدفها الاساس هو التمييز والتفريق وخلق جبهة مؤمنة واستلال المؤمنين من رحم هذه الفتن لأنه الانسان المؤمن اذا مر بمجموعة من الفتن خصوصاً اذا كانت دوامة عنيفة وخرج منها ناجحاً منتصراً لا شك انه يخرج مؤمناً قوياً عظيماً في ايمانه فهي تهدف الى التمييز والتفريق بين الجبهات وتهدف الى خلق قاعدة مؤمنة وقوية وصلبة في ايمانها تكون قد مرت بمجموعة فتن وخرجت منتصرة منها فلا تؤثر عليها فتنة اخرى فهذا هو تقريباً فلسفة الفتن ما قبل الظهور وفلسفة اخر الزمان وفتن اخر الزمان "لتغربلن ولتمحصن حتى يخرج في الغربال خلق كثير" فالموقف من الفتنة واضح ولكن موقفنا من الفتنة، ماذا نصنع لكي ننجو من هذه الفتن ولكي لا نسقط فيها لأن الكثيرين سيسقطون فيها، اعوذ بالله، الحقيقة هناك مجموعة من الخطوات اولها هو الدعاء وهذا امر يعلمنا اياه القرآن الكريم، القرآن الكريم يقول "رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (يونس۸٥) فعلى الانسان ان يدعو دائماً ان لا يكون مادة للفتن، ان يجنبه الله تبارك وتعالى الفتن العمياء الصماء واذا وقع في هذه الفتنة يطلب من الله عزوجل ان يرزقه البصيرة التي تمكنه من ان يخرج من هذه الفتن سالماً فالدعاء هو الاساس لا شك ولا ريب
المحاور: سماحة السيد عفواً للمقاطعة، اتذكر حديثاً للامام الصادق سلام الله عليه يذكر فتن عصر الغيبة يقول ما مضمون الحديث الشريف، بعض هذه الفتن لا ينجي منها غير الدعاء يعني غير الدعاء ليس هناك وسيلة يعني يأمر بالاستغاثة بالله تبارك وتعالى، هل هذا يشمل هذا النمط من الفتن الذي اشرتم اليه يعني؟
الشوكي: لا شك، في ادعيتنا هذا وارد كثيراً استاذ عباس يعني عندنا في الصحيفة السجادية "وفقني اذا اشتبهت علي الامور لأرضاها واذا تناقضت الملل لأهداها" فالدعاء هو في زمن الفتنة بعض الفتن محبوكة بشكل انه حتى صاحب البصيرة تضيع عليه يعني الكثير من الناس الذين كان يظن انهم اصحاب بصائر واذكياء ويقرأون الاوراق جيداً ويقرأون الخلفيات، خلفيات المواقف ولكن سقطوا في الفتنة فأذن لابد من ضمانة الهية، الضمانة الالهية يوفرها الدعاء والانقطاع الى الله تبارك وتعالى هذه خطوة اولى اساسية، هناك خطوات اخرى اهمها القرآن، التمسك بالقرآن لأن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال في اكثر من حديث واكثر من مصدر "لقد اقبلت عليكم الفتن كقطع الليل المظلم يتبع اولها اخرها فعليكم بالقرآن فأنه صادق مصدق ...الخ" فعليكم بالقرأن والقرأن طبعاً هو العترة لأن "ماان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً"، ثلاثة الوعي والبصيرة لأن العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، لا يكون الانسان باب بسيط وساذج حتى يركبه من يشاء يركبه ويتخذه وسيلة وورقة يحترق من خلالها في الفتنة وهو يصعد الى امور اخرى واهداف اخرى، اربعة ايضاً من الخطوات الاساسية التحرز مدى الامكان من الدخول في دوامات الفتن يعني الامام علي عليه السلام يقول "كن في الفتنة كأبن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب" يعني لا تجعل نفسك مطية يركبها الناس، يركبها اصحاب المشاريع الفتنوية لكي يصلون من خلالك الى موارد او مناصب او ماشابه ذلك ولا تكن لهم ضرعاً يحتلبونك ثم يلقونك كما يلفظون النواة كذلك ايضاً من الخطوات الاساسية تقوى الله عزوجل واللجوء الى الله تبارك وتعالى لأنه من يتقي الله يجعل له فرقاناً يميز به بين الحق والباطل كذلك ايضاً الاعتماد على العلماء الربانيين الواعين، العلماء الحقيقيين واللجوء اليهم ولا ينبغي للانسان ان يصدق وان يسير وان يهتف لكل من هب ودب وانما يتحرى وهذه وظيفة اساسية العالم الذي يأخذ منه دينه، العالم العارف بدينه والحريص على دينه، المطيع لأمر مولاه غير المتبع لهواه. اذن هناك مجموعة خطوات هذه كل واحدة تحتاج الى تفصيل ولكن هذه مجموعة خطوات اهمها ما اشار اليه الاخ الكريم وهو اللجوء الى الله تبارك وتعالى بالدعاء ان ينجينا من هذه الفتن وان يكتب لنا السلامة في الدين والدنيا.
*******
أما الفقرة التالية من البرنامج فهي حكاية أخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة، عنوانها هو:
خطبة عمتي زينب
كتب المرحوم آية الله السيد نور الدين الجزائري في كتابه القيم
(الخصائص الزينبية) على الصفحة ۲۱۱ وما بعدها، يقول: في أيام إقامتي في النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية في حوزتها العريقة، كان يقيم فيها سيدٌ زاهدٌ وتقي لكنه كان أمياً لا يحسن القراءة والكتابة. وذات يوم كان هذا السيد في المشهد العلوي يزور مولاه أمير المؤمنين – عليه السلام -، فرأى أحد الزوار الأتراك جالساً في زاوية من الروضة وهو يتلو القرآن بصورةٍ مؤثرة، وهنا تأثر هذا السيد الجليل وخاطب نفسه بعتابٍ شديد قائلاً: أيليق بك أن تبقى أمياً محروماً من القدرة على تلاوة القرآن وهو كتاب جدك، في حين يقبل على قراءته الترك والديلم؟
وإثر هذه الحادثة دفعته غيرته وهمته الايمانية الى أن يقسم أوقات عمله الى قسمين، قسم خصصه لكسب المعيشة حين كان يعمل في السقاية، فيما خصص القسم الثاني للدراسة والتعلم، وقد طوى مدارج طلب العلم حتى بلغ مرتبة حضور دروس السطوح العالية وما يعرف بدرس البحث الخارج حيث تتلمذ فيه على يد زعيم الحوزة العلمية آية الله الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي (صاحب فتوى النهضة الدستورية في إيران المتوفى سنة إثنتي عشر وثلاث مئةٍ والف للهجرة). بل وبلغ مرتبة الاجتهاد كما إحتمل بعض معاصريه.
*******
مستمعينا الأفاضل، ويظهر مما نقله آية الله السيد نور الدين الجزائري أن هذا العبد الصالح قد بلغ مراتب عالية في مدارج الايمان والتقى الى جانب تطوره العلمي، يقول السيد الجزائري في تتمة حكايته: -
وقد حدثني هذا السيد الجليل والعبد الصالح التقي قائلاً:
رأيت في عالم الرؤيا الصادقة مولاي إمام العصر – عجل الله فرجه – وقد ظهرت عليه آثار الحزن الشديد والبكاء، فسلمت عليه وسألته عن سر حزنه وبكائه فأجاب – عليه السلام -:
"اليوم ذكرى وفاة عمتي العقيلة زينب. ومن يوم وفاتها الى اليوم يعقد الملائكة كل عامٍ في هذا اليوم مجلس عزاءٍ في الملأ الأعلى في السموات العلى، فيبكون ويتفجعون الى درجةٍ تضطرني الى الذهاب إليهم وتسليتهم.. إنهم يعيدون في مجلسهم قراءة خطبة العقيلة زينب عليها السلام في الكوفة ويرددونها وهم يضجون بالبكاء.. وقد عدت للتوجه من مجلسهم هذا."
*******
تقبل الله منكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الإستماع لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب الى لقاء آخر بمشيئة الله نترككم في رعايته عزوجل والسلام عليكم.
*******