موضوع البرنامج:
صدق الايمان بالغيب
التخصص في القضية المهدوية
قم إن أخاك ينتظرك
يا من له الشرف الذي لا يرتقي
من دونه انحط السماك الرامح
هلا دريت بان أوج قبابكم
هدمت وقوض من علاها الصالح
وشرائع الايمان غير حكمها
مع محكم القرآن جل الفادح
فلئن تطل في الغيب غيبتك التي
كبرت وأنت بها خفي واضح
فالحق فما في الدار غيرك مطلبا
للطالبين له يد ومنائح
أنت الرجا والمرتجى والغوث إذ
عز النصير وقل فيه الناصح
حتى م حتى م النوى ابن العسكري
فمتى يلوح لك اللواء اللائح
ضاق الخناق أبا الفتوح فلم نجد
إلاك فاتحها فأنت الفاتح
*******
بسم الله وله الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على خير النبيين المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحم الله الأديب الولائي الشيخ محمد الصحاف رضوان الله عليه وجزاه خيراً على صدق تشوقه للمهدي المنتظر، ورزقه الله الرجعة عند قيام دولته للفوز بكرامة نصرته فيها – عجل الله فرجه –... أما الفقرات الأخرى في لقاء اليوم فهي: عقائدية عنوانها: صدق الايمان بالغيب
وإجابة من سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن: التخصص في القضية المهدوية
وحكاية من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية عنوانها: قم إن أخاك ينتظرك
*******
نسأل الله أن تقضوا أنفع الاوقات مع فقرات هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب.كونوا معنا والفقرة العقائدية التي تحمل عنوان:
صدق الايمان بالغيب
قال مولانا أمير المؤمنين (ع) ضمن خطبة من خطب الملاحم ذكر فيها المهدي الموعود ودعا الى نصرته عند ظهوره – عجل الله فرجه –:
" فيا عجباً – ومالي لا أعجب – من خطأ هذه الفرق على إختلاف حججها في دينها، لا يقتضون أثر نبي ولا يعتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب.
المعروف فيهم ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا، وكل أمرء منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقرباً يزدادوا إلا بعدا من الله عزوجل، أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض، كل ذلك وحشة مما ورّث النبي الأمي – صلى الله عليه وآله – ونفوراً مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والارض ".
*******
مستمعينا الاكارم، الخطبة المشار اليها رواها ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي، وفيها يهدينا مولانا أمير المؤمنين – عليه السلام – الى أهم سبل النجاة من الفتن والإنحرافات الفكرية والسلوكية التي تنتشر في عصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي الموعود – عجل الله فرجه – وخاصة مع إزدياد الظلم والجور بجميع أشكاله.
وفي المقطع الذي إخترنا لهذه الحلقة من الخطبة العلوية هذه يعرفنا مولى الموحدين الإمام علي – عليه السلام – بالعامل الأساسي الذي يؤدي الى السقوط في مستنقعات الفتن الفكرية والسلوكية وبالتالي عدم الفوز في إختبار الإنضمام الى أنصار المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – ولا يخفى عليكم أيها الأعزاء أن معرفة هذا العامل مقدمة لإجتنابه والعمل بضده وبالتالي الفوز في إختبار تمحيص الإيمان الذي جعله الله من أهم مميزات عصر الغيبة؛ فما هو هذا العامل؟ الإجابة تأتيكم بعد قليل فكونوا معنا.
*******
الإجابة عن السؤال المتقدم نجدها واضحة جلية للمتدبر في كلمات مولانا الإمام علي – عليه السلام – في الفقرة المتقدمة من خطبته المهدوية، فهي صريحة في تعريف المؤمنين – من جميع أجيال عصر الغيبة – بحقيقة أن العامل الأساس للسقوط في إنحرافات الفتن هو عدم الإيمان بالغيب وعدم تجسيد الأئتمام بأمام العصر في غيبته – عجل الله فرجه –.
والمظهر العملي لذلك أن يكون الإنسان متبعاً لأهوائه وقناعاته وأفكاره فهي التي تحكم سلوكه، فيتبع ما يراه هو معروفاً وينكر ما يراه منكراً يفسر القرآن والسنة بحسب رأيه وهواه وليس بحسب الضوابط التي عرفنا به النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وأئمة عترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين؛ ففي هذه الحالة يكون الإنسان مصداقاً لمن (لا إمام له) الذي تكون ميتته جاهلية كما ورد في الحديث النبوي المروي من طرق الفريقين.
وهذا العامل يؤدي الى السقوط في الجور والظلم للنفس والآخرين والإبتعاد عن الحق وعن الله عزوجل وصراطه المستقيم.
*******
وفي المقابل يتضح أيها الأخوة والأخوات العامل الأساس الذي يبينه لنا ضمنيا إمامنا الوصي المرتضى – سلام الله عليه – للنجاة من فتن عصر الغيبة وهو:أن يجسد المؤمن عملياً التمسك بأمامة إمام زمانه المهدي المنتظر(ع) بالتعرف عليه أولاً إستناداً للأحاديث الشريفة التي وردت بشأنه وبشأن غيبته – عجل الله فرجه – عن جده المصطفى وأبائه الأئمة المعصومين – عليهم السلام –
وثانياً العمل بما ورد عنه وعن آبائه وجده صلى الله عليه وآله في المصادر المعتبرة من وصايا في مختلف شؤون الحياة وبضمنها حوادث عصر الغيبة.
وثالثاً الأرتباط الوجداني والقلبي به – عجل الله فرجه – وبصورة مستمرة بمختلف أشكال الإرتباط من زيارته والدعاء له والتوسل به الى الله عزوجل.
*******
مستمعينا الأفاضل، تابعوا برنامج شمس خلف السحاب في فقرته الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج والإتصال الهاتفي التالي، نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على جميل المتابعة لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، معنا على خط الهاتف مشكوراً سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة الشيخ سلام عليكم
الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي
المحاور: سماحة الشيخ جزاكم الله خيراً هنالك سؤال مشترك ورد في عدة من الرسائل الالكترونية، عبر البريد الالكتروني التي تصل للبرنامج، بعض هذه الرسائل تسأل عن قضية كيف يكون الانسان المتخصص في قضية الامام المهدي سلام الله عليه، هل هنالك كتب معينة؟ هل هنالك دراسات خاصة تعين على ذلك؟ بعض هذه الرسائل تقول بسبب عدم وجود ذلك هل ثمة علم او منهج خاص لدراسة القضية المهدوية خاصة مع وجود من يخرج لنا بآراء تخدم اهواءه ومذاقاته ويحملها على التخصص ويحملها على التخصص والمعرفة بقضية الامام؟ تفضلوا سماحة الشيخ
الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم التخصص في الامام المهدي صلوات الله عليه واحاديثه واخباره كأي تخصص في اي فرع من فروع العقيدة والتاريخ هذا فيه جانب عقائدي وفيه جانب تاريخي، المتخصص يحتاج الى اليات ان يكون عنده الثقافة العامة، الخبرة العقائدية، الخبرة التاريخية ثم يدرس بدقة المصادر الاساسية في الموضوع، المصادر الاساسية التي هي الاحاديث الموجودة، عندنا احاديث موجودة في المصادر السنية والمجاميع السنية، ماذا اخبر النبي صلى الله عليه واله عن الامام المهدي عليه السلام وهذه كثيرة جداً واعطى حتى اوصافه وحركاته وكذلك احاديث الائمة عليهم السلام وهي ثروة كبيرة وغنية وما الفه قدماء علمائنا وجمعوا هذا الحديث وقارنوا بينها وحللوها ومن اقدم الذين جمعوا في هذا الموضوع الشيخ الصدوق، النعماني صاحب الغيبة، الطوسي وامثال هؤلاء كتبوا كتباً خاصة وصلت الينا في هذا الموضوع.
في الواقع التخصص يحتاج الى عقلية معينة وكأي متخصص، الان المتخصصين في فرع من فروع الطب تجد بعضهم عنده عمق وبعضهم لا عنده سطحية اذن نوعية الشخص المتخصص تؤثر على تخصصه، نعم كلما كان مستوعباً للمادة وخبيراً بالاحاديث ومدققاً فيها، يقرأها بعمق يستطيع ان يستنتج اشياء كثيرة ويا اخي هذا حقل واسع وانا الذي ارجوه من الذين يريدون ان يكتبوا في الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه انه يتعمقوا ويستوعبوا كل النصوص، لايأخذوا نصاً مجتزءاً، المنهج الفقهي الاكاديمي، منهج اسلوب فقهاءنا في المنهج العلمي اثبت عالمياً انه هو المنهج الاكاديمي بالدرجة الاولى، جمع النصوص تقسيمها الى طوائف، المحاكمة بينها، لايصح الانتزاء، لاتصح الكتابة الانتقائية، التفسير الانتقائي، لابد من استيعاب المادة والتعمق فيها وفي هذا المجال انا اوصي المتخصصين ان يعطوا دروس وامثلة اويعطون الذي يكتبونه لأحد ينقد ويوجههوا فيها ويا اخي الكريم انا عمر في احاديث الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وما زلت اجد جديداً، اردت ان ابحث عن وضع ايران في سنة الظهور فوجدت حركة في اذربايجان ووجدت ووجدت، ووجدت نهضة لتأييد الامام صلوات الله عليه داخل ايران وخطين تكون ايران واشياء جديدة يجدها الانسان في نصوص اهل البيت صلوات الله عليهم.
المحاور: صلوات الله عليهم اجمعين، سماحة الشيخ بأعتبار ان المخاطب في البرنامج ايضاً عموم الاخوة والاخوات المستمعين حبذا لو تبينون لنا علامة عامة بحيث انه كيف نميز هذه الدراسة او هذا الكتاب او الرأي فيما يرتبط بقضية الامام المهدي هو رأي متخصص ام رأي كما تصفه بعض الرسائل انه يتبع آراءه اومذاقاته او اهواءه؟
الكوراني: لابد ان يستند الى مصادرنا الاولى، لما المصادر الاولى روت هذه المفردة وبعضهم يأتي الى روايات ومراسيل وموضوعات كثيرة في فتن ابن حماد وغيره ولو كان قديماً لكن هذه مراسيل، على اي شيء استند؟ وكيف فهم من النص؟ يقول افهم هكذا، اذن اول سؤال ينبغي ان نسأله ممن استنتج شيئاً ان نقول له اين مستندك؟ ومن رواه؟ وماقيمته من حيث السند والمضمون؟ والشيء الاخر اذكر لنا العبارة التي تدل على ما استنتجته، هو يستنتج هوائياً ربما من نص لايدل فلابد ان تكون مصادره معتبرة وان يكون استنتاجه فقهياً على قواعد الفهم العربي من اللغة ولذلك نقول لهؤلاء الذين يطرحون افكاراً من اين اخذتها؟ اعطنا المصادر واعطنا النص الذي يدل على ما تقول بالذات، فأذا لم يكن ذلك معناه انه لايكون استنتاجاً علمياً، يكون احتمالات وظنون، الاحتمالات والظنون للامل جيدة او يحسب حسابات كهيعص فيها رواية، نعم فيها رواية لكن يحب الكاف لكذا وبالحروف وبالجمل وكذا هذه نتيجتها اكثر من الاحتمال والظن، الاحتمالات والظنون للامل امر جيد لكن لايمكن ان نبني عليها حقيقة او نبني عليها عقيدتنا وشكراً.
*******
إخوتنا مستمعي إذاعة طهران، أما حكاية حلقة اليوم من البرنامج فندعوكم الآن للإستماع لها وعنوانها هو:
قم إن أخاك ينتظرك
حكاية هذا اللقاء نقلها مؤلف كتاب عشاق الإمام المهدي عليه السلام سماحة الشيخ أحمد القاضي الزاهدي عن زميله العالم الورع الشيخ جعفر الإبراهيمي الذي كان قد سمعها من عدة أشخاص لكنه رغب وزيادة في التوثيق والإطمئنان أن يسمعها من صاحب الحكاية نفسه وهو العبد الصالح الحاج كريم أصغري من سكنة بلدة (ورزنه) من ضواحي مدينة إصفهان الإيرانية.
ويرجع تأريخ الحكاية الى سنة ألف وثلاثمائة وسبعين للهجرة وملخصها هو كما ورد على لسان الحاج أصغري هو:
في شتاء إحدى السنين وبسبب النقص في الحطب وشدة الإحتياج إليه يومذاك للتدفئة والطبخ ذهبنا أنا وأخي الى البراري المحيطة بقريتنا لجمع الحطب طاعة لأمر والدتنا...
وكان الحطب قليلاً في تلك البراري فأضطررنا الى قطع مسافة كبيرة مشياً على الأقدام حتى إستطعنا جمع ما نحتاجه من الحطب...تحركنا يومها في الصباح الباكر وكان بدء العودة عصراً، سرنا قرابة الساعتين وكان أخي أسرع مني وأقوى فكان يبتعد عني ويناديني أن الحق به للوصول قبل حلول الظلام والتعرض للمخاطر في تلك البرية القاحلة...كنت أسعى للحاق به كلما ناداني ولكنني بعد فترة شعرت بالعجز عن المشي فيما واصل أخي طريقه دون أن ينتبه الى توقفي عن المسير.
*******
ويتابع الحاج كريم أصغري نقل حكايته بعد أن تخلف عن متابعه سيره دون أن يشعر بذلك أخوه.. .قال: جلست وقد أنهكني التعب، أردت أن أنادي أخي فلم أستطع...فأضطجعت ولساني يلهج بمناداة مولاي قائلاً: يا صاحب الزمان، يا صاحب الزمان
إنقطعت بي السبل للنجاة عندما أدركت أن أخي يواصل طريقه وهو يظن أني سالحقه...شعرت بعطش شديد فأردت أن أشرب الماء فوجدت أن الماء الذي معي قد نفذ، وبسبب عجزي عن الحركة وشدة العطش شعرت بأني أو شك على الموت، فأستسلمت للموت وأنا أستغيث بأستمرار بمولاي صاحب الزمان.
*******
ولكن إستغاثة هذا المؤمن الصالح إستجلبت له الفرج من الله جل جلاله كما يتضح من تتمة حكايته حيث يقول:
فجأة سمعت وقع أقدام بالقرب مني، فتحت عيني فرأيت سيداً جليلاً على كتفه شال أخضر، حنطي اللون وسيم للغاية لم أرّ أحداً بمثل وسامته طوال عمري...خاطبني برأفة وهو يسميني بأسمي قائلاً: يا كريم، ماذا تفعل هنا؟ لم أستطع أن أجيبه...ثم سقاني ماءً لم أشرب ماءً بمثل عذوبته طوال حياتي، شربته كل ما قدمه لي فقدم له مثله مرة ثانية، ثم قال: قم ياكريم، فإن أخاك ينتظرك...
وإثر قوله (قم) وجدت الحياة تدب في بدني فسرت معه وأنا ألهج بالشكر له طوال ما يقرب أربعين خطوة سرتها معه حتى رأيت أخي وهو ينتظرني، فإلتفت الى السيد فلم أره……. أجلت النظر فيما حولي دون جدوى...فأجهشت بالبكاء فسألني أخي عن سر بكائي فأخبرته ما جرى فمسح على رأسي وهو يقول: إن هذا السيد هو ولا شك إمام الزمان – عليه السلام – فلماذا لم تطلب منه شيئاً!! تملكني الأسى لفراقه ولازمني البكاء وأخذ أخي يبكي على مافاته من لقاء هذا السيد وقد عدنا الى بلدتنا ذهبنا الى عالم البلدة يومذاك وحكيت له ما جرى فقال: إن هذا السيد هو إمام العصر – عليه السلام – أو ملازمه الخضر.
*******
شكراً لإخوتنا مستمعي إذاعة طهران على جميل متابعتهم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب دمتم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******