موضوع البرنامج:
الغيبة ومحق دوافع الظلم
سفراء المهدي
علمت أنك إمامي
يا بن الإمام الزكي العسكري فتى
الهادي النقي علي الطاهر الشيم
يا بن الجواد ويا نجل الرضا ويا
سليل كاظم غيظٍ منبع الكرم
خليفة الصادق المولى الذي ظهرت
علومه فأثارت غيهب الظلم
خليفة الباقر المولى خليفة زين
العابدين علي طيب الخيم
نجل الحسين شهيد الطف سيدنا
وحبذا مفخر يعلو على الأمم
نجل الحسين سليل الطهر فاطمة
وابن الوصي علي كاسر الصنم
*******
يا بن النبي ويا بن الطهر حيدرة
يا بن البتول ويا بن الحل والحرم
أنت الفخار ومعناه وصورته
ونقطة الحكم لا بل خطة الحكم
أيامك البيض خضر فهي خاتمة
الدنيا وختم سعود الدين والأمم
متى نراك فلا ظلم، ولا ظلم
والدين في رغد والكفر في رغم
أقبل فسبل الهدى والدين قد طمست
ومسها نصب والحق في عدم
*******
بسم الله وله الحمد والمجد رب العالمين و نوامي صلواته وتحياته على صفوته الطاهرين محمد وآله الطيبين السلام عليكم إخوة الإيمان جزى الله خيراً العارف الجليل الحافظ رجب البرسي الحلي على هذه الأبيات المهدوية التي إخترناها لهذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب وجزاكم الله خيراً إخوتنا على طيب إستماعكم للبرنامج ضمن المحطات التالية: محطة عقائدية عنوانها:الغيبة ومحق دوافع الظلم ثم تليها إجابة هاتفية لسماحة الشيخ علي الكوراني على سؤال بشأن : سفراء المهدي أما الفقرة الأخيرة فهي حكاية من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة عنوانها: علمت أنك إمامي نتمنى لكم أطيب وأنفع الأوقات مع فقرات البرنامج ونبدأ بالعقائدية التي تحمل العنوان التالي:
*******
الغيبة ومحق دوافع الظلم
روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن مولانا الامام الصادق – عليه السلام – قال: خطب أمير المؤمنين – عليه السلام – فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي وآله ثم قال: " أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهرٍ الا من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر كسر عظمٍ من الامم الا من بعد أزلٍ وبلاء. أيها الناس، في دون ما أستقبلتم من عطبٍ وإستدبرتم من خطبٍ معتبرٌ، وما كل ذي قلبٍ بلبيبٍ، ولا كل ذي سمعٍ بسميع، ولا كل ذي ناظر عينٍ ببصير . عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه، ثم انظروا الى عرصات من قد أقاده الله بعلمه، كانوا على سنةٍ من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ثم أنظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي، ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان مخلدون ولله عاقبة الأمور " .
*******
مستمعينا الأكارم جاءت هذه الكلمات النورانية ضمن خطبة علوية مهمة ختمها الامام أمير المؤمنين – عليه السلام – بالدعوة الى نصرة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه - . و قد مهّد مولانا المرتضى – سلام الله عليه – لهذه الدعوة بتوضيح جملة من السنن الإلهية الثابتة في تدبير شؤون العباد ينبغي لمؤمني عصر غيبة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – ولأنصاره بالخصوص الإيمان بها ومعرفتها بصورة ٍ دقيقة . و سنتناول بمشيئة الله في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وما بعدها لمحات مما بينه أمير المؤمنين – عليه السلام – في هذه الخطبة، ومنها ما جاء في الكلمات النورانية المتقدمة، تابعونا مشكورين .
*******
نفهم من التدبر في الكلمات المتقدمة الحقائق التالية: أولاً: إن الله عزوجل يمهل الظالمين والجائرين ولا يأخذهم بعذاب المحق إلا بعد إتمام الحجّة عليهم بالكامل . و ثمة مصالح كثيرة في ذلك منها إتضاح بطلان كل الشعارات المخادعة التي يغلفون بها ظلمهم وجورهم فتظهر بشاعة الظلم والجور بالكامل بما لا يدع مجالاً لأحدٍ للقبول بهما تحت أي مسوغ . ولذلك فلن ينخدع أحدٌ من الخلق بشعارات الظالمين والجائرين مهما كانت عند ظهورالمهدي الموعود – عجل الله فرجه – فيكون هلاكهم وأتباعهم بعد تمام الحجة عليهم بالكامل . ثانياً: وفي المقابل فإن تحقق طموحات كل أمة وجبر كسرها حسب تعبير الخطبة العلوية لا يكون إلا بعد أزل - أي صعوبات ومشاق – وبلاء يؤدي الى تمحيصها وإزالة ما يمنعها من الإستفادة الصحيحة من أجواء العدل الإلهي بما يقودها الى طي معارج الكمال والرقي وليس الإغترار بالدنيا والتحول الى ظلمة جدد بعدما كانوا مظلومين … و هذه الحقيقة والسنة الإلهية تصدق أيضاً على عصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي – سلام الله عليه - ؛ فظهوره يكون بعد تمحيصٍ وتطهيرٍ للمؤمنين بحيث لا يبقي فيه شيئاً من نوازع الظلم الخفية فيكونون أهلاً لإقامة العدل الإلهي وخدمة الخلق وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وبالتالي تكون لهم عقبى الدار .
*******
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران جميل متابعتكم لفقرات البرنامج وندعوكم للفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم نستمع معاً للإتصال الهاتفي التالي:
*******
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا معكم ومع ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة الشيخ سلام عليكم الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي المحاور: سماحة الشيخ الاخت خديجة تسأل عن تفسير الروايات التي تقول بأن السيدة حكيمة رضي الله عنها كانت تروي عن الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في عصر الغيبة الصغرى بعض الاخبارات وترد على الشيعة في بعض الشؤون، كيف نفهم هذه الروايات مع وجود السفراء الاربعة للامام في عصر الغيبة الصغرى؟ تفضلوا سماحة الشيخ الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم اولاً السفراء ليسوا محصورين بالاربعة وان كانوا هؤلاء الاربعة رضوان الله عليهم هم السفراء الموظفين، الرسميين يعني ولكن يوجد سفراء غيرهم ولابد ان يكون عند الاخت والاخوة الاعزاء صورة عن ظروف ولادة الامام صلوات الله وسلامه عليه ونشأته، ظروف ولادة الامام صلوات الله عليه كان الخليفة العابسي والعباسيون اساساً انما جاءوا بالامام الهادي والامام العسكري ووضعوهم بالعاصمة حتى يكونوا تحت رقابتهم، يعلمون جيداً انه خطر كل الخطر في الثاني عشر فأزدادت الرقابة على الامام العسكري سلام الله عليه والجاسوسات للخليفة مباشرة يعطون تقاريرهم انه هل تزوج، له جواري، هل حملت جارية من هذه الجواري؟ فكانوا يتجسسون، حكيمة رضوان الله عليها الامام العسكري سلام الله عليه دعاها لأجل ان تكون داية الامام المهدي سلام الله عليه ونلاحظ ان اسم ام الامام المهدي كانوا يغيروها، غيروها عدة مرات، الان لها اربع او خمس اسماء معناه لأجل تضليل الجاسوسات والخليفة في الموضوع، لما ولد الامام صلوات الله وسلامه عليه وحكيمة هي تروي القصة جاءت ايضاً جدة الامام من المدينة والذين كانوا في البيت، كانوا في البيت الى ان توفي الامام العسكري صلوات عليه سنة ۲٦۰، الذين كانوا في البيت والامام العسكري استشهد كانت زوجة الامام العسكري ام الامام المهدي سلام الله عليه طلبت منه لما اخبرها بما يجري طلبت منه ان يدعو الله عزوجل ان تموت قبله وهكذا توفيت في حياة الامام العسكري سلام الله عليه وهو دفنها وكتب على قبرها هذا قبر ام محمد والذين كانوا في البيت، جدته وحكيمة تذهب وتجيء اذن الذين يراجعون اما يعرفون عثمان بن سعيد العمري رضوان الله تعالى عليه ايضاً معروف انه وكيل الامام العسكري والامام الهادي سلام الله عليهما فأذا ما سألوه اذا واحد علوي ويعرف حكيمة يسألها وهذا طبيعي والامام صلوات الله عليه لما يظهر قد تراه حكيمة او جدته او العمري او اخرون، هناك نواب اخرون كانوا يلتقون به صلوات الله عليه فأذن حكيمة رضوان الله عليها هي بمرتبة السفراء وان لم تكن السفيرة الرسمية الاولى وشكراً. المحاور: وشكراً لكم سماحة الشيخ الاخت خديجة ايضاً تسأل اعتقد انكم اجبتم عنه، نرجو من سماحة الشيخ ان يبين لنا من هم الاشخاص الذين التقى بهم الامام سلام الله عليه واتصل بهم دون واسطة السفير امثال السيدة حكيمة؟ الكوراني: السيدة حكيمة، هو حول على عدة وكلاء وهناك سفراء غير السفراء الاربعة انا عقدت لهم فصلاً يمكن ان تروه في موقعنا في فصل السفراء للامام المهدي سلام الله عليه واحد اسمه يزيد بن حاجز، فيه اخرون الذين تشرفوا برؤيته، عديدون وبعضهم كان لهم منه سفارة. المحاور:سماحة الشيخ هذا الامر خاص بفترة الغيبة الصغرى؟ الكوراني: نعم خاص بالغيبة الصغرى، في الغيبة الكبرى لايمكن ان نقبل سفيراً قبل النداء السماوي والصيحة والسفياني ومن ادعى ذلك نطلب منه المعجزة.
*******
إخوتنا المستمعين، أما الآن فمع حكاية حلقة اليوم التي إخترنا لها عنواناً هو:
علمت أنك إمامي
عرف الحاج محمد علي الفشندي الطهراني بالتقوى والصلاح والتفاني في مودة أهل البيت عليهم السلام وخدمة المؤمنين والخلق عموماً، ولذلك حظي رحمة الله عليه بأهتمام كثير من العلماء والصالحين الذين شاهدوا منه وعن قرب كثيراً من الكرامات التي تنبأ بفوزه برضا الله عزوجل وأوليائه المقربين عليهم السلام وجميل رعايتهم له كما تشهد بذلك الحكاية التالية التي نقلها عنها عدة من العلماء الأعلام منهم أية الله الشهيد السعيد السيد عبدالحسين دستغيب رضوان الله عليه في كتابه الموثق (( القصص العجيبة )) قال المرحوم الحاج محمد علي: (( ذهبت في أحد الأيام مع المولى السيد باقر الخياط وعدد من الصالحين لزيارة مسجد صاحب الزمان روحي فداه في قرية جمكران والتعبد لله عزوجل فيه وعند ما حل المساء اخلد الرفاق للإستراحة على سطح المسجد وبقيت يقظاً والى جواري شيخ مسن أوقد شمعة وهو يتلو أحد الأدعية، فيما قمت أنا لأداء نافلة الليل وفجأةً إنتبهت الى الفضاء وقد تنور فقلت في نفسي ( يبدو أن البدر قد طلع )، لكنني لم أر البدر وأنا أجيل نظري في السماء ! وبقيت أبحث عن مصدر هذا النور حتى رأيت سيداً جليلاً عند شجرة تبعد قرابة خمسمئه متر مني ومنه يصدر هذا النور سألت الشيخ الذي كان الى جواري هل ترى سيداً عند تلك الشجرة ؟ أجابني: الفضاء مظلم يا حاج ولا يمكن رؤية شئ .. إن النعاس قد إستولى عليه، فأذهب ونم قليلاً !
*******
مستمعينا الأكارم وقبل ان نتابع نقل الحكاية نشير أن صدور أمثال هذه الأنوار هي من الدلالات التي يظهرها الله عزوجل أحياناً لهداية المؤمنين الذين يريد أن يحبوهم بلطف خاص منه الى وسيلة فوزهم بلطفه عزوجل . نعود الى حكاية العبد الصالح الحاج محمد علي الفشندي رحمة الله عليه فقد قال في تتمتها بعد أن سمع جواب الشيخ: علمت أن صاحبي الشيخ لا يرى النور الذي أراه، فتوجهت صوب ذلك السيد وعندما وصلت اليه قلت له مبادراً: يا سيدي أريد زيارة كربلاء، ولكن ليس لدي المال اللازم ولا جواز سفر فأن توفرا لي قبل صباح يوم الخميس المقبل علمت أنك مولاي إمام العصر، وإلا عرفت أنك أحد السادة .. و أثر هذا القول غاب السيد فجأةً فعاد الفضاء مظلماً .. وفي الصباح أخبرت رفاقي بما جرى لي .. فسكت بعض وسخّر بعض آخر من قولي:
*******
و نبقى إخوتنا مستمعي إذاعة طهران مع الحاج محمد علي الفشندي الطهراني رضوان الله عليه وهو يحكي لنا بقية ما جرى له وظهور نتيجة العلامة التي طلبها من مولانا ومولاه عليه السلام قال الحاج: (( مرت الأيام دون أن أرى أثراً الى يوم الأربعاء وقد خرجت في صباحه الباكر من منزلي في شميران الى ميدان (( الذي يعرف اليوم بميدان الإمام الحسين عليه السلام )) في طهران لإنجاز عمل، كنت واقفاً عند جدار والمطر يهطل فجائني رجل طاعنٌ في السن، لم أعرفه من قبل، وقال لي مبادراً: يا حاج محمد علي هل تريد زيارة كربلاء ؟ قلت: أرغب بذلك، ولكن ليس لدي المال اللازم ولا جواز سفر قال:لا بأس عليك أتني بعشر صور لك واستنساخين لبطاقتك المدنية قلت: أريد ايضاً أن ترافقني زوجتي في هذه الزيارة قال: لا مانع من ذلك )) . يقول الحاج محمد علي الفشندي: ذهبت فوراً وهيأت ما أراد وجئت به اليه وقدمته له فقال: تعال غداً في مثل هذا الوقت الى هنا .و في صباح اليوم التالي، جائني الرجل ومعه الجواز السفر وعليه سمة الدخول العراقية مرفقاً بخمسة آلاف تومان، ثم ذهب ولم أره بعدها فذهبت الى منزل المولا السيد باقر الخياط لحضور حلقة ذكر ختم الصلوات فسألني أحد الرفاق ساخراً: اليوم هو الخميس فهل حصلت على جواز السفر والمال اللازم ؟ أجبت: نعم وأريتهم الجواز والمال فتفجرت دموع الحاضرين بدموع الشوق .
*******
انتهى أحباءنا الوقت المخصص لحلقة اليوم من برنامج شمس خلف السحاب، إستمعتم لها من إذاعة طهران شكرا لكم وفي أمان الله .
*******